"رواية أسطورية".. حكاية الجسد الأول الذي حنّطه الفراعنة
16:34 - 03 أبريل 2021في الوقت الذي يتحضر فيه العالم، لمتابعة انطلاق موكب المومياوات الملكي المهيب، بعد غروب شمس يوم السبت، تتدافع الأسئلة في أذهان المتابعين عن عملية التحنيط وتاريخها، من بينها؛ من صاحب الجسد الأول الذي حنّطه المصريون القدماء؟
إجابة على سؤال كهذا لها بُعدان؛ أحدهما يرتبط بالأسطورة الدينية لدى قدماء المصريين، والآخر يعتمد على الاكتشافات الأثرية التي بين أيدي علماء المصريات.
هنا يوضح الدكتور زاهي حواس إجابة السؤال، إذ يقول إن فلسفة التحنيط لدى المصريين القدماء، تعتمد على أسطورة دينية تتعلق بالإله أوزيريس؛ لافتًا إلى أن بناء الحضارة المصرية اعتمد بالأساس على اعتقاد المصريين في العالم الآخر.
ويوضح حواس لموقع "سكاي نيوز عربية" أن في الأسطورة الشهيرة الخاصة بمقتل أوزيريس على يد أخيه الإله ست، قامت زوجته إيزيس بجمع أشلائه وحملت منه، وأنجبت الإله حورس.
ويتابع: "بعد جمع إيزيس لأجزاء جسد أوزيريس، أصبح بذلك أول شخص مُحنط يعيش في العالم الآخر، ومن هنا بدأت فكرة التحنيط، فأصبح شرط سعادة أي شخص في العالم الآخر، أن يكون سليم الجسد، وتجرى له عمليات تجميل قبل دفنه".
وبعيدًا عن الأسطورة الدينية يشير زاهي حواس إلى أن أول آثار تحنيط تعود للأسرة الأولى، لكنها غير مؤكدة وتعتبر حالة حفظ أكثر منها عملية تحنيط، لكن أول ملك عُثر على آثار تحنيط له في جسده، هو الملك زوسر من الأسرة الثالثة الذي بنى هرم سقارة المدرج؛ إذ وجدت أجزاء من جسده في حالة تحنيط جيدة.
ويلفت عالم الآثار المصري، إلى أن بعد تحنيط الملك وقبل إجراء عملية الدفن في مقبرته، كان لابد أن يتوجه لزيارة الإله أوزيريس في أبيدوس، ضمن الطقوس الجنائزية، باعتباره الجسد الأول الذي يعيش في العالم الآخر.
سر الموجات التي ستنطق الماضي في المستقبل
من هو الإله أوزيريس
يعد الإله أوزيريس من بين أهم آلهة مصر القديمة، وقصة هذا الإله وموته مسجلة في نسخة واحدة من أسطورته التي كتبها المؤرخ اليوناني بلوتارخ في القرن الأول قبل الميلاد، وعندما قتله أخوه ست حاولت زوجته إيزيس جمع جسده لتدفنه، ليصبح أول جسد محنط في ذاكرة المصريين.
كان مركز عبادة أوزيريس الرئيسي في مدينة أبيدوس؛ حيث يعتقد أنه دفن فيها، وأشارت الأسطورة الدينية أن زوجته عثرت على رأسه في هذه المدينة، لكن أول مدينة عُبد بها هي مدينة "جدو" التي هي حاليًا قرية أبو صير حاليًا بمحافظة الغربية بدلتا مصر.
وحمل أوزيريس ألقاب عديدة منها "ونن نفر" أي الطيب، وكان يعتبر أيضًا إلهًا للزراعة، الفيضان، الأرض، الشمس، القمر، والموتى.