"أيام الجور".. سنوات الظلم والحرب الليبية في دراما رمضان
22:46 - 09 أبريل 2021دفعت بشائر حالة الاستقرار السياسي التي تتمتع بها ليبيا في الفترة الأخيرة عجلة الإنتاج الدرامي، وطعمت الشهر الكريم بباقة من المسلسلات الجاهزة للعرض.
إلا أن أصداء القتال والصراعات الدموية والسياسية تتردد في جنبات بعضها بتركيز القصص على ما خلَّفته هذه المحن على نفسية الشعب الليبي من صراعات وظلم اجتماعي داخل القرية والمنزل، ومنها مسلسل "أيام الجور".
يتكون المسلسل من 15 حلقة، تأليف وإخراج عادل الحاسي، وتم تصويره بمدينة درج بمشاركة باقة من نجوم السينما والتلفزيون الليبي، وعلى رأسهم الفنان محمد بن يوسف وعياد الزليطني وعبد الله الشاوش وزبيدة قاسم.
وبحسب الحاسي، فإن أحداث المسلسل تدور داخل قرية من القرى الليبية يحكمها ما يسمى بشيخ القرية، أو كما يعرف في بعض البلدان العربية باسم (العمدة) حيث يمارس هذا الشيخ على أهالي القرية شتى أنواع الظلم والاضطهاد.
ويضيف الحاسي لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن المسلسل يعرض قضايا اجتماعية كزواج القاصرات والميراث وانعدام القانون وتخاذل المسؤولين وتفشي الجريمة وهدر الدماء دون رادع، والصراعات الأسرية وقتال الإخوة بعضهم لبعض من أجل المال، والعديد من القضايا الأخرى".
الفكرة- وفق المؤلف- مستوحاة من الواقع الذي يعيشه الليبيين، بل مما حدث على مر الأزمنة من التعرض للظلم بأشكال مختلفة، لافتا إلى أن العمل لا يرتبط بحقبة معينة، بل هو أيضا مزيج بين الفنتازيا والواقعية، وبالدرجة الأولى يكشف تصرفات كل من تولى سلطة، ولم ينظر إلى شعبه وكل مسؤول يلهث وراء المال، ويكون هذا أكبر همه، وأيضا يتحدث العمل عن أبناء المسؤولين الذين يفعلون ما يريدون ويبيحون ما هو مرفوض دون رادع".
وبألم يتابع: "يوضح العمل تفشي الظلم وسريانه فقد طال الظلم الصغير والكبير النساء والشيوخ، وتناول المسلسل أيضا فكرة زواج القاصرات، وهي ظاهرة بدأت تنتشر بين مجتمعاتنا بشكل كبير".
ولم يكن متوقعا أن يتم الانتهاء من هذا العمل، بعد فترة قصيرة من بداية الاستقرار السياسي دون صعوبات، ويجملها الحاسي في أنها بالذات تخص ظروف المنطقة الطبيعة وطبيعتها الجغرافية حيث كان يتم التصوير، وكذلك مواقع التصوير كانت متهالكة مما اضطر فريق العمل إلى إعادة بنائها من جديد حتى يتم استكمال تصوير المسلسل، كما أننا لم نتلق أي دعم أو مساعدة من أي جهة رسمية.
وتنتظر ليبيا إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمان ووضع الدستور الدائم للبلاد بنهاية هذا العام أو بعده بقليل، وسط آمال بطي صفحة طويلة من مآسي الحروب والثورات والانقسامات.