حكم مصرية تصنع النجاح وسط "الخرطوش" والرصاص
19:14 - 14 مارس 2021وسط "الخرطوش" والرصاص، لا تفقد نهى العيسوي تركيزها خلال التحكيم في مباريات الرماية، التي اشتهرت فيها بالعدالة في التعامل مع كافة اللاعبين، لتصبح نموذجا لنجاح السيدات بهذا المجال، خاصة مع حصولها على لقب أول سيدة مصرية "حكم" تشارك في نهائيات بطولة العالم للرماية.
وكان وزير الشباب والرياضة المصري، أشرف صبحي، قد ثمّن مشاركة نهى العيسوي كأول حكم مصرية تشارك لأول مرة في التاريخ بتحكيم نهائيات بطولة العالم، وفقا لبيان رسمي لرئاسة مجلس الوزراء، منوها إلى أن الرياضة المصرية تحقق العديد من النجاحات على مختلف الأصعدة في الآونة الماضية.
وتعتقد العيسوي أنها تعمل رفقة جيل مميز من "الحكمات" في لعبة الرماية، سواء بالخرطوش أو الرصاص وضغط الهواء، موضحة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن العنصر النسائي "متواجد بقوة" في كافة البطولات المحلية والدولية، من بينها البطولة الأخيرة التي أُقيمت على أرض مصر.
وتضيف السيدة الثلاثينية لموقع "سكاي نيوز عربية": "اختياري كأول حكم سيدة في نهائيات بطولة العالم، دليل على ثقة الاتحاد الدولي في أطقم التحكيم المصري النسائي، وقد شاركت رفقة 4 أخريات من الأسماء البارزة في المجال".
يسرى مارديني.. الرياضة أنقذت حياتي
ويتحدث رئيس الاتحاد المصري للرماية، اللواء حازم حسني، إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا: "لدينا خطة واضحة لتشجيع الفتيات على دخول مجال التحكيم وتقديم أفضل ما لديهن، ومنحهن الفرص للمشاركة في أكبر المحافل الدولية".
ويتابع: "بطولة العالم الأخيرة شهدت تألق التحكيم النسائي المصري، مثل العيسوي وزميلاتها سارة سمير وشيماء سمير وإسراء إبراهيم، والأخيرة حصلت على تكريم من وزارة الثقافة في يوم المرأة العالمي".
ويسعى الاتحاد المصري للرماية إلى زيادة أعداد "المحكمات"، من خلال ورش عمل ودورات تدريبية عالية المستوى، ودفعهن إلى تمثيل مصر في الأحداث الرياضية الكبرى.
وحصلت العيسوي على ورشة تدريب تحكيم تابعة للاتحاد الدولي للرماية في عامها الأخير كلاعبة عام 2013، عندما شعرت أن خطوة الاعتزال قد اقتربت بعد الزواج والإنجاب، لذا أرادت التحضير لخطواتها المقبلة، لأنها لا تقوى على ترك الرياضة المحببة لقلبها منذ طفولتها.
وتسترسل أول حكم مصرية بنهائيات كأس العالم: "أردت الحفاظ على أجواء اللعبة من حولي، إذ اعتدت على الحياة وسط السلاح والذخيرة، ودخولي لعالم التحكيم ساعدني كثيرا خلال الأوقات العصيبة التي قضيتها عقب الاعتزال".
وتردف: "تمنيت أن أصنع طريقا مميزا في عالم التحكيم، أسوة بمسيرتي أثناء اللعب التي حصلت فيها على المراكز الأولى بصورة مستمرة بمختلف البطولات المحلية والإفريقية والعالمية، فضلا عن تمثيل منتخب مصر، لأن التواجد بين الكبار من أولوياتي".
"الاتجاه إلى التحكيم بعد ممارسة الرماية يمنح خبرة أكثر في التعامل مع كافة المواقف"، كما تؤكد العيسوي في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، لأنها تتقن جميع القواعد الخاصة باللعبة وتكون أكثر دراية بتصرفات اللاعبين في منطقة الرماية، فلا يتبقى سوى التركيز لإصدار القرارات بدقة.
ويُعرف عن العيسوي صرامتها في تنفيذ القوانين أثناء التحكيم، ونظرا لاعتزالها في سن مبكر كان عليها المراقبة في مباريات لزميلاتها وأحيانا شقيقتها.
وتقول: "عند بدء المباريات يتحول جميع اللاعبين إلى مجرد أرقام، أترك صداقتنا خارج الملعب واتخذ القرارات وفقا للأحداث الجارية أمامي".
وخلال سنوات قليلة نجحت العيسوي في التواجد بعدد من البطولات القارية، من بينها البطولة الإفريقية والآسيوية و3 دورات لكأس العالم، ورُشحت لبطولة دولية أخرى العام الماضي، لكن تفشي فيروس كورونا تسبب في إلغائها وتوقف جميع الفعاليات حتى بداية العام الحالي.
وتذكر العيسوي: "طال التوقف كثيرا، حاولت استثمار الوقت في مراجعة قوانين اللعبة، كما شاركت في بطولة (أونلاين) نظمها الاتحاد المصري للرماية من داخل المركز الأولمبي بمشاركة دول مختلفة، وقد كنت السيدة الوحيدة في طاقم التحكيم".
وتثمن السيدة الثلاثينية دعم ذويها من أجل تحقيق التوازن بين أدوارها داخل بيتها وخطواتها بعالم التحكيم في رياضة الرماية، منوهة إلى اصطحابها لأفراد أسرتها خلال مبارياتها في البطولات المختلفة، وسعادتهم للنجاحات التي حققتها حتى الآن.
وتختتم العيسوي حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، بالقول: "وصلت لمكانة جيدة في التحكيم، لكن لا يزال أمامي مشوار طويل أسعى خلاله جاهدة إلى تحقيق حلمي الأكبر، وهو المشاركة في الأولمبياد وتمثيل بلدي بطريقة مشرفة".