سر قوة مصر الناعمة مع فتاة في كينيا
03:27 - 14 فبراير 202160 دقيقة استثنائية عاشتها الشابة المصرية سارة الأمين خلال تكريمها من السفيرة نبيلة مكرم، وزير الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نظرا لإسهاماتها المجتمعية والإنسانية داخل القارة السمراء من خلال مشروعها "إفريقيا السعيدة".
ومنحت مكرم درع "التاء المربوطة" إلى سارة خلال لقاء جمع بينهما، مُشيدة بالدور الذي تقدمه في مجال المجتمع المدني وخدمة المناطق الأكثر احتياجا بإفريقيا خاصة بدولة كينيا، لتصبح خير مثال على قوة مصر الناعمة في الخارج، وفقا لبيان رسمي لوزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج.
وتقول الأمين التي جاءت إلى القاهرة لحضور التكريم في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية": "تكريمي من بلدي حلم جميل، لم أصدق حينما التقيت وزير الهجرة وإشادتها بما حققناه من خطوات في كينيا، غمرتني برسائل الدعم والمساندة لاستكمال مشروعي بإفريقيا".
كانت الفتاة المصرية قد سافرت إلى كينيا في شتاء عام 2018 لقضاء إجازة في العاصمة نيروبي، أرادت زيارة أماكن غير سياحية ضمن جولاتها فانطلقت إلى منطقة " كيبيرا" أكبر حي عشوائي في شرق إفريقيا، وعندما وطئت أقدامها المكان شعرت بضرورة التدخل لمساعدة الأهالي والأطفال.
كيف نحول أفكارنا الإيجابية إلى حقيقة؟
تضيف الأمين لموقع "سكاي نيوز عربية": "عند رؤيتي للأوضاع السيئة في (كيبيرا) من منازل بسيطة وانتشار الأمراض وندرة التعليم، قررت العودة من جديدة إليهم، إرسال المساعدات المادية لا يكفي، لابد من العمل بينهم لإحداث تغيير".
غادرت الفتاة المصرية نيروبي لكن سرعان ما استقرت بها مرة ثانية في نهاية 2018، لتتعرف عن قرب على باقي المناطق الأكثر احتياجا في كينيا، بحسب حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" والوقوف على أبرز المشاكل التي يعاني منها البسطاء، مثل الافتقار للمياة النظيفة ورعاية المرضى والحاجة الماسة للمدارس في المناطق النائية.
وتوضح مؤسسة مشروع "إفريقيا السعيدة" انخراطها في وضع خطة للأولويات قائلة: "عملنا في البداية على حفر آبار عدة في القرى التي تحتاج إلى المياة، كنا نلتقي مساهمات من المصريين داخل كينيا والقاهرة، ونجحنا خلال عامين في تنفيذ عشرات الآبار وسط فرحة الأهالي".
تعتقد الأمين أنها وجدت ضالتها في الحياة، وهي السعي وراء خدمة المجتمع وتوفير سبل العيش الكريم للمحتاجين، باتت صديقة للجميع، مصدر البهجة لدى أطفال الأحياء الفقيرة في كينيا، خاصة بعد تدشين مشروعها بصورة رسمية والتوجه إلى تقديم مساعدات طبية بالتعاون مع أطباء مصريين في نيروبي.
وتسترسل الفتاة المصرية لموقع "سكاي نيوز عربية": "أجرينا العديد من العمليات الجراحية لإنقاذ أرواح أطفال عانوا من إصابات بالغة في أجسادهم، بمشاركة أطباء من مصر رفضوا الحصول على أجر مقابل عملهم، عادت الابتسامة مرة ثانية إلى وجوه المرضى بعد نجاح التجربة".
لمست الأمين المعاناة المفروضة على العمالة غير المستقرة في كينيا خلال تفشي فيروس كورونا المستجد، إذ تخطت أعداد الإصابات حتى الآن 102 ألف حالة بحسب وزارة الصحة الكينية، لذلك اقترحت الشابة المصرية تنفيذ برامج إطعام خلال الموجة الأولى والثانية للوباء على المتضررين من توقف أعمالهم وجرى توزيعها داخل العديد من القرى الفقيرة.
وتردف الشابة العشرينية لموقع "سكاي نيوز عربية": "نسعى خلال الفترة الأخيرة إلى إنشاء أول مدرسة مصرية على أراضي كينيا حتى نتمكن من توفير فرص تعليم جيدة إلى الأطفال الذين لا يملكون القدرة على تكاليف الدراسة، خاصة الأيتام، لدينا طموح عالي لتحقيق الأمر قريبا".
وتنوي مؤسسة مشروع "إفريقيا السعيدة" تدشين مقر جديد في القاهرة ليصبح شرارة انطلاق دعم لجميع دول القارة السمراء، مؤكدة لموقع "سكاي نيوز عربية" أن العمل مستمر في كينيا وإلى جواره هناك خطة لتكرار التجربة في عدد من البلاد الأخرى.
وتختتم الأمين حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" بينما تحمل درع "بالتاء المربوطة" قائلة: "الحصول على درع من الحكومة المصرية ضخ مزيد من الحماس داخلي، لأنها مسؤولية كبيرة صارت على عاتقي أرغب الآن في تنفيذ أضعاف ما حققناه، خاصة مع وعود وزيرة الهجرة بدعمنا وفق الإمكانيات المتاحة".