مسارب الود.. فنانو مصر والسودان بمهمة تعزيز "القوة الناعمة"
12:06 - 02 أبريل 2021سعياً لتعزيز القوة الناعمة لمصر والسودان، وتعزيز التعاون الثقافي والفني ليكون في مستوى التعاون السياسي والاستراتيجي للبلدين، يعكف فنانون سودانيون ومصريون على إعداد مبادرات فنية وثقافية لتعظيم دور الفن في تلاحم شعبي وادي النيل.
وتحت عنوان "مسارب الود"، في الخرطوم دارت وقائع الملتقى الثقافي الحضاري السوداني المصري الثاني، الذي يتميز في هذه الدورة بمشاركة الفنانين المصريين جلال جمعة ومحمد عبد العظيم، مع فنانين ومثقفين سودانيين.
واتفق المشاركون على أهمية استمرار تلك المبادرات الفنية، وعقدها بانتظام في القاهرة والخرطوم ومدن أخرى في البلدين، ووضع إطار مؤسسي لضمان استمرارها.
وشدد المثقفون المصريون والسودانيون، على أهمية دور المبادرات الفردية للمبدعين والفنانين في تنمية العلاقات الثقافية بين البلدين.
وقال الفنان التشكيلي المصري جلال جمعة إن العلاقات بين مصر والسودان عميقة وتاريخية، وشعبي البلدين في تواصل إنساني مستمر منذ القدم.
وأكد الفنان المصري في تصريحات لـ "سكاي نيوز عربية" أن الفن هو أساس القوة الناعمة لأي دولة، ومصر والسودان بلدان عريقان لهما تاريخ وإرث حضاري كبير في مجال الفنون، لافتا إلى أن العلاقة الثقافية وخصوصا في مجال الفنون يمكنها أن تجمع الشعوب بشكل أكبر، وتزيد التقارب بينها.
ودعا جمعة إلى الاهتمام باستمرار التبادل الفني وتنظيم ندوات منتديات وملتقيات ثقافية مشتركة بين البلدين.
واستضاف مركز راشد دياب للفنون، ملتقى "مسارب الود" ضمن مبادرة شعبية للفنان السوداني راشد دياب، وحظي بدعم كبير من سفير مصر في السودان حسام عيسى، والقنصل المصري العام في الخرطوم أحمد عدلي إمام، وشارك فيه فنانون ومثقفون من مصر والسودان.
وعن دعوته للملتقى، قال جمعة “إنها من الفنان السوداني راشد دياب"، مضيفا أن الخطوة التي اتخذها الفنان السوداني لجمع فنانين من البلدين في ملتقى واحد، سيكون لها دور كبير في التقارب الفني والانساني.
وأكمل الفنان المصري قائلا إن "رحلتي للسودان من أهم الرحلات في حياتي، لأنها أولا رحلتي الأولى للسودان، وثانيا لأنها تجمعني بفنانين أشقاء من السودان، وثالثا لأن أعمالي ستُعرض هناك ويراها الفنانين والمثقفين السودانيين".
وتمنى الفنان المصري أن يصل التقارب الثقافي والفني إلى نفس مستوى التقارب السياسي الحالي بين البلدين.
وشهدت أعمال منتدى "مسارب الود" افتتاح معرض "انسياب" للفنانين المصريين في السودان، و ُعرضت فيه أعمال الفنانين المصريين جلال جمعة، ومحمد عبد العظيم وخالد حافظ.
ونالت الأعمال المعروضة إعجاب المشاركين في المنتدى من الفنانين السودانيين، خصوصا أعمال الفنان جمعة جلال التي يستخدم فيها خامة "السلك الحديد" ويتميز بهذا النمط من الفن على مستوى مصر والشرق الأوسط عموما، وتعكس أعماله إحساسا راقيا بالناس والأشياء من خلال التنويعات الفنية التي يقدمها باستخدام خام السلك فقط.
وقال الفنان المصري محمد عبد العظيم، إن إقامة أول معرض جماعي لفنانين مصريين وسودانيين على أرض الخرطوم وبضيافة من الدكتور راشد دياب أحد أهم الفنانين السودانيين، بداية لامتدادات كثيرة على المستوى الفني والثقافي، ستكون أوسع من المشاركة الحالية على مستوى الفن التشكيلي فقط.
وأضاف عبدالعظيم في تصريحات لـ"سكاى نيوز عربية" إنه زار السودان لأكثر من 12 مرة وأقام معرضين لأعماله الفنية بها ، وأكد أن لديه مسئولية كبيرة بأن تكون هذه التجربة بداية لاستكشاف المجتمع السوداني والتعرف على النشاط الثقافي به، ودعم التواصل الفني والثقافي بين الشعبين.
وأكد الفنان المصري أن هناك ترتيبات لزيادة مشاركة الفنانين المصريين في فعاليات ثقافية بالسودان، وتمنى الفنان المصري تنظيم بينالي مشترك بين البلدين يحمل اسم "بينالي النيل".
وأيد الفنان السوداني راشد دياب ما طالب به الفنان المصري محمد عبد العظيم، وقال إن حضور فنانين بحجم جمعة جلال في السودان سيشجع فنانين مصريين آخرين على الحضور للسودان، لتعزيز التواصل الفني والثقافي.
وأشار "دياب" في تصريحاته لـ"سكاى نيوز عربية" إلى أن المركز الذى أسسه ويشرف عليه يُخطط لتنظيم لقاء شهري يهدف إلى التبادل الثقافي بين فنانين من مصر والسودان لتعزيز العلاقة الراسخة الثابتة بين البلدين.
وأضاف "دياب" إن الابداع والفنون يجب أن يكونا المحرك الأساسي للعلاقة بين شعبي البلدين، وهو ما يفرض علينا دورا كبيرا يجب أن نقوم به في تعزيز التواصل المستمر بين المثقفين والفنانين في البلدين واستمرارية ذلك.
وأكد الفنان السوداني الكبير أن الصلة بين مصر والسودان تاريخية وعريقة وسعداء أن الفن أحد أهم أسباب هذه الصلة.
وعن اختيار اسم "انسياب " ليكون عنونا لمعرض الفني لأعمال الفنانين المصريين، أكد "دياب" أن فكرة الاسم تعبير عن انسياب مياه النيل وحضارة الشعبين والتناغم الكبير بينهما، وذوبانهما وانسيابهما كشعب عربي واحد.