عيد الفصح في العراق.. نكهة خاصة بعد زيارة البابا
05:11 - 05 أبريل 2021كانت لاحتفالات المسيحيين على اختلاف طوائفهم وقومياتهم في العراق وإقليم كردستان هذا العام بعيد الفصح، نكهة خاصة، كونها تأتي بعد أقل من شهر من الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان لبلاد الرافدين.
وبعثت هذه الاحتفالات الأمل والتفاؤل في نفوس مسيحيي العراق، الذين تقلصت أعدادهم بشكل مهول في البلاد، حيث هاجر الكثيرون منهم خاصة مع سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على الموصل وسهلها في عام 2014، وما ارتكبه من مجازر وفظاعات بحقهم في تلك المناطق التي تعد معقلهم ومهدهم التاريخي، في بلاد ما بين النهرين، والمنطقة عامة.
ويقول الأب يعقوب عيسو، رئيس دير مار بهنام في ناحية نمرود بمنطقة قره قوش بسهل نينوى، في حديث إلى موقع "سكاي نيوز عربية": "هذا العيد الذي يأتي بعيد زيارة قداسة البابا فرنسيس للعراق بنحو 3 أسابيع، أعطانا دفعة قوية كمسيحيين باقين في وطننا العراق، للتشبث بأرضنا والبقاء فيها رغم كل ما حصل، وأعطى لمن هاجر منا خاصة بسبب الظروف المعروفة التي عانيناها خلال السنوات القليلة الماضية، من ذبح وتهجير وتدمير لمناطقنا وكنائسنا وأديرتنا على يد الدواعش الإرهابيين، أعطاهم حافزا تشجيعيا لزيارة مناطقهم التي هاجروا منها، حيث تدفقوا بشكل كبير ومن مختلف دول العالم خلال هذا العيد خاصة إلى منطقتنا في قره قوش، وهذا كان من أكثر ما ميز احتفالاتنا هذه السنة وأضفى عليها أجواء أكثر من الألفة والحميمية الروحانية".
المنارة الحدباء بالموصل.. كيف نجحت في الاستمرار بعد تفجيرها؟
وأضاف عيسو: "شاركنا إخوتنا العراقيين، من مسلمين وإيزيديين وغيرهم من طوائف دينية مختلفة، ممن نتعايش سوية معهم، فرحة العيد، ما قدم لوحة جميلة من التعايش والتسامح والتشارك بين العراقيين على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم".
وأوضح رجل الدين: "لنكن واقعيين، رغم استمرار تفشي وباء كورونا المستجد مع الأسف فإن الناس باتت أقل اكتراثا به، ربما بفعل مرور مدة طويلة على تفشيه، فقد احتفل الناس بالعيد بكثافة هذه السنة وبشكل جماعي مع مراعاة بعض الاجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات. سادت طقوس الزيارات وتبادل التهاني وتوزيع الحلويات والبيض الملون، وغير ذلك من طقوس وعادات اجتماعية تعبر عن الفرح والغبطة وتميز عيد الفصح. كورونا والحال هذه لم يمنع الناس من إحياء العيد بشكل واسع، أقله في منطقة سهل نينوى التي تمثل أكبر تجمع للمسيحيين في العراق، على عكس العام الماضي مع بداية انتشار الوباء".
ويتابع الأب عيسو: "في منطقة سهل نينوى احتفلت كافة الكنائس المسيحية بعيد الفصح المجيد، حيث أقيمت القداسات الخاصة بهذه المناسبة، واحتفلت كنائس مركز مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى أيضا بالعيد".
يذكر أن المسيحيين في باقي المناطق العراقية، خاصة في إقليم كردستان، استقبلوا عيد الفصح هذا العام بشكل احترازي، ومن دون احتفالات جماعية واسعة، بفعل تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الإقليم والعراق عامة.
وكانت اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا في حكومة إقليم كردستان قد أصدرت قبل أيام قليلة جملة قرارات لمكافحة الوباء وكبحه، من ضمنها إغلاق دور العبادة من مساجد وكنائس، ووقف إحياء المناسبات الاجتماعية والأعياد الدينية بشكل جماعي.