الهول.. مخيم للاجئين يتحول إلى بؤرة داعشية إجرامية
23:55 - 30 مارس 2021قالت مصادر خاصة من مخيم الهول للاجئين، شمالي سوريا، إن قوى الأمن الداخلي عثرت الأثنين على حفر صغيرة داخل المخيم، يعتقد أن خلايا تنظيم داعش كانت تستخدمها لتنفيذ عمليات الإعدام بحق الرافضين لأيديولوجيته في "دويلة الهول".
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها، إن التحقيقات لازالت جارية حول النفق السري الذي عثرت عليه قوى الأمن الداخلي في اليوم التالي للحملة تحت أحد الخيم، وعن ماهية استخدامه من قبل خلايا داعش وعن مدى عمقه وإلى أين ينتهي النفق وعما يتواجد فيه.
وأشارت المصادر أنها لا تستبعد امكانية استخدام خلايا التنظيم للنفق السري كعبور لدخول وخروج قيادات من داعش من وإلى المخيم، وكذلك استخدامه في تهريب عوائله من الهول نحو الحدود العراقية، أو باتجاه المناطق التي تسيطرعليها الميليشيات الإرهابية الموالية لأنقرة في مدينتي رأس العين وتل أبيض.
وأشارت المصادر ذاتها إلى احتمال استخدم الخلايا للنفق في نقل أسلحة للمخيم، لاسيما وأن قوى الأمن الداخلي للمخيم كانت قد اشتبكت لأكثر من مرة مع نساء مسلحات بأسلحة خفيفة.
وأطلقت قوى الأمن الداخلي في الشمال السوري فجر الأحد حملة أمنية واسعة سميت بـ"الإنسانية والأمن"، مدعومة بخمسة آلاف مقاتل من قوات التدخل السريع وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة، في مخيم الهول، الواقع في الريف الشرقي لمدينة الحسكة الذي يقطنه أكثر من 60 ألف من عوائل تنظيم داعش، تلبية لدعوات وجهاء وشيوخ العشائر في ريف الهول للحد من الجرائم التي يشهدها المخيم وأطرافه والتي ذهب ضحيتها مدنيين من الجنسية العراقية والسورية بينهم أطفال ونساء.
وعثرت قوى الأمن التي اقتحمت قطاعات المخيم على ألبسة عسكرية وحواسيب لملفات خاصة بداعش وأسلحة واعتقلت قياديين ومطلوبين لديها داخل المخيم الذي يشهد عمليات قتل شبه يومية.
وكانت منظمة اليونيسيف قد حذرت من ارتفاع معدلات العنف في مخيم الهول لاسيما بعد مقتل طفل بطلقات نارية من قبل خلايا التنظيم خلال الشهر الجاري، ووصفت اليونيسيف الوضع الأمني في المخيم بالمخيف، بعد مقتل 40 شخصاً منذ بداية العام الحالي، من بينهم 16 شخصا خلال الشهر الجاري.
ودعت المنظمة السلطات المسؤولة تأمين حياة 40 ألف طفل سوري وأجنبي وجميع المقيمين في المخيم، ووضع حلول طويلة الأمد لأطفال مخيم الهول، ودعت إلى إعادتهم إلى بلدانهم الاصلية التي اتوا منها بأمان وكرامة.
اعتقال 28 قيادي ومطلوبين
و أفاد المسؤول الإعلامي لوحدات حماية الشعب، سيامند علي، أن هدف الحملة جاء لوقف الاغتيالات والجرائم الدموية التي حدثت منذ بداية العام في مخيم الهول والتي بلغت 47 جريمة قتل.
وونوه إلى استمرار الحملة لـ15 يوما، مؤكدا تمشيط قوات الأمن الداخلي للمخيم لليوم الثالث على التوالي، لاعتقال الجناة وتأمين المخيم ومعرفة واعتقال مرتكبي الجرائم من مسؤولي المحاكم الشرعية التي تنشط داخل الهول .
وأضاف في حديثه لسكاي نيوز عربية، أنهم اعتقلوا 5 قياديين بارزين لتنظيم داعش في المخيم بينهم "أبو سعد العراقي" أحد قادة التنظيم والذي عمل على تجنيد الأشخاص لصالح داعش، كما قبضوا على 23 من المطلوبين من تنظيم داعش المدرجين لديهم في قوائم البحث، مؤكدا أن عمليات البحث لازالت جارية عن المزيد بعد انشاء الخلايا محاكم شرعية في المخيم ومراكز لتدريب الأطفال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة.
وأشار القيادي العسكري إلى أن قاطني المخيم من عوائل داعش ممن أتوا من باغوز، كانوا لا يكشفون عن أسمائهم الحقيقية، والنساء يرفضن الكشف عن وجوههن لتصويرها وإرفاقها بسجلاتهم الرسمية وقال :" العديد من النساء كن يرفضن الكشف عن أسمائهن الحقيقية والكنية لكن الوضع اختلف مع اطلاق الحملة التي تعتبر الأوسع حتى الآن".
حماية المنظمات داخل الهول
وتحدث سيامند علي عن خطط أمنية منظمة ستنفذ في المخيم لضمان حماية القاطنين وكذلك المنظمات الإغاثية المتواجدة في المخيم، والتي تقدم خدماتها الإنسانية للعوائل وتخوفهم على حياة موظفيهم وأن العديد منهم سيعلق عمله إن لم يتدخل المجتمع الدولي ويدعم قوات الأمن الداخلي لفرض سيطرة محكمة ويوفر حماية مطلقة للمتواجدين داخل الهول .
وقال سيامند علي أنهم يحصون أعداد القاطنين في المخيم وأخذ بصمات اليد والعين بشكل دقيق، وتأمين مداخل ومخارج المخيم وداخله بشكل أكبر في المخيم الذي يعتبر الأكبر في العالم، وضمان حماية المنظمات الإنسانية لتباشر خدماتها الإنسانية ورحيلها سيتسبب بكارثة إنسانية.
وسبق وأن علقت منظمة أطباء بلا حدود عملها داخل المخيم بعد مقتل أحد موظفيها على يد المتطرفين في المخيم الشهر الحالي.
وفي تغريدة له على صفحته الخاصة على تويتر، جدد مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية دعوته للحكومات الأجنبية لاستعادة مواطنيها المتواجدين في مخيم الهول وتسوية أوضاعهم، وقال عبدي: "شنت عملية إنسانية وأمنية في مخيم الهول لاعتقال مجرمي داعش وحماية المدنيين".
كما حثت الولايات المتحدة الامريكية على لسان مبعوثها الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، جون غودفري، شركائها الأوروبيين على حل أزمة مخيم الهول وتأهيل قاطنيه من عوائل داعش ممن يحملون الجنسيات الأوربية .