عقار الهرم المشتعل.. كيف تحول حادث بسيط إلى كابوس مرعب؟
03:26 - 02 فبراير 2021على مدار ساعات طويلة كان عقار مشتعل في حي الهرم حديث المصريين، نظرا لقربه من الطريق الدائري الذي يعتمد عليه غالبية المواطنين في التحرك والتنقل بين مناطق العاصمة، غير أن هذا الطريق ظل مغلقا لساعات طويلة بسبب الحريق الذي التهم برجا مكونا من 13 طابقا.
ومنذ عصر السبت الماضي بدأت قوات الحماية المدنية المصرية جهودها لاحتواء الحريق، غير أن تصاعد ألسنة اللهب داخل المخزن والمصنع الموجودين أسفل البرج جعل السيطرة على النيران عسيرا، ليمتد الحريق على مدار 3 أيام وأكثر.
العقار المشتعل يضم 13 طابقا على مساحة ألف متر، ويحتوي على 108 وحدات سكنية، من بينها 15 شقة فقط تقريبا مأهولة بالسكان، فيما تضم الأدوار الأرضي والأول والثاني مصنعا ومخزنا للأحذية.
أحد سكان العقار ويدعى "بدر.ط" يحكي لموقع "سكاي نيوز عربية" تفاصيل لحظات الرعب، قائلا: "الحريق بدأ بسيطا أسفل العقار وكنا نراه ونحن في الأدوار العليا متصورين أن الأمر سينتهي في وقت قصير، غير أنه بعد مجيء قوات الحماية المدنية وتصاعد ألسنة اللهب أكثر وأكثر كان لزاما ترك البيت سريعا".
وأكد بدر أنه بعد وقت قصير من الحريق "سمع دوي انفجار كبير في الأسفل"، ليغادر مسرعا تاركا كل شيء في شقته، علما أن زوجته كانت في عملها وعندما قدمت رأت الكارثة.
وطالب بدر قوات الأمن والمسؤولين في الحي بالسماح له وللسكان الآخرين بالصعود إلى شققهم لإحضار متعلقاتهم ومستلزماتهم الشخصية وكل شئ يستطيعون النزول به، خاصة أن النيران بدأت تهدأ ولم يعد الوضع خطيرا كما كان في البداية.
وتتمركز أكثر من 5 سيارات إطفاء بمحيط المنطقة لمتابعة تطورات الحريق المستمرة، والتأكد من أن الأمور باتت تسير على ما يرام وخوفا من أن تعود النيران مرة أخرى، كما تم إخلاء العقارات المجاورة خوفا من وصول النيران إليها.
إحالة موظفين في الحي للتحقيق
وفي تصريحات تلفزيونية، أكد محافظ الجيزة أحمد راشد أن العقار المشتعل صادر بحقه قرار إزالة، لكن صاحبه تقدم بطلب تصالح وقوبل بالرفض، منوها أنه تم تحويل الموظفين والمهندسين والفنيين بحي كرداسة التابع له العقار إلى التحقيق لمعرفة كواليس تشييده.
وتابع المحافظ أنه تم إخلاء العقار المجاور للبرج المحترق وتم غلق 3 عقارات آخرى، مضيفا أنه "لن يكون أي تدخل مرة أخرى لإطفاء النيران، وسيتم الانتظار لأن تهدأ من نفسها".
عقار مخالف
في الوقت نفسه قال مدير الحماية المدنية الأسبق ممدوح عبد القادر لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "عقار الهرم المشتعل مخالف، ولا بد وأن يتم إزالته لأنه مبنى بالمخالفة للقوانين والإجراءات السليمة المتعارف عليها"، منوها أن "ما حدث في المبنى من أعمال لصد الحريق يجعله غير مطابق حاليا للمواصفات، ومن المفترض أن يصدر قرار بإزالته في القريب العاجل".
وتابع عبد القادر أن "ما قامت به قوات الحماية المدنية أمر إعجازي، لأن المبنى إنشائيا يحتوي على بدروم مصمت لا توجد به أي فتحات تهوية، بجانب أن جميع حوائطه من الخرسانة المسلحة التي يصعب التعامل معها".
وأضاف المسؤول السابق أن قوات الحماية المدنية اضطرت أيضا للاستعانة بمعدات ثقيلة لعمل فتحات تهوية، خاصة أن الحِمل الحراري الناتج عن الحريق في البداية كان مرتفعا للغاية، وكان لا بد من عمل الفتحات لكي يتم السيطرة على الحريق، غير أن "وجود مواد قابلة للاشتعال وجلود ومواد نظافة في المخزن جعل الحريق يزداد شيئا فشيئا، ويصعب السيطرة عليه على مدار أكثر من يومين".