عامان على الهزيمة.. ماذا تبقى من "داعش" في سوريا؟
23:15 - 24 مارس 2021" هُزم داعش بنسبة 100% في سوريا" بهذه العبارة أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في مارس 2019، تحرير الأراضي السورية من التنظيم بعد 5 سنوات من فرض سيطرته.
وبعد عامين من تحرير مدينة "الباغوز" الواقعة على الحدود السورية – العراقية، أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، على أن النصر كان الخطوة الأولى لتأتي الخطوة الثانية في زيادة الدعم الدولي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مشيرا إلى أن الحرب لم تنتهِ بعد.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي، من طرد التنظيم خارج الباغوز آخر معاقله في سوريا بعد معركة عسكرية استمرت أكثر من شهر.
ما تبقى من داعش
توضح الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بيريفان خالد، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن نجاح عملية تحرير مناطق الشمال السوري من تنظيم داعش عسكريا لا يعني اختفاء التنظيم تماما، ومازالت هناك مخاوف من انتعاشه مرة أخرى، خاصة وأنه يتواجد في صورة خلايا نائمة تعمل بسرية تامة ما يصعب حصر أعداده المتبقية في مناطق الشمال السوري.
ويشير نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات، إلى أن عناصر داعش المتبقية تتوزع بين المخيمات والسجون، وفي مخيم الهول تتواجد 4 آلاف عائلة من حوالي 52 دولة أجنبية من عوائل تنظيم داعش ومن المقرر نقل هؤلاء إلى مخيم روج شمال شرق سوريا.
ويضيف في تصريحات لموقع " سكاي نيوز عربية"، أن عملية نقل عوائل التنظيم من مخيم الهول إلى مخيم روج بهدف إعادة تأهيل الأقسام الخاصة بهم في المخيمات، منوها إلى وجود ثمة تحول في طبيعة تلك العناصر الباقية مثل حالة "شميمة بيغوم" المعروفة باسم عروس داعش، وظهرت مؤخرا بدون غطاء رأس خارج المخيم بعدما كانت عنصر متشدد في شرطة الأخلاق التابعة للتنظيم.
ويقول خليل " تعد المخيمات بمناطق شمال وشرق سوريا الحاضنة الأكبر لعناصر وعوائل داعش، خاصة وأن عدد كبير من الدول الأجنبية لم تستقبل مواطنيها من عناصر التنظيم باستثناء ألمانيا والدنمارك، بينما تضم سجون قوات سوريا الديمقراطية أكثر من 10 ألاف مسلح داعشي ويمثلون خطورة لسهولة التواصل بينهم وبين الخلايا النائمة خارج السجون".
وعن مناطق انتشار الخلايا النائمة لداعش، يوضح مدير المركز الكردي للدراسات، أن تلك العناصر تتحرك بحرية في منطقة البادية السورية وبعض القرى والبلدات في دير الزور، إضافة إلى الانتشار في رأس العين وتل أبيض كمرتزقة مساندة للتواجد التركي في المدينتين.
وبحسب تقديرات منظمة هيومن رايتس ووتش، يتواجد نحو 43 ألف أجنبي من الرجال والنساء والأطفال، من بينهم 27 ألف طفل أغلبهم داخل المخيمات، بينما يتواجد 300 طفل ما بين السجون ومراكز التأهيل.
شتات الدواعش
ويرى أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي، أن هزيمة داعش في سوريا تعني خسارته للأرض فقط، وما زال التنظيم يمثل خطورة بإعادة تشكيل وحداته وتحركاته خارج المنطقة، منوها إلى أن شتات عناصره في مناطق متفرقة بسوريا يهدد استراتيجية الإدارة الأمريكية في مواجهته.
وأكدت الخارجية الأميركية في بيان، الثلاثاء، التزام بلادها بشدة مع التحالف الدولي بالهزيمة الدائمة لداعش، وأن تحرير الأراضي السورية منذ عامين يعد إنجاز وعلامة رئيسية لضمان تدمير هذا التنظيم.
وعن استراتيجية مجابهة داعش في الوقت الراهن، يوضح فهمي في تصريحات لموقع " سكاي نيوز عربية"، أن هناك خلاف عسكري واستراتيجي حول طبيعة إعلان أميركا لهزيمة داعش ومدى نجاح ترامب في إدارة الأمر بصورة كاملة، ما يدفع الإدارة الأميركية الحالية إلى اتباع سياسة " عسكرة الأزمة" بالتدخل العسكري المباشر ضد داعش.
ويشير إلى، أن محاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش تصبح من أولويات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بإعادة تأهيل القواعد العسكرية وبناء قواعد عسكرية جديدة على الحدود السورية – العراقية وقاعدة أخرى في الأردن، لمنع تمدد التنظيم في مناطق الجنوب السوري مثل درعا والسويداء والقنيطرة.
ومن جانبه، يؤكد نواف خليل على أن الانتصار في الباغوز لا يعني انتهاء الحرب، مشيرا إلى أن مقومات النصر الكامل تتمثل في إعادة بناء البنية التحتية وإعادة إعمار المدن المحررة ما يسمح بعودة السوريين مرة أخرى لديارهم، إضافة إلى ضرورة إعادة تأهيل الأسر المتضررة من فترات سيطرة داعش على المدن السورية.
ويضيف " تكتمل معركة تطهير الأراضي من داعش بالدعم السياسي من المجتمع الدولي ووضع حد لتحركات الخلايا النائمة عبر مواجهة التواجد التركي الداعم لهم في الشمال السوري".
وخلال الأيام الماضية، أعلنت القوات الأميركية نشر منظومة دفاعية للطيران المسير والصواريخ ضمن حدود قاعدة "حقل العمر النفطي" بمنطقة ريف دير الزور بسوريا.