قضية طابع البابا وخريطة كردستان التاريخية.. ما الجديد؟
14:39 - 15 مارس 2021ما زالت قضية الطابع البريدي الذي وزعت نموذجه حكومة إقليم كردستان العراق بمناسبة زيارة قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس تتفاعل حيث استدعت السلطات الإيرانية ممثل حكومة الإقليم في طهران ناظم دباغ للاحتجاج.
كما قامت النيابة العامة في العاصمة التركية أنقرة بفتح تحقيق مع البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي ذي الغالبية الكردية بردان أوزترك بتهم الترويج للإرهاب والانفصال بحسب بيان النيابة العامة وذلك على خلفية انتقاده لموقف أنقرة من الطابع البريدي الذي أصدرته حكومة إقليم كردستان العراق إثر زيارة البابا.
حيث قال النائب الكردي بردان أوزترك في البرلمان التركي في معرض رفضه الموقف التركي من الطابع الكردي: "تمثل خريطة كردستان، الموجودة على الطابع التذكاري المطبوع في أربيل جميع الأكراد، فاسم الجغرافيا التي نعيش عليها منذ فجر التاريخ، هي كردستان وهذا ليس شيئا تم اكتشافه للتو".
ويضيف أوزترك: "نحن نعيش على هذه الأرض منذ أكثر من 5 آلاف عام، وفي هذا الإطار فإن الطابع التذكاري المعد لزيارة البابا والذي يتضمن خريطة كردستان، هو رمز لجغرافيا كردستان وميزوبوتاميا، أي بلاد ما بين النهرين".
وكانت وزارة الخارجية التركية السباقة في التنديد بطابع البريد هذا والذي يظهر فيه البابا، وخلفه خريطة كردستان التاريخية.
ولتتبعها وزارة الخارجية الإيرانية معتبرة اصدار طابع بريدي في إقليم كردستان العراق، متعارضا مع الأسس والقواعد الدولية الأمر الذي يبدو أن أنقرة وطهران لم تكتفيا به بدلالة استدعاء طهران ممثل حكومة الإقليم في إيران وفتح أنقرة التحقيق وتوجيه التهم بحق البرلماني الكردي.
الأمر الذي يطرح علامات استفهام هنا في إقليم كردستان العراق، حول تتابع بياني أنقرة وطهران المنددين، والذي يكشف عن استياء النظامين التركي والإيراني، من زيارة البابا التاريخية، وما جرته من اهتمام عالمي بها، خاصة في محطتها الكردستانية بالعراق.
وأبدى مواطنون أكراد في الإقليم، لموقع "سكاي نيوز عربية" امتعاضهم الشديد من هذه المواقف التركية والإيرانية، لكنها بحسبهم، ليست بغريبة عن الدولتين اللتين، اعتادتا على معاداة الشعب الكردي ومحاربته، على طول الخط ليس في إطار حدودهما فقط، بل في عموم المنطقة.
يقول المواطن الكردي العراقي آلان محمد، تعليقا على استنفار دولتين، بحجم تركيا وإيران، بسبب طابع بريدي: "هذه الهجمة المثيرة للضحك والأسى معا، تكشف مرة أخرى تجذر العقلية العنصرية والاستعمارية السائدة، في مراكز القرار في هذين البلدين، حيال إقليم كردستان والعراق ككل".
أما راميار وهو كردي من إيران، فيقول: "قد تختلف طهران وأنقرة على كل شيء، لكنهما تتفقان دوما، على العداء المطلق للقضية الكردية، ولحقوق الشعب الكردي المشروعة، وقصة الطابع البريدي أبسط مثال".
ويتندر الناس هنا في كردستان العراق، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، من حجم التعبئة التركية والإيرانية، ضد طابع بريد، ما يكشف بلا لبس هزال النظامين الحاكمين، في إيران وتركيا وضعفهما، رغم تبجحهما بقدراتهما ونزعاتهما التوسعية، في العراق والمنطقة عامة.
فأنقرة وطهران لم تتذكرا القانون الدولي، إلا مع هذا الطابع البريدي، في حين أن كلا العاصمتين، تنتهكان ذاك القانون الدولي ليل نهار، عبر دورهما التخريبي والتوسعي العدواني، في العراق وسوريا وليبيا، وفي طول المنطقة وعرضها.
ويرى المراقبون، أن زوبعة الطابع في فنجان هذه، وهذا الاستنفار التركي - الإيراني مرده أيضا، محاولة الطرفين النفخ مجددا في الخطر الكردي المزعوم، للتغطية على المشكلات البنيوية العاصفة بالبلدين، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية الطاحنة، بفعل فساد النظامين وسياساتهما الاستبدادية، والتي جعلت حياة الناس، في تركيا وإيران، جحيما يوميا.