لا يهم إن نفقت البهائم.. فيلم مغربي بالأمازيغية في الأوسكار
04:31 - 30 ديسمبر 2020اختارت الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها، المانحة لجوائز الأوسكار، الفيلم السينمائي المغربي القصير "لا يهم إن نفقت البهائم" الناطق بالأمازيغية، للمخرجة المغربية صوفيا العلوي، للمنافسة على جوائز الأوسكار لأفضل فيلم قصير لسنة 2021.
ويأتي هذا الاختيار، بعد فوز هذا الفيلم بالعديد من الجوائز منذ شهر يناير الماضي، أبرزها الجائزة الكبرى للجنة تحكيم مهرجان "سندانس"، المهرجان الأميركي المرموق الذي يعد أحد أهم المهرجانات السينمائية المستقلة في العالم، ليكون بذلك أول عمل سينمائي مغربي قصير يتنافس على جوائز الأوسكار في دورة 2021.
وبعد مهرجان "سندانس"، شارك هذا الفيلم القصير في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بكليرمون فيراند (فبراير- 2020)، أكبر موعد للفيلم القصير في العالم، قبل أن يشارك في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة (مارس 2020)، ثم في المهرجان الدولي للفيلم القصير بساو باولو (أغسطس 2020)، والمهرجان الدولي للفيلم الفرانكفوني لنامير (أكتوبر 2020).
وفيلم "Qu'importe si les bêtes meurent" "لا يهم إن نفقت البهائم"، إنتاج مشترك بين المغرب وفرنسا، لمخرجته المغربية الشابة صوفيا علوي (29 سنة)، التي كتبت السيناريو الخاص به أيضا، وساهمت في إنتاجه عبر شركتها "جيانغو أفلام" التي أسستها منذ ثلاث سنوات بالمغرب.
الحب في الميثولوجيا الأمازيغية..الأرض والأم أولا!
لم تختر المخرجة صوفيا علوي ممثلين معروفين لفيلمها التخيلي القصير) 23 دقيقة(، بل اختارت سكان منطقة إملشيل الأمازيغ بالأطلس الكبير، وبعض سكان المنطقة، ليكون الفيلم حيا، وتنقل فيه ما يعتمل بداخلها من أسئلة الحياة والوجود.
ويحكي الفيلم باللغة الأمازيغية، كما جاء في بيان خاص به: "قصة عبد الله الشاب الراعي ووالده اللذين يشهدان نفوق ماشيتهما في أعالي جبال الأطلس، ونتيجة لذلك يذهب عبد الله إلى قرية مجاورة لاقتناء العلف قبل أن يكتشف بأنها هُجرت بسبب حدث غامض".
وتقول المخرجة في تصريح لـ "سكاي نيوز عربية"، إنه بعد إنجازها للعديد من الأشرطة الوثائقية والقصيرة، اختارت أن تسائل المجتمع المغربي من منظور النوع، مع اختيار ما هو غرائبي، ويتعلق الأمر بالكائنات الفضائية، التي تشغل تفكيرها دائما، وتضيف "أنا مفتونة بالعالم الآخر، وبتفكيك المعتقدات والأفكار التي يحبل بها مجتمعنا المغربي، لهذا اخترت الأطلس لصفائه وسحره، وسكانه المتفاعلين حد الانبهار بالسينما، لأسائل من خلالهم، ومن خلال الخوف الذي يسكننا من العالم الآخر، المجتمع والعالم بكل حرية واستقلالية، ولهذا تساءلت بلغة سينمائية تمزج بين الشاعرية والغرابة، عن علاقة العقيدة باليقين وبالشك".
وتضيف المخرجة الشابة أنها تؤمن بالسينما المستقلة إلى أبعد الحدود، وتستمتع بصنع أفلام تتمحور حول الخيال، وتدافع عنها، رافضة كل الصور النمطية التي تقدمها بعض الإنتاجات السينمائية المغربية، قائلة: "بعد كل الجوائز والتشجيع والدعم الذي حظي به هذا الفيلم، وخاصة جائزة "سندانس"، تأكد لي أن أنني أسير في الاتجاه الصحيح، وأنه بإمكاني تقديم سينما النوع التي أحلم بها وأدافع عنها، هنا في المغرب".
وعن الدعم الذي تحصل عليه فيلمها، تقول المخرجة لـ "سكاي نيوز عربية" إن الدعم الحقيقي الأول كان من طرف "المركز السينمائي المغربي"، الذي استوعبت لجنة دعم الإنتاج فيه أبعاد الفيلم ونوعيته، وبعدها حصلت بسهولة من فرنسا على الدعم، لأنهم "معتادون على سينما النوع، ويحبون المغامرة، ولهذا كان تتويج هذا الفيلم مفخرة للتعاون السينمائي المشترك بين المغرب وفرنسا".
وحول مجازفتها باختيار أناس عاديين لم يطلعوا على السيناريو، وليس ممثلين محترفين، توضح المخرجة بأنه "اختيار صعب، وتجربة ومهارة اكتسبتها من اشتغالي على الشريط الوثائقي، فبعد زيارات قمت بها لقرى عديدة بالمغرب، وجدت المواصفات التي أرغب فيها في "إملشيل" بضوئها وجغرافيتها وساكنتها، بل وحتى في شخص مجنون بالقرية، فكانت المكان المثالي والساحر لفيلمي".
ومن المفارقات العجيبة، هو أن هذا الفيلم لم يحصل على أي جائزة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في شهر مارس الماضي، رغم الإشادة الكبيرة التي حظي بها من طرف النقاد والمتبعين للسينما المغربية.
وإلى جانب هذا الفيلم، يحضر المغرب في جوائز الأوسكار بالشريط "معجزة القديس المجهول"، للمخرج علاء الدين الجم لتمثيل المغرب في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وهو الفيلم الذي رشحه "المركز السينمائي المغربي". ويتناول الفيلم قصة لص يختبئ في الجبال بعد أن سرق مبلغا ماليا كبيرا، قام بدفنه في مكان آمن بمنطقة صحراوية، وأقام عليه بناء على شكل قبر، قبل أن يقع في يد الشرطة، لكن الأمور تأخذ بعدا آخر عندما يخرج من السجن ويكتشف أن القبر تحول إلى ضريح يزوره العديد من المرضى طلبا للشفاء.
وينضم "معجزة القديس المجهول" إلى الأفلام العربية التي رشحتها بلادها للمنافسة على الجائزة ذاتها، ومنها: "ستموت في العشرين" من السودان، و"200 متر" من الأردن، و"غزة مونامور" من فلسطين، وفيلم "لما بنتولد" من مصر.