مصر.. محامي اللاعبة مروة يكشف تفاصيل "واقعة التنمر"
18:45 - 15 فبراير 2021جدل واسع أثير خلال الساعات الأخيرة بالوسط الرياضي المصري، أعاد للواجهة آفة التعصب الكروي التي تعاني منها الرياضة في مصر، وهذه المرة عبر بوابة لاعبة كرة يد شهيرة، كشفت عن تعرّضها للتنمر، مستشهدة بما حدث مع كابتن نادي الزمالك محمود عبد الرازق "شيكابالا"، ما كان دافعا لـ "تظاهرة إلكترونية" عبر "فيسبوك"، دعما لها.
وكتبت لاعبة كرة اليد السابقة بالنادي الأهلي المصري، المحترفة حاليا في صفوف فريق نيس الفرنسي، مروة عيد عبد الملك، الشهيرة بإحسان عيد (أول لاعبة يد مصرية تحترف في الخارج)، عبر صفحتها على "فيسبوك"، أنها تتعرض للتنمر، في الوقت الذي لاحقتها العديد من التعليقات الساخرة من لون بشرتها، وهي تعليقات مدفوعة بالتعصب الكروي، لجهة انتماء مروة للنادي الأهلي وتدويناتها الداعمة لفريق كرة القدم في مبارياته المختلفة، وكذا المنتقدة في الوقت نفسه لغريمه التقليدي الزمالك في أكثر من مناسبة.
تنمر وشيزوفرينيا
وقالت مروة في تدوينة لها عبر صفحتها: "هم ضد التنمر على شيكابالا عشان حرام وكده، وإنهم ناس مؤدبين زيه (مثله) بالظبط، بس يخشوا (يدخلوا) يتنمروا عليا أنا عادي بدون أي مناسبة.. شيزوفرينيا عجيبة عند الناس دي والله، ربنا يهدينا ويهديكم".
وتضامن العديد من النشطاء مع مروة، داعمين موقفها ضد التنمر، في الوقت الذي اتهمها آخرون بالتنمر على قائد الزمالك، وهو الاتهام الذي أسقطته عن نفسها بنفيه في معرض ردها على ما وُصف بالحملة التي تواجهها عبر "السوشيال ميديا"، وبأنها شاركت حديثها السابق عن شيكابالا، من باب النقد، مؤكدة أنها ترفض التنمر على اللاعب.
إجراءات قانونية
ومن جانبه، دعا المحامي محمد رشوان (محامي اللاعبة) إلى عدم تحويل الموضوع إلى "فتنة كروية" أو أزمة، مؤكدا أنه سوف يتم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة.
ويروي المحامي رشوان في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية"، تفاصيل الواقعة، موضحا أن "ما حدث كان أمرا غريبا، لأننا لا نتحدث فقط عن واقعة تنمر على لاعبة كرة يد بارزة تمثل مصر، إنما نتحدث أيضا عن أن ما حدث أدى إلى فتنة بين جمهوري (الأهلي والزمالك)".
ولفت إلى أن بداية الأزمة جاءت من خلال أحد الأشخاص (يعمل بمجال الإعلام ويدير صفحات كبرى لجمهور الزمالك) والذي نشر صورة للاعبة يدعو من خلالها إلى السخرية منها أو جلب الناس للسخرية عليها، وهو ما حدث بالفعل، كما أنه شارك تدوينة قديمة للاعبة نفسها قبل شهور في إطار التنافس بين جمهور الأهلي والزمالك خلال فترة نهائي القرن (نهائي بطولة أفريقيا)، علما أن التدوينة هي التي أعادت اللاعبة نشرها مؤكدة أنها ترفض التنمر ضد قائد الزمالك.
وأضاف رشوان: "الجريمة ليست مجرد تنمر، إنما هي أكبر من التنمر والسب والقذف، ذلك أنه بعد القانون الجديد (قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات 175 لسنة 2018)، فالجريمة هي إدارة صفحة تتعمد الإساءة لقيم المجتمع المصري (وفق المادة 27 والمادة 28 من القانون) وإدارة صفحة من أجل الفتنة وهذا معاقب عليه قانونيا".
وأوضح أن "القضية أخلاقية في الأساس. لم نعتد في مجتمعاتنا الشرقية على أن تجد من يسب فتاة أو يتعدى عليها لفظيا بهذا الشكل. مسألة التراشق بين الجماهير وظاهرة التحفيل والمكسب والخسارة أمر معتاد في مصر بين الجماهير، لكن الجديد أن يصل الأمر حد التنمر على شكل شخص أو الإساءة له، وعليه فإن المسؤول عن ذلك يجب أن يتحمل تبعات فعله".
وأشار محامي اللاعبة في معرض تصريحاته إلى أن هناك ستة أشخاص يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، باعتبارهم المحرضين الأساسيين، وبموازاة ذلك سوف يتم تقديم مذكرة للمجلس القومي للمرأة للتحرك أيضا، موضحا أنه وفق القانون فمن حق النيابة العام غلق تلك الصفحات المحرضة فورا.
تضامن ودعم
وبموازاة ذلك تحوّلت صفحة لاعبة اليد المصرية إلى مساحة لإبداء الشهادات حولها بوصفها واحدة من أبطال كرة اليد النسائية، فيما تواصلت تعليقات التنمر بالتعليقات والهجوم الحاد عليها من قبل بعض النشطاء ممن واصلوا السخرية منها.
جدير بالذكر أن مروة عيد عبدالملك، من مواليد العام 1986، وقد بدأت حياتها الرياضية عبر بوابة كرة القدم في سن الخامسة من عمرها من مركز شباب زينهم.
ولعبت لنادي وادي دجلة، قبل أن تتحول إلى كرة اليد، حيث لعبت للأهلي المصري 14 عاما، منذ انتقالها إليه في العام 1996، كما شاركت مع المنتخب المصري لكرة اليد.
وفازت مع المنتخب المصري في عدة بطولات، وحصدت عددا من الألقاب الفردية على المستوى القاري وكذلك على مستوى الدوري الفرنسي بعد احترافها في نيس.