المسارات الليبية.. التزام في الشرق وغموض في الغرب
14:00 - 09 مارس 2021مع اقتراب الأزمة الليبية من الحل ظهرت بوضوح المسارات التي اتخذتها الأطراف الفاعلة فيما يبرز معه التزام من الجيش الوطني الليبي وغموض وإخلال بالوعود في الغرب.
وحسب التقارير الدولية والصحفية اتسم موقف الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والحكومة الليبية المؤقتة من اليوم الأول بالالتزام ومحاولة ضبط الأمور بما يتوافق مع الرغبة الليبية الساعية للاستقرار.
بينما ظهر الاتجاه الثاني التي تقوده تركيا وميليشيات غرب ليبيا وتنظيم الإخوان الإرهابي في إطار إبقاء الفوضى حاكما رئيسا للضغط بها على المسارات الجارية.
دعم الحوار الوطني الليبي
والاثنين أشادت البعثة الأممية في ليبيا بالالتزام وانضباط كل من القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر والحكومة الليبية المؤقتة في دعم المصالحة الوطنية وتنفيذ بنودها.
وقالت البعثة الأممية في ليبيا والتي يزور وفد منها بنغازي الآن، إن القيادة العامة للجيش الليبي والحكومة المؤقتة أظهرا مدى حرصهما على المضي قدما لتقديم الدعم اللازم لتنفيذ ما هو مطلوب منها في إطار مخرجات الحوار، مبينة أن هناك تفاهم يربط كافة مؤسسات المنطقة الشرقية.
وأكد اللواء خالد محجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن القيادة العامة للجيش الليبي ناقشت مع البعثة ضرورة إجلاء القوات الاجنبية والمرتزقة من طرابلس وضرورة وقف طائرات النقل العسكري التركية التي تحط في طرابلس ومصراتة وقاعدة الوطية لدعم المليشيات هناك.
وبحسب مصادر أمنية في مدينة بنغازي، أن القيادة العامة أطلعت البعثة الأممية أكثر من مرة ما رصدته من طائرات تحط في مطار معتيقة قادمة من تركيا محملة بالسلاح.
السراج لم يف بوعوده
ومع قرب منح الثقة للحكومة الجديدة ولم يف السراج بوعوده حتى الآن الخاصة بوقف نقل المرتزقة والأسلحة بل أن هذه العمليات إعادة التمركزات لمليشيات تركيا في الغرب الليبي ذادت مع اقتراب تشكيل حكومة ليبية جديدة.
وقبل أسبوع من الآن حطت ثلاثة طائرات شحن عسكرية من تركيا في مطار مصراتة الدولي وقاعدة الوطية التي تتمركز فيها مليشيات مدعومة من تركيا.
وجاءت بيانات الطائرات الثلاث كالتالي طائرة إيرباص A400M، أقلعت من قاعدة قيصري في قونيا، وطائرة إيرباص A400M، أقلعت من قاعدة أتاتورك في العاصمة أنقرة، وطائرة لوكهيد C130E، أقلعت من قاعدة عسكرية بالقرب من أنطاليا.
وقال مصدر مقرب من حكومة السراج في تصريحات لسكاي نيوز عربية، إن مطار معيتيقة في طرابلس والذي يسيطر عليه قوات ومليشيات تتبع تركيا استقبل خلال أسبوع أكثر من 5 طائرات محملة بالسلاح والعتاد واستلمها عناصر من مليشيات سورية وضباط أتراك.
لماذا هذه التحركات
وأكد المصدر أن هناك تحركات جديدة بالعاصمة طرابلس لإعادة تمركز المليشيات السورية هناك بحيث تكون قريبة من الحدود التونسية وقرب الهلال النفط الليبي.
وأوضح أن فايز السراج لم يعد له أي صفة لإعطاء أية أوامر وأن وجوده أصبح شكليا فقط وأن اللاعب الأساسي الآن هو نائبه أحمد معيتق.
المصدر ذاته أكد أن هذه التحركات التركية في الغرب الليبي جاءت لضمان أن تظل أنقرة صاحبة حق تفاوض في أية أمور سياسية جديدة تطرأ على ليبيا كما تفعل في سوريا.
وأوضح أن أكثر من 10 آلاف سوريا في طرابلس ينتظرون الأوامر من أردوغان للتحرك في أي لحظة مؤكدا أن هذه القوة قادرة على التأثير في أية مفاوضات.
وأشار إلى أن أردوغان حتى الآن لم يتضح له السياسة التي سيتعامل رئيس الحكومة الليبية الجديدة معه خاصة في اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة مع السراج وحصة أنقرة في النفط والغاز الليبي.
واستطرد المصدر قائلا، فكرة أن ينفض أردوغان غبار هذه المليشيات عن طرابلس الآن صعبة بالنسبة له نظرا لأنه إذا أخل الدبيبة مع تركيا بشأن اتفاقية ترسيم الحدود مع ليبيا سيكون عاريا أمام الاتفاقيات التي تم توقيعها بين مصر واليونان وقبرص.
المصدر أكد أيضا أن فكرة عمل الحكومة من طرابلس قد تكون صعبة للغاية بسبب وجود كم كبير من المليشيات داخلها، وأنه حال اتخذ الدبيبة طرابلس مقر عمل له ولحكومته فقد يقع في نفس الفخ التي وقعت فيه حكومة فايز السراج وتصبح قراراته أسيرة أوامر الميليشيات.