أشهر مصمم معارك بمصر: انتظروا مستوى عالميا بفيلم "السقا"
20:12 - 01 مارس 2021يطمح أندرو ماكينزي مصمم المعارك الشهير بالسينما المصرية إلى تنفيذ مشاهد حركة غير مسبوقة في التجارب الفنية التي يتعاون خلالها مع كبار المخرجين بمصر، وهو ما دفعه إلى خوض مغامرات تتسم بالإثارة مع عدد من النجوم مثل أحمد السقا في فيلمه الأخير "العنكبوت".
وجاء ماكينزي إلى مصر لأول مرة في عام 2005 للمشاركة بفيلم ملاكي إسكندرية، وعاد مرة ثانية للانضمام إلى فريق عمل فيلم "الجزيرة" للمخرج شريف عرفة، استقر بعدها بالقاهرة ليضع بصمته في أعمال عديدة من أبرزها "الممر" و"الفيل الأزرق" و"إبراهيم الأبيض" و"حرب كرموز" و"ما وراء الطبيعة".
وخلال سنوات من العمل في السينما المصرية حقق مصمم المعارك القادم من جنوب إفريقيا طفرة في تصوير مشاهد الحركة والمواجهات الحربية التي يتحدث عن كواليسها لموقع "سكاي نيوز عربية" ساردا أصعب المواقف التي عايشها خلال مسيرته ورأيه في أفضل نجوم "الأكشن" بمصر.
ويقول ماكينزي لموقع "سكاي نيوز عربية": "عند المجيء لمصر كانت الأفلام الكوميدية هي السائدة، حاولت المساهمة في تصميم مشاهد حركة أكثر جاذبية، وفي السنوات الأخيرة قمنا بتسريع وتيرة العمل لنقل السينما المصرية إلى مستويات جديدة".
ويعتقد مصمم المعارك السينمائية أن فيلمه الأخير "العنكبوت" سيحظى بإعجاب عشاق السينما عند عرضه قريبا لاحتوائه على لقطات ساحرة لم تظهر من قبل في الأعمال المصرية، ساعده على ذلك حماس بطل العمل السقا والمخرج أحمد نادر جلال، وفقا لتصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويضيف ماكينزي لسكاي نيوز عربية: "في فيلم ’العنكبوت، نقدم شيئاً جديدا ليس في مصر فقط ولكن للسينما العالمية أيضًا، جربنا تقنيات حديثة في التصوير، ودفعنا السقا إلى مساحة لا تصدق في مشاهد الأكشن، كانت تجربة محفوفة بالمخاطرة لكن النتائج جيدة للغاية".
وعن اهتمام السقا بظهور مشاهد الحركة في أعماله على أفضل صورة ممكنة يقول ماكينزي: "هو بطل الأكشن الأول في مصر، وعلينا أن نشكره على أدواره التي منحت الشعبية لأفلام الحركة، يوافق بشجاعة على أخطر المشاهد ليمنحها المصداقية عند الجمهور".
ولا ينسى ماكينزي الموقف الأصعب بمسيرته في كواليس فيلم "إبراهيم الأبيض" من إخراج مروان حامد، كان عليهم إشعال النيران بجسد السقا في مشهد النهاية دون الاعتماد على "دوبلير" ولم يكن يُسمع وقتها عن حرق ممثل رئيسي في عمل ضخم، بحسب مصمم المعارك الخمسيني.
ويتابع ماكينزي لسكاي نيوز عربية: "أخطر المشاهد على الإطلاق، لم يكن هناك مجال للأخطاء لأن السقا سيتعرض حينها لأذى شديد، وضعنا خطة محكمة وأحضرنا طاقم سلامة عالمياً وحققنا المطلوب من دون وقوع خسائر، عندما شاهده توم كروز قال إنه فيلم أكشن رائد في المنطقة".
ما وراء الطبيعة,.. مولود نتفلكس أمام محكمة النقاد!
