قنصلية أرمنية بأربيل تزيد الزخم الديبلوماسي لكردستان العراق
15:43 - 28 فبراير 2021شهدت أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، مؤخرا، مراسم افتتاح القنصلية العامة الأرمنية، بحضور نائب وزير الخارجية الأرمني آرتاك آبيتونيان، والسفير الأرمني في العراق، هارتشيا بولاديان، والقنصل الأرمني في أربيل آرشاك مانوكيان.
وجرى الافتتاح بحضور ممثلين عن رئاسة وحكومة إقليم كردستان العراق، ومختلف القوى والأحزاب السياسية الكردستانية، وجمع من الدبلوماسيين والقناصل في الإقليم.
وبهذا الافتتاح، يرتفع عدد القنصليات والبعثات الدبلوماسية في إقليم كردستان العراق إلى نحو 40، تتوزع ما بين قنصليات عامة، كقنصليات الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية والإمارات، وأخرى فخرية كقنصليتي إسبانيا والدنمارك، ومكاتب كمكتبي سفارتي كندا والسويد، ومكاتب تجارية كالمكتب التجاري النمساوي، مما يؤشر على تطور وتوسع علاقات إقليم كردستان مع مختلف دول العالم.
ويرى مراقبون أن هذا الزخم يعود بالأساس إلى الدور الذي يلعبه الإقليم في المعادلات العراقية والإقليمية، وما يحظى به من دعم دولي.
ويرتبط الأرمن والكرد بعلاقات وصلات تاريخية وثقافية موغلة في القدم، كونهما من أعرق شعوب المنطقة، حيث يوجد عشرات آلاف الكرد في أرمينيا، حتى أن إذاعة يريفان الأرمنية، كانت أول اذاعة تفتتح قسما باللغة الكردية وتبث بها في التاريخ.
وغالبية الكرد في أرمينيا من المكون الإيزيدي، وفي الضفة الأخرى، يشكل الأرمن مكونا معترفا به في كردستان، فرغم قلة عددهم حيث يقدرون ببضعة آلاف، يتمتعون بكامل حقوق المشاركة السياسية وبحقوقهم الثقافية والدينية، ويمثلون ببرلمان إقليم كردستان ضمن حصة "كوتا" المكونات بعضو برلماني.
ويرتقب أن يساهم افتتاح القنصلية العامة لجمهورية أرمينيا في أربيل في تعزيز العلاقات بين الشعبين الكردي والأرمني على مختلف الصعد، كما أنها مؤشر بحسب متابعين، على أن الأرمن يثبتون بذلك عدم صحة الادعاءات، التي كانت تشير لمساهمة الكرد في الإبادة الجماعية للأرمن التي ارتكبها العثمانيون الأتراك مطالع القرن العشرين.
يقول فلاح مصطفى، كبير مستشاري رئيس إقليم كردستان العراق للسياسة الخارجية، والذي حضر مراسيم افتتاح قنصلية أرمينيا في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، "سررنا بتمثيل رئيس إقليم كردستان العراق السيد نيجيرفان البارزاني، في حفل افتتاح القنصلية العامة لجمهورية أرمينيا، في مؤشر حيوي لبدء مرحلة جديدة مهمة لتطوير علاقاتنا ذات البعد التاريخي مع الأرمن، ومن الضروري تطوير العلاقات مع أرمينيا، سواء على صعيد الإقليم أو العراق ككل تطوير".
ويضيف"افتتاح القنصلية الأرمنية فرصة للارتقاء بمختلف مستويات العلاقات الثنائية سياسيا وتجاريا واقتصاديا مع يريفان".
ويردف "في نفس اليوم، افتتح المركز الثقافي الأرمني في قلعة أربيل، بما يمثل جسرا للتواصل بين شعبينا، وتوسيع قاعدة العلاقات التراثية والروحية والثقافية بيننا".
ويتابع "نحن نثمن البعد التاريخي لعلاقاتنا ككرد وأرمن، منذ زمن إذاعة يريفان الناطقة بالكردية، وصحيفة ريا تازا ( أي الطريق الجديد) ، التي كانت تصدر في العاصمة الأرمنية، وصولا للمكون الكردي في أرمينيا، وبالعكس المكون الأرمني هنا في كردستان، فهذه كلها عوامل تحتم علينا تعميق هذه العلاقات وبلا حدود".
ويضيف "خطونا خطوة مهمة أخرى، عبر هذا الحدث في تطوير علاقاتنا الدبلوماسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وبشكل مؤسساتي مع مختلف دول العالم، التي تفتتح قنصلياتها وبعثاتها الدبلوماسية في الإقليم".
ويتابع مصطفى "وافتتاح هذه القنصلية سيساهم في تعميق مجالات وفرص التبادل والتعاون بين أرمينيا وإقليم كردستان، مثلا في المجال العلمي والأكاديمي، كالزمالات والمنح الدراسية، وفي المجالات السياحية والتجارية، عبر تسيير رحلات الطيران المباشرة بين العاصمة الأرمنية يريفان وعاصمة الإقليم أربيل، وكذلك بين العاصمتين العراقية والأرمنية، وهذا كله يسهم بطبيعة الحال في خدمة كلا الطرفين، وتنشيط الدورة الاقتصادية وتوفير فرص العمل، وغير ذلك من مردودات إيجابية".