متحرش المعادي.. هوس جنسي قد يقود إلى القتل
01:38 - 10 مارس 2021صدمة تحرش جديدة أصابت المجتمع المصري خلال الساعات الأخيرة، "بطلها" شاب ثلاثيني، وضحيتها طفلة لم تبلغ العاشرة من عمرها، والذي لم يرتدع من أحكام قضائية قاسية في جرائم تحرش سابقة، ما فتح المجال للتساؤل عن تصنيف التحرش الجنسي كجريمة جنائية، أم كمرض، وهي الذريعة التي قد يستخدمها البعض للإفلات من العقاب؟
ويعلق الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي على واقعة التحرش بطفلة في تصريحاته الخاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "إن المتهم بالتحرش في هذه القضية ربما يمر بما يسمى "البيدوفيليا"، وهو الهوس الجنسي بالأطفال، أو الاعتداء الجنسي على الأطفال الذي يصنف في الطب الجنسي كاضطراب عقلي وبالتالي كمرض، وشكل من أشكال الشذوذ الجنسي".
اضطراب شديد يؤدي إلى جرائم مروعة
ويشير هندي إلى أن هذا الاضطراب الشديد قد يؤدي إلى جرائم مروعة أخرى غير الاغتصاب، حيث لا يكتفي المصاب بممارسة الجنس مع الطفل، بل من الممكن أن يصل الأمر إلى ارتكاب جرائم القتل.
وأضاف هندى أن هذه الأمر يحدث عادةً أو يكون شائعاً في الدوائر المقربة من المريض سواء كانوا أقارب أم معارف، لأن مريض "البيدوفيليا" دائما ما يختار شخصا يستطيع أن يفرض عليه سلطته.
كيف نردع مغتصب الأطفال؟
وأكد استشاري الطب النفسي أن مريض "البيدوفيليا" يكون سيكوباتي الشخصية، يشعر بالنقص والاحتياج، ولديه حقد طبقي تجاه الآخرين، غالباً يكون شخص نشأ في أسرة مضطربة، مر بحالة انفصال أو وخلافات أسرية، مشيرًا إلى أنه من الوارد أن يكون متهم التحرش تعرض منذ الصغر لإيذاء جنسي.
وأضاف "هندي" أن أغلب الذين يعانون من "البيدوفيليا" يعانون من متلازمة الانفصال الجزئي، وهي حالة اختلال في طبيعة عمل عدة مناطق في الدماغ سويا، مؤكدًا أن مريض الهوس الجنسي يكون غير راض عن العلاقة الجنسية مع شريك حياته، وأيضًا يعاني من الكبت الجنسي.
كيف تحمي أبناءك من التحرش؟
وعن كيفية حماية الأهالي لأطفالهم من التعرض للتحرش الجنسي، تقول أستاذ علم الإجتماع سامية خضر لموقع "سكاي نيوز عربية": " على الأهالي تعليم الأطفال منذ الصغر كيف يحمي جسده من التحرش لاسيما الاغتصاب، عن طريق التربية الجنسية، ودعمه نفسيا، فمن الضروري تأكيد الوالدين على أطفالهم عدم السماح لأي شخص بلمس الأماكن الحساسة، حتى لو كان مقرب أو صديق في المدرسة، والأماكن العامة.
وأشارت أن الأهالي في أغلب الأحيان تقع في فخ دفع أطفالهم لتقبيل الآخرين، لكن هذا سلوك خاطئ ومرفوض تماما، ويجب تشجيع الطفل ألا يخاف من الحديث مع أهله إذ تعرض لذلك الأمر.
وأضافت أنه في حالة شكوى الطفل لأحد والديه من تحرش أحد الأفراد له، على الأهالي في هذه الحالة دعمه، ومنحه الشعور بالأمان والتعامل مع الموقف بحكمة.
وشددت أستاذ علم الاجتماع على ضرورة تعليم الأطفال المعرضين للتحرش تشجيع أبنائهم على ممارسة الرياضة يوميا بغض النظر عن نوعها، لما في ذلك من تأثير إيجابي على نفسية الطفل وصحته العقلية.
وحذرت في نهاية تصريحاتها من خطورة توجيه اللوم على الأطفال حيال تعرضهم لأي إيذاء جنسي، مشيرة الى أن هذا السلوك قد يدمرهم نفسيًا مدى حياتهم.