رغم هبوط أسعاره.. صاغة سوريا يشتكون ركود أسواق الذهب
23:35 - 24 مارس 2021يخيم الركود على مبيعات المعدن الأصفر في سوريا، رغم التراجع الخفيف الذي شهده سعر الذهب خلال اليومين الماضيين، الذي لا يعول الصاغة والتجار عليه لإنعاش سوقهم.
وانخفض سعر غرام الذهب في النشرة الرسمية للأسعار الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات في دمشق، بـ30 ألف ليرة سورية خلال يومين، ليسجل الغرام لعيار 21 قيراطا 200 ألف ليرة، فيما يمكن شراؤه بـ 198 ألف ليرة، بعدما كان بـ230 ألفا الخميس الماضي.
وسجلت النشرة بيع غرام الذهب عيار 18 بـ 171.429 ليرة، بعدما ارتفع سعرها الخميس لـ197.142 ليرة، ليتراجع الغرام إلى قرابة 26 ألف ليرة سورية.
وقال نقيب صاغة دمشق غسان جزماتي، لصحيفة "الاقتصادي" الإلكترونية المتخصصة في متابعة أسعار المعادن، إن أسعار الذهب الحالية هي "فورة مؤقتة ستنخفض تدريجيا بانخفاض سعر الدولار"، معللا ارتفاع سعر الذهب بما يعادل أسعاره في دول الجوار "كي لا يتم تهريبه".
وواجهت أسواق الحلي انتكاسة كبيرة مع ارتفاع أسعار الذهب العالمية، وخلت محالها من الزبائن بعد أن كانت تضج بالمشترين.
من جانبه، قال نقيب تجار الصاغة في القامشلي، عبد الغفور رمضان: "إن الانخفاض الطفيف في سعر الحلي لم ينشط حركة المبيعات التي راوحت مكانها ولم تتحسن".
وأشار في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن أسواق الحلي الراكدة "لن يسعفها وينشطها انخفاض سعر الذهب بليرات سورية معدودة".
واعتبر أنه "من المستحيل التكهن بانخفاض أو ارتفاع سعر الذهب بسبب ارتباط أسعاره غير المستقرة بتذبذبات سعر الدولار"، منوها إلى أن سعر اونصة الذهب العالمية انخفضت عن سعرها الشهر الماضي بما يقرب الـ100دولار.
وأضاف: "في شهر فبراير وصل سعر الأونصة إلى 1832 دولارا أميركيا للأونصة، فيما انخفض بنسبة 1.50 بالمئة بعد هبوط سعر الأونصة قبل يومين لـ1730دولار. وقد انخفض محليا بنسبة 1 بالمئة، فلو ارتفع سعر الأونصة لـ1900 دولار لارتفع غرام الذهب عيار 21 قيراطا لـ300 ألف ليرة سورية ".
انخفاض نسبة المشترين
ونوه رمضان إلى أن سعر الذهب مرتبط بسعر الدولار الذي يؤثر ارتفاعه وانخفاضه على نسبة المشترين.
وأضاف: "لا يتعدى عدد الزبائن في اليوم الخمسة أشخاص، بينما في الماضي كانت تضج المحال بالمشترين. قبل الأزمة السورية كانت العروس تشتري بمبلغ 100 ليرة سورية نحو 50 غراما من الذهب، بينما اليوم فإن مبلغ 500 ألف ليرة سورية لا تكفي لشراء خاتم أو حلق، وهو بدوره يؤثر على أرباحنا المرتبط ببيعنا أكثر عدد من قطع الذهب ولا يرتبط بارتفاع أو هبوط سعر الذهب ".
وتأثر الانخفاض الطفيف الذي طرأ على الليرة السورية خلال اليومين الماضيين مقابل العملات الأجنبية، بتحركات في لبنان، فسجل سعر صرف الدولار بحسب موقع الليرة السورية المختص بمتابعة صرف العملات الأجنبية والعربية، 4330 ليرة سورية في السوق السوداء. واليوم تخطت الليرة السورية حاجز 4700 مقابل الدولار الواحد، مسجلة انخفاضا جديدا في قيمتها.
وقال الصائغ أنس عدنان لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن حجم مبيعات سوق الذهب لا يتجاوز الألف غرام، ويحجم الناس عن شرائه لانخفاض قدرتهم الشرائية، إذ تراجعت حركة البيع والشراء رغم العادات الاجتماعية".
وأشار إلى أن "الأزمة التي تعصف بسوريا، لعبت دورا في إلغاء الحلي الذهبية من العادات الاجتماعية السورية، لاسيما في أمور الزواج كبقية الدول العربية".
إلغاء "المهر والذهب"
طقوس المهور والذهب تهاوت أمام قسوة الغلاء في سوريا، وتغيرت عادات السوريين وطقوسهم التي توارثوها من الأجداد، إذ ألغيت حفلات الأعراس والمهر وشراء الحلي الذهبية في عموم المدن السورية.
ففي مدينة السويداء التي تقطنها طائفة الموحدين الدروز، قالت إيلين البعيني، المنحدرة من تلك المدينة، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه تم إلغاء عادة تكليل العروس بطربوش مطوق ومزين بالليرات الذهبية، التي كانت تحدد بحسب طلب أهل العروس ما بين 500 وألف غرام من الذهب، إضافة للأطواق والأساور".
وتابعت: "تردي الأوضاع المعيشية فرض اقتصار الذهب على أساور وخاتم، وألغيت عادة تقديم ولائم للضيوف خلال حفلات الخطوبة والحناء والأعراس التي كانت تقدم مناسف مليحيه طيلة 3 أيام، واكتفت العائلات بجلسة عائلية تقتصر على الأقارب لتخفيف نفقات الحفلات".
من جانبه، قال آرام محمد، الشاب العفريني النازح لمناطق الشهباء بريف مدينة حلب، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن طقوس الزواج تغيرت عما كانت عليه في مدينة عفرين، حيث كانت تقام الأفراح لأيام وتقدم ولائم للضيوف.
وتابع: "تشتري العروس من مهرها ما تحتاجه من أثاث المنزل والذهب، لكن ألغيت كل تلك العادات الجميلة واكتفى العروسان بخواتم الزواج من ذهب أو فضة".
فيما أشارت يارا إبراهيم، الشابة المتحدرة من الساحل السوري، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "المهور كانت قبل أزمة الغلاء وانهيار الليرة السورية بحدود الـ500 ألف ليرة سورية، فيما كان الدولار آنذاك بحدود 47 ليرة سورية، لذا كانت العروس تشتري حوالي 100 غرام من الذهب".
وأضافت: "عائلات قليلة تطلب اليوم مهرا لبناتها، وإذا فعلت فإنها غالبا تطلب 10 ملايين ليرة، فيما تكتفي من الذهب فقط بالخاتم".
وبمقدار 131 ألف ليرة سورية، زاد سعر غرام الذهب في الفترة ما بين عامي 2018 و2020، من 16 ألف ليرة سورية إلى 147 ألف ليرة سورية .