وشارك مصمم المعارك الشهير في مسلسل "ما وراء الطبيعة" الذي عرض في نوفمبر الماضي على منصة "نتفليكس" العالمية وهو عمل رعب وإثارة مستوحى من سلسلة روايات للكاتب المصري أحمد خالد توفيق، واجه ماكينزي العديد من التحديات لكن سرعان ما نجح في تخطيها مع فريق عمله.
ويسترسل ماكينزي في حديثه لسكاي نيوز عربية: "العقبة الرئيسية في مشاهد الحركة بالمسلسل الحاجة إلى (كابلات) لا تتوافر داخل مصر، توجد فقط في هوليوود وعدد من الدول، كان علينا تصميم أساليبنا الخاصة لنقل أفكار المخرج والمؤلفين".
ويردف: "صممنا خصيصا كابلات ومنصات إضاءة داخل القاهرة، وأثناء التصوير حالفنا التوفيق في وجود شخصية مثل راقصة البالية شيماء إبراهيم لأنها أدت ببراعة شخصية ’الجاثوم‘ التي تحتاج إلى حركات بهلوانية في الهواء ومجهود بدني ضخم".
وعن اتجاه مصر إلى إنتاج أفلام ومسلسلات حربية في السنوات الأخيرة يرى مصمم المعارك في فيلم "الممر" أن تلك النوعية من الأعمال تسهم في تطور صناعة الأكشن وظهور مستوى عالٍ لمشاهد الحركة مؤكدا لموقع سكاي نيوز عربية أهمية انتشارها بصورة دائمة.
ويستعيد ماكينزي كواليس "الممر" قائلا: "فيلم صعب للغاية، أمضينا عدة أشهر في التدريب على مشاهد القتال مع أبطال العمل، فعلنا أشياء غير تقليدية، وقمنا بتصوير الانفجارات والنيران داخل مواقع صحراوية وعرة، طاقم العمل والممثلون أظهروا أفضل ما لديهم".
وخلال تدريب الفنان أحمد عز على لقطات الأكشن في "الممر" أدرك ماكينزي مدى تفانيه لأداء شخصيته في العمل بطريقة متقنة، موضحا أنه يُكرس وقته بالكامل لتحسين مستواه وسيتضح ذلك للجمهور في أحدث أعماله بالسينما.
ويردف ماكينزي: "عملت مع أغلب نجوم الحركة بمصر، أمير كرارة ممثل عظيم ومقاتل لامع، شاهدنا كيف واجه ’بويكا‘ في فيلم ’حرب كرموز‘ وأداءه اللافت خلال الأعوام الفائتة، أيضا محمد رمضان قدّم أفلاماً رائعة في سنوات عانت فيها الصناعة من ندرة الإنتاج".
وينتظر الرجل في نهاية العام الجاري عرض فيلم "كيرة والجن" الأضخم إنتاجيا في مصر بميزانية وصلت لأكثر من 10 ملايين دولار، وتعود أحداثه إلى عام 1919 مما استدعى مجهودا ضخما لمحاكاة تفاصيل الحياة كافة في تلك الحقبة الزمنية، وفقا لماكينزي.
ويتابع: "مروان حامد أحد أفضل من عملت معهم، قمنا بتصوير مشاهد مدهشة، جربنا تقنيات مختلفة في العمل وبالتأكيد سيكون تحفة أخرى في رصيد المخرج المزدحم بالأعمال الهامة.
وحرص ماكينزي منذ مكوثه في القاهرة على تكوين فريق من المصريين بناء على نصيحة من السقا يتحدث عنهم قائلا: "أنا محظوظ لأنني تمكنت من بناء فريق عالمي قادر على تحقيق مشاهد حركة جذابة ومبهرة، هم الآن لديهم الإمكانيات للمشاركة في أي فيلم بأنحاء العالم".
ويسعى الفنان الجنوب إفريقي خلال الفترة المقبلة إلى تطوير الحيل المستخدمة في الأكشن بالأعمال المصرية مع ضرورة الحفاظ على عدم وقوع إصابات بين فريق العمل مؤكدا أن السينما صناعة ترفيهية ولا ينبغي أن يتأذى أحد من أجل الحصول على لقطة جيدة.