رجل سوري يواجه غلاء المعيشة.. ويحول بستانه لسلة غذائية
14:09 - 10 أبريل 2021في أعقاب الانحدار الحاد لليرة السورية وهبوطها لمستويات قياسية، وتفاقم الوضع المعيشي للمواطن السوري، لجأت بعض العائلات إلى الاستفادة من حدائقها المنزلية، وزراعتها بالبقدونس والبصل والنعناع، لتوفير الشراء من الأسواق.
الارتفاع الكبير في الأسعار دفع المهندس الزراعي السوري رؤوف ياغي، 70عاما، بعد تقاعده إلى التفكير بزراعة قطعة أرضه القريبة من منزله في بلدة الشهبا بريف السويداء، والعمل فيها مع زوجته، لتحقيق اكتفاء ذاتي غذائي في ظل المعاناة الاقتصادية التي تعصف بسوريا.
5 سنوات من العمل
ويستكفي الزوجان منذ 5 سنوات معيشتهما من منتجات بستانهما التي بلغت مساحتها 500 متر.
وتداخلت في سلة العم رؤوف السبعيني الزراعية للموسم الربيعي أصناف عديدة، من الخضراوات الورقية والموسمية بأنواعها المتعددة كالفول والملفوف والثوم والبصل والطماطم والباذنجان والفلفل وغيرها من الخضار الموسمية، إضافة لعنايته بأشجار الفاكهة والزيتون والتين والبرتقال والعنب واللوز والفستق الحلبي وغيرها من الأشجار المثمرة والحمضيات.
وتحدث رؤوف عن استغنائه الشراء من الأسواق بعد أن حققت المساحات الخضراء لأرضه اكتفائه الذاتي، وأكد لـ"سكاي نيوز عربية" أنه لم يشتر الطماطم والخيار وغيرها من الأصناف منذ 5 سنوات، ويفيض عنه الإنتاج ليقدمه مجانا للجيران والأقارب والفقراء والنازحين من المحافظات السورية الأخرى.
وقالت زوجته رجاء لـ"سكاي نيوز عربية" إنها تقطف في المواسم الصيفية يوميا من الكوسا والباذنجان والخيار والبندورة أكثر من 300 حبة، من كل صنف، وتعصر أكثر من 50 مطربان من الطماطم، ولكل من تعرفهم حصته من خيرات الحقل.
البروكلي الألماني
ويقول العم رؤووف أن صديق له مغترب في ألمانيا قد جلب له معه في إحدى زياراته بذور بعض الخضار الألمانية والتي حققت محاصيلها مردودا جيدا، وقال:" زرعنا البروكلي واللفت الألماني والملفوف الصغير الحجم، وهو يزرع اليوم في عموم البلدة بعد أن أعطيت لمزارعي شهبا بذورها، ولا يخلو مشروعنا من الفطر المحاري الذي زرعته في مساحة خصصتها مطلع السلالم في المزرعة حيث المناخ الملائم لنموه ".
ويحرص المزارع الدؤوب على عدم استخدام المواد الكيماوية والمبيدات الحشرية في الزراعة، معتمدا في تسميدها بالمواد العضوية الطبيعية، لتنتج خضراوات نظيفة خالية من الهرمونات المضرة بالصحة.
أهمية المسابقات الريادية التي تدفع الشباب للإبتكار والتغيير
وأضاف "لجأت غالبية الأسر إلى الزراعة واتبعت سياسة الاكتفاء الذاتي بسبب التدهور الاقتصادي والظروف الصعبة التي تعيشها سوريا بعد الحصار والعقوبات الاقتصادية، وانهيار صرف الليرة السورية والتأزم المعيشي، والذي زاد الطين بلة هي جائحة كورونا التي أوقفت مناحي الحياة لاسيما المعيشية والاقتصادية بشكل شبه كامل".
ودعا العم رؤوف في ختام حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى زراعة كل ركن وأرض وحديقة، فهي توفر الغذاء والصحة البدنية، وخير مثال هو، حيث لازال يتمتع بقوة بدنية عالية وهمة ونشاط بفضل العمل بالزراعة.