"نساء الإخوان".. الذراع الخفي للتنظيم الإرهابي
09:18 - 05 أبريل 2021جددت تقارير أمنية ألمانية تحدثت عن علاقة بين تنظيم الإخوان الدولي والألمانيتين ليديا نوفل ونينا موهي، الجدل بشأن الدور النسائي الكبير الذي تقوم به القياديات داخل الجماعة في مصر وخارجها، وكيف نجحت تلك العناصر في توفير حواضن آمنه للتنظيم بعيدا عن الملاحقات الأمنية.
أدوار مشبوهة
وأظهرت ورقة بحثية صدرت، مؤخرا، أعدها الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية "كارستن فريرك"، أن الناشطة الألمانية ليديا نوفل، التي شاركت بتأسيس مجموعة العمل الإسلامي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لعبت خلال الفترة الماضية أدواراً مشبوهة لتسمح لجماعة الإخوان باختراق أكبر حزب ألماني.
وأشارت تقارير أخرى إلى الدور الكبير الذي لعبته نينا موهي، وهي عضوة بارزة في جمعية إنسان وكذلك مجموعة الخبراء ضد العداء للمسلمين، والتي تلعب دورا هاما في اختراق المؤسسات الألمانية لصالح الجماعة عبر منظمة "كليم".
ويقول مراقبون إن تنظيم الإخوان يعمل عبر خطة دولية لها أهداف استراتيجية محددة، ومتشابكة العناصر في عدة دول تنشط في كل دولة بالقدر الذي تبيحه البيئة السياسية والأمنية بينما تخفت في بعض الدول الأخرى للظروف نفسها.
ويجمع المراقبون، على أهمية الدور الذي يلعبه نساء التنظيم في توفير ممرات للأفكار والتمويلات وكذلك بؤر لنشر الفكر المتطرف، وأيضا مرونة في نقل المعلومات من مجموعة إلى أخرى، خاصة أن معظم القيادات النسائية لا تخضع لعمليات مراقبة أمنية دقيقة.
حواضن إرهاب
وفي السياق نفسه، قال مصدر أمني مصري لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن التحقيقات التي جرت خلال السنوات الماضية مع عدد من قيادات التنظيم، بينت مدى خطورة الدور الذي تلعبه النساء داخل الجماعة وكيف تطور على مدار السنوات الماضية، من مجرد حواضن لفكر التنظيم يقمن بغرس الأفكار في الأجيال الجديدة ويقتصر دورهن على التربية فقط، إلى مسارات جديدة بشكل كامل.
ويوضح المصدر أنه عقب ثورة 30 يونيو عام 2013 وسقوط التنظيم في مصر وما تبعه من قرارات المصادرة والحظر والقبض على قيادات التنظيم، تبدلت أدوار النساء بالمشاركة المباشرة في تنفيذ العمليات الإرهابية ونقل التمويلات من الخارج والداخل إلى المسلحين، وكذلك توفير غطاءات آمنة للمسلحين.
ويوضح المصدر أن وثائق عثرت عليها الأجهزة المصرية بمنزل أحد قيادات الإخوان أوضحت أن القيادات النسائية في التنظيم تولت عملية إعادة الهيكلة والبناء الداخلي في الفترة منذ عام 2014، ورصدت الوثائق تواصل بين قيادات الإخوان في الخارج وبعض الكوادر النسائية التي شاركت في عمليات الهيكلة والتمويل بشكل مباشر وكان أبرزهم القيادية الإخوانية هدى عبد المنعم وعائشة الشاطر وفاتن أحمد إسماعيل.
أدوار تنظيمية جديدة فرضتها الأزمة
ويقول الباحث المصري المتخصص بشؤون الإرهاب، سامح فايز، إن خطة عمل قسم الأخوات داخل التنظيم اعتمدت على محورين أساسيين في الفترة التي أعقبت عام 2013، الأول يتمثل في مشاركتهم بشكل غير مسبوق في التشابكات التنظيمية وإعادة الهيكلة والحفاظ على التنظيم متمامسك في ظل الضربات الأمنية المتلاحقة ضده.
والثاني هو ملف حقوق الإنسان والتواصل بين المسجونين والجهات الخارجية ونقل معلومات الهدف منها تجيش الرأي العام الدولي ضد الدولة المصرية، وكذلك لعبت نساء التنظيم الدور الأهم في تاريخهم، بالوساطة في نقل المعلومات والتمويلات من وإلى الخارج في عملية تنظيمية "شيطانية".
تهميش متجذر
ويوضح فايز في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن التنظيم على مدار تاريخه لم تترك مساحات تنظيمية أو سياسية للكوادر النسائية، فعلى الرغم من أنه بدأ العمل السياسي في عام 1928، لكن المرة الأولى التي شهدت الدفع بكادر نسائي للانتخابات البرلمانية في مصر كانت جيهان الحلفاوي عام 2000 ومكارم الديهي عام 2005،
ولم تمر الواقعتان مرور الكرام بل تسببت في انشقاقات تنظيمية كبيرة اعتراضا على تمكين المرأة في العمل السياسي.
ويرى الباحث المصري أن الأزمة الطاحنة التي مر بها التنظيم عقب سقوطه في مصر أجبرته على الدفع بالنساء كذراع بديلة في العمليات، مشيرا إلى أن التنظيم استخدم العنصر النسائي كدرع بشري في الاعتصمات والمظاهرات التي أعقبت تلك الفترة وخصوصا في اعتصام "رابعة العدوية" المسلح، وذلك لكسب التأييد والتعاطف الدولي.
ويؤكد فايز أن التنظيم الدولي سمح للنساء بالتحرك بشكل أكبر حرية في المجتمعات الغربية لكسب ثقة الشعوب وبعث رسائل طمأنه ودلالات على احترامهم المزيف للمرأة ورغبتهم في تمكينها، لكن تلك الكوادر لعبت دورا خطيرا على المستوى الحقوقي والسياسي في الفترة الماضية".
ويضيف المتخصص في شؤون الإرهاب أن قسم الأخوات لعب دورا محوريا في صياغة تقارير مفبركة بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر بالتنسيق مع الإخوانية، سلمى عبد الغفار، مسؤولة الملف المصري في منظمة هيومن "رايتس وواتش"، الأميركية.
ويشير فايز إلى أن قسم الأخوات يمارس نشاطه التنظيمي في الوقت الحالي ولم يتوقف، لأن القيادات النسائية تحظى بحرية أكبر في الحركة والتنقل، خاصة أن الاجتماعات على مستوى الأسر تتم في المنازل، ومعظمهم تربطهم علاقات مصاهرة وصداقة، مما يجعل الأمور أكثر سهولة.