عناية بالبيوت وتأهب في المطبخ.. الجزائريون يستعدون لرمضان
18:50 - 11 أبريل 2021يستعد الجزائريون لاستقبال شهر رمضان لهذه السنة بعادات وتقاليد متوارثة، فالعائلات تحضر له باقتناء الأواني المنزلية الجديدة واستبدالها بالقديمة وتنظيف البيوت عبر طلاء الجدران وكذلك شراء مستلزمات المطبخ مثل البهارات.
ويحظى شهر الصيام في الجزائر على غرار بلدان العالم الإسلامي بمكانة خاصة لدى العائلات حيث تستعد لاستقباله منذ بداية شهر شعبان (التقويم الهجري) بعادات ثابتة حسب كل منطقة.
ومن بين عادات الجزائريين المحافظ عليها في كل المناطق، الذهاب نحو شراء أواني طهو جديدة، وتنظيف البيوت وكأنها تستعد لاستقبال ضيف عزيز، واقتناء التوابل من الأسواق الشعبية التي بدأت في عرض هذه المواد للبيع.
وعملت السلطات على مواكبة هذه الاستعدادات من أجل مراقبة الأسعار والحفاظ على القدرة الشرائية على غرار "البيع بالتخفيض" لمواد غذائية ومنزلية وفتح محلات تجارية للتشجيع على المنافسة وكسر المضاربة في توجه الجزائريين إلى الأسواق والمحلات التجارية لاقتناء كل مستلزمات المطبخ الرمضاني.
وأدى تحسن الوضع الصحي بالجزائر إلى قرار فتح المساجد لإقامة صلاة التراويح على ألا يتعدى وقت الصلاة 30 دقيقة، مع الحرص على احترام البروتوكولات الصحية وفق بيان للجنة الإفتاء التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف.
رمضان.. أصل الحكاية
البيوت بحلّة جديدة
تسبق شهر رمضان في الجزائر تحضيرات استثنائية مقارنة بباقي المناسبات والشهور، حيث تشرع العائلات خلال هذه الأيام في عملية تنظيف للمنازل، وهناك من يعيد طلاء جدرانها لاستقبال الشهر الفضيل في أحسن حلة.
وفي هذا السياق، تقول السيدة حبيبة من الجزائر العاصمة إنه "إضافة إلى شراء الأواني الجديدة، تعمل خلال هذه الأيام على توفير مستلزمات الطبخ على رأسها التوابل والمكسرات وحبوب الفريك".
وأضافت السيدة لـ"موقع سكاي نيوز عربية" "أحرص كذلك على حفظ الخضر في الثلاجة وبما أنني أحضر عجين البوراك (أكلة رمضانية) لوحدي فإنني أحرص على نوعية السميد المستعمل حتى أحصل على عجينة جيدة وبالتالي أقتنيه خلال هذه الأيام".
فيما تؤكد السيدة فاطمة التي تنحدر من محافظة جيجل شرق البلاد أن "كل ربات البيوت الجزائريات لهن طريقة متشابهة في استقبال شهر رمضان، فالنساء تستعد بتنظيف البيوت وتزيينها بما يليق بمكانة الشهر الفضيل من اقتناء الفوانيس لإضاءة ليالي السهرات الرمضانية، كما تفضل أخريات اقتناء الأواني المنزلية الجديدة".
وتضيف فاطمة لـ"موقع سكاي نيوز عربية" "وكما هو معروف لدى أغلب العائلات الجزائرية فإن الطبق الرئيسي لمائدة رمضان يظل (شربة الفريك) وهو عبارة عن قمح مطحون، يتطلب البحث عن "الفريك" ذو النوعية الجيدة، ولذا تفضل ربات البيوت اقتناءه قبل أسبوع عن رمضان".
التوابل "تتسيد" الأسواق
في المقابل بدأت المحلات المتواجدة في الأسواق الشعبية عرض منتوجاتها من التوابل وأعشاب الطهي المستعملة بكثرة في الأطباق الجزائرية التي تتفنن في تحضيرها ربات البيوت اللواتي يبدعن في المطبخ خلال شهر كامل.
وعبر جولة استطلاعية في بعض أسواق الجزائر العاصمة، لاحظ موقع "سكاي نيوز عربية" عرض التوابل والبهارات على غرار الكمون والكزبرة ورأس الحانوت والفلفل الأسود والقرفة، من دون نسيان "ملك" مائدة الإفطار الجزائرية خلال شهر رمضان "الفريك" إضافة إلى الزبيب (العنب المجفف) وبعض الفواكه الجافة.
وبملاحظة بسيطة لما يعرض/ فإن استعادة التوابل بمختلف أنواعها لمكانها في الأسواق الشعبية خلال هذه الأيام دليل على أن حضورها في المطبخ الجزائري خلال شهر رمضان ضروري جدا، حيث تضفي نكهة خاصة على أطباق "الشربة" و"الكباب" و"طاجين الزيتون" وغيرها من الأكلات الرمضانية.
تظاهرة "رمضان في القصر"
ومن أجل تقريب المواطنين من المنتجين، عملت وزارة التجارة في الجزائر على إطلاق تظاهرات تجارية، على غرار فعاليات الحدث التجاري والثقافي "رمضان في القصر" والتي تمتد من 8 أبريل إلى 7 ماي المقبل.
ويعرف هذا الفضاء التجاري إقبالا كبيرا من المواطنين وهو عبارة عن مساحة من بين عشرات المساحات التجارية التي ستفتح في جميع المحافظات للاستفادة من أسعار تفاضلية ومعقولة، حيث يعرض التجار مواد غذائية وأجهزة كهرومنزلية وملابس ومنسوجات وأوان ومنتجات تقليدية وحرفية، علاوة على مواد التغليف والبستنة وغيرها.
وتعد هذه المساحات التجارية حسب وزير التجارة، كمال رزيق فرصة سانحة للتجار لتسويق منتوجاتهم وتحقيق رقم أعمال معتبر ولاسيما من خلال البيع الترويجي والبيع التخفيضي.
وفي السياق ذاته، دعا الوزير رزيق التجار الشباب ولاسيما بائعي المنتوجات الرمضانية على غرار "الزلابية" و"قلب اللوز" و"الشاربات" (حلويات تباع خلال رمضان) لكي ينخرطوا في هذا المسعى والاستفادة من مساحات للبيع الترويجي في هذا المعرض مقابل إيجار "بسيط".
من جانبه، يعتقد رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين زكي حريز في تصريح لـ"موقع سكاي نيوز عربية" أن هذه الاجراءات الهادفة إلى كبح ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان "تخفف من حدة المشكلة"، مستطردا بالقول إن هناك عدة عوامل عملت على ارتفاع الأسعار منذ بداية السنة، والحل يكمنفي تنويع الاقتصاد الوطني، بحسب رأيه.