رائدات ونجمات فقدهن المصريون في عيد الأم.. وعلى الشاشات
12:15 - 22 مارس 2021وسط مشاعر مختلطة بالابتهاج بالأمهات في عيدهن، وافتقاد من رحلن منهن، تبرز سيرة رائدات ومفكرات ونجمات، غبن عن الشاشات وتوقف دورهن في العطاء، سواء في مجال العمل الخيري أو الإسهام الفكري والفني.
أسماء عدة لتلك النماذج ارتبطت في أذهان المصريين باحتفالات عيد الأم والمناسبات الاجتماعية، لكن الموت غيبهن عن تلك الأجواء هذا العام 2021.
سيدة "الباقيات الصالحات"
أول الوجوه الراحلة التي يتذكرها المصريون بحب واشتياق، وجه الدكتورة والداعية عبلة الكحلاوي، التي تميزت بأدائها الهادئ والرصين في برامجها الدينية العديدة، وارتبط اسمها بأعمال البر والخير ورعاية الأمهات في الدار التي أسستها وأشرفت عليها لسنوات طويلة باسم "الباقيات الصالحات"، والتي امتد نشاطها أيضا لتأسيس مستشفى بنفس الاسم.
وقالت مروة ياسين، ابنة الداعية الراحلة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن "السيرة الطيبة لوالدتها لم تغب أبداً جزاء عملها الصالح في حياتها، وإن أعمال البر التي كانت تشغل حياتها وتملأ وقتها شاهدة لها وهي في رحاب ربها وستذكر الناس بها على الدوام".
وفي يوم عيد الأم حرصت مروة على أن تهدي لوالدتها دعوات خالصة بالرحمة والمغفرة فقالت: "كل سنة وأنت طيبة يا أمي، يا سيدة الباقيات الصالحات، كل سنة وأنت بإذن الله في روضة الحبيب المصطفى، وجزاك الله خيرا عن الباقيات الصالحات".
وكان الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قد نعى في بيان رسمي الداعية الراحلة أستاذة الفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وقال: "رحم الله الدكتورة عبلة الكحلاوي، كانت نموذجًا للمرأة الصالحة لدينها ومجتمعها، سلكت طريق الدعوة إلى الله، فأَلِفَتها القلوب، وأنارت بعلمها العقول، وجعلها الله عونًا لمساعدة الفقراء والأيتام".
كما نعت السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدكتورة عبلة الكحلاوي، وكتبت على فيسبوك: "ودعت مصر نموذجًا مشرفًا وعظيمًا للمرأة المصرية المخلصة لدينها ووطنها، وهي الدكتورة الفقيهة عبلة الكحلاوي التي وافتها المنية بعد رحلة عطاء، ومسيرة إنسانية مشرفة في طريق الخير والدعوة".
"السعداوي" ترحل في عيد الأم
الدكتورة نوال السعداوي، نموذج آخر للمرأة المصرية الرائدة في مجال الفكر والكتابة، وقد شاءت الأقدار أن ترحل يوم 21 مارس 2021، وهو اليوم نفسه الذي تحتفل فيه مصر بعيد الأم كل عام.
وتوفيت الدكتورة نوال السعداوي بعد صراع مع المرض عن 90 عاما، إثر تعرضها مؤخرا لأزمة صحية نُقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات.
وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بعبارات النعي للدكتورة نوال السعداوي الطبيبة والكاتبة والروائية المصرية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص. وأسهم المثقفون والمغردون بنشر عبارات تُثنى على المسيرة الفكرية الطويلة للكاتبة الراحلة.
وقال الشاعر والصحفي جمال بخيت على صفحته على في فيسبوك عن السعداوي: "الصوت الأهم في محاولة تحرير المرأة العربية في القرن العشرين، هو صوت نوال السعداوي، بعد الرائد قاسم أمين".
ونعت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، برئاسة الشاعر الدكتور علاء عبد الهادى، الدكتورة نوال السعداوي، وقالت في بيان لها إن "السعداوى" ظلت مدافعة عن حقوق المرأة طوال سنوات حياتها الأدبية، كما أنها تركت مجموعة من الأعمال الإبداعية المتميزة التي ينتفع بها جميع الأجيال القادمة.
رجاء الجداوي.. أنيقة الشاشات
ومن الفنانات الراحلات عن عالمنا، وكان لهن حضور لافت قبل وفاتهن سواء في مناسبات عامة أو في أدوار الأم على الشاشات، الفنانة رجاء الجداوي، التي وافتها المنية قبل شهور من جراء إصابتها بفيروس كورونا.
واشتهرت الفنانة رجاء الجداوي بأداء دور الأم بمختلف تنويعاته ببراعة كبيرة في العديد من الأعمال الفنية، مثل فيلم تيمور وشفيقة مع النجمين أحمد السقا ومنى زكي، ومسرحية الزعيم مع الفنان الكبير عادل إمام، وأعمال أخرى عديدة.
وتميزت الجداوي بمظهرها الأنيق كونها عملت لسنوات في بداية حياتها في مجال تصميم وعرض الأزياء، وفي عام 2018 أشاد بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الهواء حين كانت تقدم أحد فعاليات "اليوم العالمي لذوي الإعاقة"، حيث وجهت فيها الشكر للقائمين على الحفل والمكياج تحديدا، ليرد عليها الرئيس السيسي بإشادة، قائلا: "أنا بشكرك جدا جدا.. ربنا يديلك الصحة ويكرمك، وهتفضلي طول عمرك شيك جدا".
أحلام الجريتلي .. أم في "الفن" فقط
ومن الفنانات المصريات الراحلات عنا في 2021 أيضا ممن برعن في أداء دور الأم الفنانة أحلام الجريتلي التي وصل رصيدها الفني إلى 256 عملا حازت أغلبها على رضا وإعجاب الجمهور.
ورغم أنها لم ترزق بأبناء في حياتها فقد تميزت بأداء دور الأم بمهارة وجسدت مشاعر الأمومة بصدق في عدة أعمال، منها مسلسلات "طايع" و"الفتوة" و"راجل وست ستات" وغيرها.
ويروي المخرج صحبي يوسف عنها، عبر صفحته في فيسبوك أنه عندما سافرت إلى المغرب لأداء دور في مسرحية من إخراجه، رفض بعض المسؤولين سفر الطفل المشارك في العرض في دور أساسي بحجة أنه صغير ولا أحد يتحمل مسؤولية سفره، فبادرت أحلام الجريتلي بتحمل مسئوليته (وهي التي لم تنجب)، وأصبح الطفل يشاركها غرفتها وهي تساعده في تدبير كل شؤونه".