أيزيديات ناجيات من قبضة داعش يكشفن أهوال السبي
23:20 - 09 فبراير 2021"كنت أتعرض للاغتصاب أكثر من 7 مرات يوميا، أنا وغيري من الفتيات، حتى أن بعضهن فضلن الانتحار على البقاء في قبضة هذا التنظيم الإرهابي"، هكذا تحدثت فتاة أيزيدية تحررت من تنظيم داعش الإرهابي بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
الفتاة الأيزيدية التي تدعى نجلاء سعيد، تحدثت خلال مراسم تأبين دفن رفات 104 أيزيديين عراقيين قضوا في مجزرة قرية "كوجو" التابعة لقضاء سنجار شمال غربي العراق على يد تنظيم داعش عام 2014.
وكان "البيت الأيزيدي" (الجهة الرسمية التي تمثل الأيزيديين) في إقليم الجزيرة شمال شرقي سوريا، أعلنت في 24 يناير الماضي، استلامه نجلاء، بعد فرارها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي شمالي سوريا.
نجلاء الشابة التي تبلغ 24 عاما وتنحدر من قرية تل قصب، تروي لـ "سكاي نيوز عربية"، تفاصيل اختطافها وشقيقتها على يد إرهابيي داعش حيث احتلوا قريتها وتمددوا في بقية ريف سنجار (شنكال) وأجبروا الضحايا الأيزيديين الهاربين من بطشهم على الاحتماء بالجبال.
زوجة لـ"أمير داعشي"
عبر دروب وعرة سلكتها حافلات مكتظة بالضحايا الأيزديين من النساء والأطفال أقلتهم من بعاج العراقية، انتهى المطاف بالفتاة نجلاء كغيرها من الأيزبديات، "سبية" في أسواق النخاسة التي انتعشت في الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش في الرقة السورية قبل 6 سنوات.
تقول نجلاء لـ"سكاي نيوز عربية" إن مسؤولي سوق الرقيق فرقوا النساء والفتيات بحسب أعمارهن و"جمال" أجسادهن، تحضيراً لبيعهن في السوق.
وأضافت: "الصغيرات الجميلات كن من نصيب الأمراء والبارزين في تنظيم داعش"، وتابعت: "كانت الواحدة منا تغتصب في الليلة الواحدة أكثر من 7 مرات وأكثر والعديد من البنات فضلن الانتحار على البقاء في يدي التنظيم الذي عرض أجسادنا للبيع ".
تم تسجيل نجلاء في قائمة السبايا الجميلات اللواتي قدمن كهدايا لأمراء التنظيم الإرهابي، فاتخذها مالكها العراقي الذي أسمته بـ"خلف جميل"، وكان يشغل منصب أمير للتنظيم في سوريا، قبل أن يفقد رتبته ويصبح مقاتلاً عاديا في صفوف داعش.
تنقلت الفتاة الأيزيدية بين بلدات ريف دير الزور مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية، وبإسناد جوي من التحالف الدولي بتطهير تلك المناطق من داعش، وقالت إن زوجها الداعشي قتل في معارك الباغوز، وانتقلت مع عائلته للعيش في حي غويران بريف مدينة الحسكة.
تمكنت نجلاء من العثور على عائلها عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث وجدت صفحة شقيقتها التي تحررت من مخيم الهول العام الماضي.
وأشار الناشط الأيزيدي عدنان كالو، عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي ومحرر المختطفين الأيزيديين لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن: "شقيقة نجلاء الموجودة في كردستان العراق تواصلت معي وأبلغتني عن وجود شقيقتها في حي غويران"، وتم التحرك لتوصيلها إلى ذويها، وذلك السبت الماضي الموافق 6 فبراير الجاري.
وأعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن بلاده تسلمت من الجانب السوري ناجيتين أيزيديتين عبر منفذ ربيعة الحدودي، وهما الناجية نجلاء سعيد إسماعيل المندكان، وعاصمه جاسم خضر الجركان، بحضور ممثلين عن جميع الوكالات الأمنية".
المأساة مستمرة
وفي آخر حصيلة أعلنها مكتب إنقاذ المختطفين الأيزيديين، العام الماضي، واعتمدتها الأمم المتحدة، كان عدد الأيزيديين في العراق نحو 550 ألف نسمة، وبلغ عدد النازحين جراء هجوم داعش منذ الثالث من أغسطس 2014، نحو 360 ألفاً.
أما المختطفون، بحسب الحصيلة، فوصل عددهم إلى 6417، فيما وصل عدد القتلى في الأيام الأولى من الهجوم إلى 1293 قتيلاً.
وصلت عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الآن إلى 81 مقبرة، إضافة إلى عشرات المقابر الفردية، فيما فجر داعش 68 مزاراً ومرقداً دينياً.
وما زالت عمليات البحث عن المفقودين والمختطفين الأيزيديين مستمرة داخل سوريا والعراق منذ هزيمة التنظيم.