موريتانيا.. "التوك توك" يغزو شوارع نواكشوط
17:38 - 26 فبراير 2021لم تعد الزحمة الصباحية والاختناق المروري عند ملتقيات طرق نواكشوط في موريتانيا هما رئيسيا لمحمد الأمين. هذه المشكلة التي طالما أرقته وسببت له التأخير عن عمله وجدت حلا من السماء، هو "التوك توك".
هذه العربة النارية ذات العجلات الثلاث التي ظهرت في شوارع نواكشوط قبل سنتين وازداد انتشارها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة أصبحت الوسيلة المفضلة لكثير من سكان نواكشوط لقدرتها على النفاذ من الزحمة التي تعرقل الحركة في أوقات الذروة.
"التوك توك تجمع خصائص السيارة والدراجة النارية"، يقول محمد الأمين (موظف في العقد الرابع من العمر) متحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية".
ويوضح قائلا: "حجمها الصغير يسمح لها بالمرور بين السيارات كما أن تهويتها جيدة لانعدام الحواجز الجانبية".
انطباع مماثل عبرت عنه مريم لموقع "سكاي نيوز عربية"، وهي سيدة تعيش خارج البلد منذ ثلاثة عقود: "للوهلة الأولى ظننت أني في فيلم هندي.. لم أر التوك توك من قبل إلا في التلفزيون ولما وجدته في نواكشوط قررت أن أجربه ووجدته طريفا".
مصدر دخل وتشغيل
منذ ظهوره، وفر التوك توك مئات الفرص للشباب العاطلين، ومن بينهم جامعيون كثر.
السالم فال أحد هؤلاء، وقد وجد في التوك توك ما يسد فراغه ويحقق له دخلا مقبولا. وفي هذا الصدد، قال "في البداية لم أكن مقتنعا بالتوكتوك كعمل.. لكن الفراغ يدفعك لأن تجرب أي شيء".
وتابع في تصريحه لـ"سكاي نيوز عربية": "أحد الأصدقاء دلني على شركة تبيع التوك توك بالتقسيط فتوكلت على الله واشتريت واحدا ولم أندم بعد ذلك.. اليوم لدي اثنان وأخي يعمل معي وفضل الله كثير".
أما محمد، وهو خمسيني يبدو أصغر من سنه، فقد باع سيارته التاكسي ليشتري عربة توك توك.
"الجميع قالوا إنني مجنون وسفيه.. لكنني أعرف عملي ورأيت أن التوك توك أقل تكلفة وبالتالي أكثر فائدة من سيارة عتيقة يذهب كل ما حصل منها إما في المحروقات وإما في إصلاحها"، يقول محمد متحدثا لموقع "سكاي نيوز عربية".
وقبل ظهور التوك توك هندية الصنع المستخدمة في النقل، شهدت موريتانيا عربات صينية ثلاثية العجلات من ماركة (واو) أصبحت تدريجيا وسيلة نقل البضائع الرئيسية في داخل المدن. وقد قضت هذه العربات على عربات الحمير خصوصا في الأحياء الرئيسية لنواكشوط.
ومع انتشار العربات ثلاثية العجلات من توك توك وغيره، يتساءل كثير من الموريتانيين: متى يفكر مستثمرون في إنتاج مثل هذه العربات محليا بدل استيرادها من أقاصي المعمورة؟