بعد دعوة الإمارات.. ما أهمية عودة سوريا للجامعة العربية؟
00:42 - 10 مارس 2021يرى دبلوماسيون ومحللون سياسيون مصريون، أن المطالبة بعودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، يأتي كأحد وسائل حماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الإيرانية والتركية بشكل خاص في المنطقة.
جاء ذلك غداة تأكيد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، على ضرورة التعاون الإقليمي لبدء مسار عودة سوريا إلى محيطها.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد، خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، إن من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من "الزملاء في الجامعة العربية".
وأضاف أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة؛ أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة، لافتا إلى أن هناك "منغصات" بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن سوى العمل على عودة سوريا إلى محيطها.
في غضون ذلك، يقول وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه "آن الأوان لعودة سوريا للجامعة العربية، وأن يكون للدول العربية موقف واضح في إيجاد حلول سياسية للأوضاع المتأزمة هناك، بدلًا من أن تتولاها دول أخرى مثل إيران وتركيا وروسيا".
وأضاف العرابي أن الدول العربية يجب أن يكون لها تدخل واضح في هذا الملف، وأن توفر مظلة عربية جيدة لسوريا بما يمكّنها من تجاوز عثرتها الحالية.
ويعتقد وزير الخارجية المصري الأسبق أن الملف السوري من الملفات الأكثر تعقيدا بالمنطقة، بالنظر إلى تواجد قوات عسكرية لعدّة دول على أراضيها، ومن ثم يجب التكاتف لمساعدتها.
وهذا ما ذهب إليه رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير منير زهران، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، بأن المطالبات بعودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية "أمر يثلج صدورنا، لاحتلال مقعدها الطبيعي باعتبارها من الدول المؤسسة للجامعة".
وأشار "زهران" إلى أهمية عودة سوريا للجامعة العربية بأن يتكامل التعاون بين الدول العربية وأن تتضافر جهودنا سوياً لدعم العمل العربي المشترك.
وأضاف: "هذا تطور محمود، نحييه ونؤيده، لأن عودة سوريا لممارسة دورها سينعكس بأهمية على العالم العربي كله".
وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة أواخر نوفمبر 2011، تعليق عضوية سوريا في الجامعة لحين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية.
مواجهة تدخلات إيران وتركيا
واعتبر المحلل السياسي طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، أن دعوة الإمارات وما سبقها من دعوة مصرية في هذا الإطار لعودة سوريا إلى الحاضنة العربية، أمر حيوي في هذا التوقيت لمواجهة التدخلات والأطماع الإيرانية والتركية بصفة خاصة في الإقليم.
ووصف "فهمي" في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، دعوة الشيخ عبد الله بن زايد لعودة سوريا للجامعة العربية بأنها "مهمة وتأتي في توقيت مهم للغاية".
وقال: "اللافت أن تلك الدعوة جاءت خلال مؤتمر مع وزير الخارجية الروسي، وهذا له دلالة كبيرة لأن روسيا لها دور كبير في الملف الروسي بأكمله، ويبدو أن الرسالة موجهة في توقيت لافت من قبل دولة الإمارات للتأكيد على المضي قدما في الإجراءات اللازمة لعودة سوريا للجامعة".
ويوضح أن أهمية تلك الدعوة تأتي في سياق مواجهة التدخلات الإيرانية والتركية في هذا الملف المهم، وحماية الأمن الإقليمي العربي، ولكي تحتل دمشق موقعها السياسي الطبيعي بما يؤهلها لأن يكون لها دور مباشر في تسوية خلافاتها.
واستكمل: "عودة سوريا للجامعة، رسالة من الدول العربية أنها لا تزال تحظى باهتمام عربي كبير، وعودة لملء الفراغ الذي تركته خلال الفترة الماضية، كما أن لها انعكاسات إيجابية بإحياء فكرة النظام الإقليمي العربي في مواجهة النظام شرق الأوسطي التي تدعو إليه بعض الدول الأخرى".