لبنان.. قطاع السيارات ضُرب في مقتل
18:51 - 07 مارس 2021قطاع السيارات في لبنان واحد من القطاعات التي تعرضت لضربة قوية، إثر الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها البلاد، وانفجار مرفأ بيروت المدمر.
وما يميز هذا القطاع عن غيره من القطاعات المتضررة أنه مرتبط بشكل عضوي بالبنوك التي تؤمن السيولة لتمويل عمليات الشراء، وبعد أن طالت الأزمة في لبنان واستفحلت، صار تجار السيارات في وضع لا يحسدون عليه، خاصة بعد فرض قيود مصرفية.
ومما زاد الطينة بلة، الإغلاقات التي فرضتها أزمة فيروس كورونا منذ عام 2020، ووصلت الأزمة ذروتها في أغسطس من ذلك العام مع انفجار المرفأ، إذ إن تتخذ معظم الشركات من محيط المرفأ مكانا لمعارضها.
ويقول تجار سيارات إنه تعرضوا إلى خسائر تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
السيارة المتوقفة طويلا.. تتعطل كثيرا
وهذه العوامل تظافرت معا لتهوي معها مبيعات السيارات الجديدة، فهبطت أرقامها من 35 ألف سيارة في عام 2018 إلى 6140 فقط في عام 2020 أي ما نسبته 17% فقط من الأعوام السابقة، كما يقول رئيس شركة "بازرجي" وكيل سيارات "مازيراتي وسوزوكي" في لبنان، نبيل بازرجي.
وتشكل السيارات الفخمة شريحة مهمة في هذا القطاع الإقتصادي الحيوي وقد نالت نصيبها من التراجع، رغم أن زبائنها من ذوي الدخل المرتفع.
وقف عمليات التمويل
ويقول وكيل شركة بورشه في لبنان، أسعد روفايل لموقع "سكاي نيوز عربية": "قطاع السيارات دفع الثمن فهو من أول القطاعات التي أصيبت بالإزمة الإقتصادية، واجتمعت عليه العوامل المؤثرة في تراجعه الكارثي وبشكل خاص إيقاف عمليات البنوك تمويل عمليات الشراء والإقفال التام من جراء وباء كورونا".
وجاء انفجار مرفأ بيروت ليقضي على ما تبقى، بحسب روفايل، "فمعظم معارض السيارت والشركات، ونحن في طليعتها، دمر الانفجار صالاتنا بشكل كبير، وقد باشرنا ورش الترميم من الأضرار التي أصابتنا".
ويضيف روفايل: "السوق عندنا 85% نزولاً، ومعرضنا المطل على المرفاُ أصيب بشكل مباشر بالإنفجار وكذلك صالات عرضنا الأخرى والوضع الإقتصادي ووباء كورونا، ولم نجر سوى عمليات بيع محدودة من سياراتنا يعد على أصابع اليد، وحتى سوق سيارتنا المستعملة ضعيف جداً ضمن غياب قطاع البنوك نهائياً عن تمويل عمليات الشراء".
وعن عمليات البيع يقول روفايل :"نبيع سياراتنا بالدولار الأميركي نقدا أو بشيكات مصرفية، ولا زالت في معارضنا طرازات 2020 وحالياً نبيع سياراتنا على الطلب فقط، والوضع سيء جداً والى تراجع للأسف".
وينتقد ميشال طراد رئيس الشركة الوكيلة لشركات "جاغوار" و"بنتلي" و"لمبورغيني"، البنوك بشدة.
"خربوا بيوتنا"
ويقول طراد في حديث إلى موقع "سكاي نيوز عربية": "قطاع البنوك خرب بيوتنا ففي عامي 2018 وحتى 2019 بعنا كل مخزوننا من السيارات، وأموالنا لا تزال محجوزة في المصارف. هناك عملية نهب منظم لأموالنا، وبالمقابل ليس هناك سيولة بين أيدي الناس للشراء".
وتابع: "كنا نبيع أكثر من 20 سيارة جاغوار سنويا وحاليا نستورد فقط سيارة أو سيارتين، أما طرازتنا الفاخرة والرياضية فنستوردها فقط على الطلب ونستوفي ثمنها بالدولار نقدا".
ويضيف: "في عمليات بيع سياراتنا المستعملة فقد نستوفي نصف ثمنها بالدولار الأميركي والنصف الآخر بالليرة اللبنانية في محاولة منا لتحريك الوضع والإبقاء على شركتنا تعمل ولو بالحد الأدنى، وقد أعدنا تجهيز صالات عرضنا بعد الأضرار الكبيرة التي أصابت شركتنا في انفجار مرفأ بيروت، وبعد الإقفال الذي فرضه علينا وباء كورونا".
وبعد شهرين من الإغلاق الذي فرضته السلطات اللبنانية، أصبحت شركة بازرجي تفتح بشكل جزئي، كما يقول، من أجل المحافظة على استمرار الشركة.
وعملت الشركة على إصلاح الأضرار التي لحقت بمعرض الشركة قرب مرفأ بيروت، لكن المشكة بحسب بازرجي قطاع البنوك التي تقطع الطريق أمام عمليات تمويل شراء السيارات.
ويضيف :"حاليا نعمل فقط ب 17% من إمكانياتنا، ففي عام 2018 الذي لم يكن جيداً بل لنقل أنه كان عادياً ، بلغت أرقام مبيعات السيارات الجديدة عند الوكلاء في لبنان أكثر من 35 الف سيارة لتنخفض بشكل كبير في عام 2020 الى 6140 سيارة جديدة ".
ويختم بازرجي:"المستقبل مجهول للأسف والوضع يحتاج الى جهود جبارة وحقيقية لإنقاذ الوضع الإقتصادي".