رائدة فضاء أميركية: الإمارات تلهم العقول وتصنع الحالمين
05:59 - 11 فبراير 2021قالت أنيما سابال، مدير مختبر محاكاة المركبات الفضائية أوريون، بمركز لندون بي جونسون، التابع لوكالة ناسا، إن نجاح مهمة مسبار الأمل تعد إنجازًا مذهلًا من قبل منظمة فضاء حديثة النشأة نسبيًا، مثل وكالة الفضاء الإماراتية، خاصة أنها المركبة الفضائية الأولى التي تطلقها وتنجح في وضعها مدار المريخ.
وتضيف في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية": "تهانينا لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولكل مهندس عمل في هذه المهمة" مشيرة إلى أنه هذه المهمة سوف تلهم مئات العقول الشابة، وتخلق فئة جديدة من الحالمين داخل الإمارات العربية المتحدة.
وعن رأيها في مهمة مسبار الأمل تقول أنيما الأميركية من أصول هندية، إن المسبار يسد الفجوات في معرفتنا بغلاف المريخ، ويساعدنا على فهم الأسباب الكامنة وراء فقدان الأكسجين والهيدروجين من الغلاف الجوي للمريخ إلى الفضاء، موضحة أن البشرية لم تكن تحصل فيما سبق على رؤية كاملة للكوكب.
آمال معقود على مسبار الأمل
"سيكون مسبار الأمل أقرب قمر صناعي يصل إلى الكوكب على بعد 20000 كيلومتر، وسيسمح ذلك بالحصول على صورة كاملة ووضع خريطة شاملة للغلاف الجوي لكوكب المريخ، ويمكن أن نقول أنه أول قمر اصطناعي حقيقي على كوكب المريخ مختص بدراسة الغلاف الجوي".
من الخيال إلى الحقيقة.. سنعيش على كوكب آخر
وتضيف أنيما أن المختصين يعتقدون أن المريخ كان له غلاف جوي، وغلاف مغناطيسي، وكان به أنهار وجداول وبحيرات ومحيطات مائية على سطحه. "لقد حاولنا فهم ما حدث لكل ذلك، نحن نعلم بالفعل أن الغلاف الجوي للمريخ يسرب الأكسجين والهيدروجين إلى الفضاء منذ آلاف السنين. لماذا يحدث هذا؟"
وتوضح: "هناك أسئلة مثل هذه نحتاج إلى إجابات عنها، ومسبار الأمل يعطينا الأمل في العثور على تلك الإجابات، حيث ستدرس الأجهزة الموجودة على متن المركبة الفضائية طبقات الغلاف الجوي للمريخ وتجمع البيانات لمساعدتنا في الإجابة على هذه الأسئلة".
وتشير عالمة الفضاء إلى أن أفضل شيء تراه في هذه المهمة، هو أن جميع البيانات التي تجمعها من البعثة ستكون في متناول الجامعات والمؤسسات البحثية في جميع أنحاء العالم!
وعلى حسب وصفها، فروح تبادل المعرفة هذه هي المطلوبة اليوم لكي تصبح البشرية حقًا كائنات ترتاد الفضاء، وحتى تتمكن من العيش على القمر والمريخ ومن ثم الوصول إلى نظامنا الشمسي وما بعده.
"يسعدني أن أرى وكالة الفضاء الإماراتية تؤمن مثل وكالة ناسا، بضرورة مشاركة بياناتها وتعزيز التعاون".
مصدر إلهام
وترى رائدة الفضاء الأميركية، أنها تخلط بين ما فعلته الإمارات في مهمة مسبار الأمل، وتحدياتها الشخصية، ونشأتها في الهند عندما كانت صغيرة وتحلم أن تصبح رائدة فضاء؛ حيث اجتياز الكثير من العقبات على الطريق، لجعل المستحيل ممكنًا.
ما فعلته الإمارات هو بمثابة إشعال عقول الشباب ليس فقط في الإمارات العربية المتحدة، ولكن في جميع البلدان في هذا الجزء من العالم، وسوف تعلمهم الحلم، والعمل الجاد للسعي وتحقيق أحلامهم، وسيمنحهم أهدافًا جديدة للتركيز عليها.
"ستخلق علماء جددًا، وستزيد من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتعطي اتجاهًا جديدًا للصغار والكبار على حد سواء".
وتختم رائدة الفضاء الأميركية حديثها لموقع سكاي ينوز عربية مؤكدة أن البيانات الواردة من مسبار الأمل ستفتح أبوابًا للتعاون، وستكون الإمارات العربية المتحدة قدوة للعالم، لما يمكن أن يُحققه التآخي الإنساني من خلال التعاون.
"أعتقد أن هذا النوع من التعاون بين وكالات الفضاء في جميع أنحاء العالم هو الذي يجب أن تركز عليه البشرية لأن هذا هو ما سيساعدنا على التقدم، وجعل كوكبنا مكانًا أفضل، كما يساعدنا على تطوير تقنيات جديدة للسفر بشكل أسرع أبعد من مجموعتنا الشمسية، واستكشاف عوالم جديدة، وفعل كل ما في وسعنا من أجل رفاهية جنسنا البشري".