قصة اكتشاف المومياوات الملكية بـ"البر الغربي" قبل 150 عاما
22:16 - 03 أبريل 2021حكايات وأساطير صاحبت المومياوات الملكية المقرر نقلها من قلب القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة، لكن تظل كواليس اكتشافها بالبر الغربي لمدينة الأقصر المصرية قبل حوالى قرن ونصف الرواية الأبرز.
موقع "سكاي نيوز عربية"، تواصل مع مدير عام آثار البر الغربي بالأقصر، جنوب مصر، فتحي ياسين، الذي كشف تفاصيل اكتشاف تلك المومياوات الملكية قبل نحو 150 عاما.
وقال ياسين إن المومياوات الملكية، تم اكتشافها بالبر الغربي لمدينة الأقصر من خبيئتين إحداهما تسمي الدير البحري والأخرى تسمى وادي الملوك.
وأضاف أن "القصة تعود إلى العام 1871، عندما توصل لصوص المقابر وكان أشهرهم عائلة تدعى عبدالرسول إلى التوابيت الذهبية وتداولوا بيعها في الأسواق، لكن اختلاف أحد أفراد الأسرة معها والوشاء بأعمالهم المجرمة إلى الشرطة فضح أمرهم، ودفع الآثاريين إلى اكتشاف أسرار تلك المنطقة".
وتابع ياسين: "تم اكتشاف المومياوات الملكية على يد عام الآثار الفرنسي جاستون ماسبيرو وإيميل بروكش، حيث وجدوا أكثر من 150 تابوتا، وكان أبرز ما وجدوه في هذه الخبيئة الملك الذي بدأ بمحاربة الهكسوس سقنن رع تاعا الثاني، وابنه أحمس، وأمنحتب الأول، وتحتمس الأول، والثاني والثالث، وسيتي الأول، ورمسيس الثاني، ورمسيس الثالث الذي يعد إمبراطور التاريخ المصري القديم، وأيضا تابوت رمسيس الأول، والملكة تيتي شيري الذي يشار لها بالبنيان لإعداد الجيش".
مدينة الأموات
واستطرد: "إما عن خبيئة وادي الملوك بالبر الغربي، فتم اكتشافها في العام 1898، وأبرز ما تم اكتشافه فيها الملك أمنحتب الثاني، و3 ملكات أخرى لاتزال تجرى الدراسات حولهم".
ويلفت ياسين النظر إلى أن "البر الغربي الذي نطلق عليه مدينة الأموات، حوى مقابر الدولة القديمة والوسطى، وحافظ على مجده وعظامته في عهد الدولة الحديثة (الأسر الـ18 والـ19 والـ20) رغم انتقال العاصمة مؤقتا في عصر الأسرة الـ18".
وأردف: "كما احتفظ بمكانته فيما نطلق عليه العصر المتأخر من الأسرة الـ20 إلى الأسرة الـ25، ودفن فيها حكام الأسرة الـ25 والـ26. على مر العصور لم تتلاش أهميتها كمدينة دينية".
لم تبح بأسرارها
ويوضح مدير عام آثار البر الغربي بالأقصر، أهمية تلك المنطقة من واقع الاكتشافات التي شهدتها على مدار السنوات، قائلا: "المنطقة الغربية تحوي وادي الملوك والملكات، وأكثر من 1000 مقبرة للنبلاء والحكام، وأكثر من 70 معبدا نطلق عليهم معبد ملايين السنين".
ويضيف ياسين أن تلك المنطقة لم تبح بكل أسرارها، قائلا: "في العام 2019 تم اكتشاف خبيئة العساسيف، على يد بعثة مصرية بالكامل، وللمرة الأولى تحت اسم جمهورية مصر العربية، وهي خبيئة أثرية تضم 30 تابوتا خشبيا ملونا بوجه آدمي، يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وجميعها من الأسرة 22 في مصر القديمة، وقد عثر على الخبيئة في جبانة العساسيف بالبر الغربي بمحافظة الأقصر".