كسرا لجمود طويل.. لقاء مفاجئ بين البرهان والحلو في جوبا
02:07 - 04 مارس 2021أعلن عمار آمون دلدوم السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان التقى الأربعاء رئيس الحركة عبد العزيز الحلو في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.
وقال دلدوم لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الحلو أكد للبرهان موقف الحركة الثابت من استئناف المفاوضات على أساس وثيقة المبادئ الستة الموقعة مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في أديس أبابا، في الثالث من سبتمبر 2020.
وأشار دلدوم إلى أن البرهان رأى أن الوثيقة "لا تحظى بإجماع كامل في الأوساط السودانية"، وأن "هنالك حاجة للوصول إلى أرضية مشتركة حولها".
وأوضح أن اللقاء أسهم في فك الجمود وتحريك العملية التفاوضية المتعثرة بين الطرفين منذ أغسطس 2020.
استعداد صريح
وكانت الحركة قد أكدت، في تصريحات أدلت بها الأحد لموقع "سكاي نيوز عربية"، استعدادها لاستئناف التفاوض مع الحكومة السودانية في أي زمان ومكان على أساس وثيقة أديس أبابا، لكنها لم تتلق أي إخطار رسمي من الوساطة.
وأشار دلدوم إلى أن الحركة، ومنذ انسحابها من المفاوضات في أغسطس الماضي، لم تدخل في مفاوضات رسمية مع الحكومة السودانية، لكنها وقعت على وثيقة مبادئ مع حمدوك في سبتمبر وشاركت في ورش غير رسمية مع خبراء سودانيين ودوليين.
وتضمن اتفاق المبادئ الموقع بين حمدوك والحلو 6 بنود، تنص على التفاوض على أساس إقامة دولة ديمقراطية وبناء دستور يقوم على فصل الدين عن الدولة، مع احتفاظ الحركة بحق تقرير المصير في حال إخفاق المفاوضات في التوصل إلى اتفاق حول المبادئ الموقع عليها.
وإضافة إلى مبدأ التفاوض على أساس فصل الدين عن الدولة، اتفق الجانبان على وقف العدائيات والتفاوض على أساس احترام حقوق المواطنة والتعدد الإثني والثقافي.
وقال دلدوم إن الحركة التي تسيطر على مناطق إستراتيجية في جنوب كردفان وتحظى بتأييد واسع في أوساط السكان المحليين، ظلت طوال الفترة الماضية على تواصل مع البعثة الأممية الجديدة للسودان "يونيتامس"، وعدد من الفاعلين في المجتمع الدولي.
حرب طويلة
ويعيش السودان منذ نهاية العقد الخامس من القرن الماضي حروبا أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف، وأجبرت أكثر من 10 ملايين على النزوح الداخلي هربا من الموت، أو اللجوء إلى بلدان أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار.
ورغم انحسار الحرب منذ 1955 في جنوب السودان الذي انفصل وفقا لمقررات مؤتمر نيفاشا وأصبح دولة المستقلة عام 2011، فإن نطاقها الجغرافي بدأ في الاتساع مع مطلع الألفية الحالية ليشمل مناطق عديدة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، مما أدى إلى إهدار كم ضخم من الموارد وتسبب في خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة تقدر بأكثر من 600 مليار دولار، إضافة إلى خلق حالة من الغبن الاجتماعي.
ويأمل مراقبون أن يؤدي اتفاق جوبا إلى نهاية حقيقية لتلك الحرب، لكن دلدوم شدد على عدم جدوى أي اتفاق لا يخاطب جذور الأزمة السودانية وينهي أسباب الانقسام والحرب إلى الأبد، بدلا من التركيز على المحاصصات وتقاسم السلطة.