ظفر بـ"ذهبيتين".. مصري يهزم التنمر ويحقق أحلامه المؤجلة
01:21 - 27 ديسمبر 2020شاب مصري في مقتبل العمر، يحلم مثل كل أقرانه، لكن ثمة ما يعكر صفو هذه الأحلام أحيانًا، وليس أصعب على الإنسان من أن يعيش مختلفًا وسط الناس بأحلام مؤجلة أو ربما مستحيلة، بينما تلاحقه كلمات التنمر القاسية.
أحمد عبد الناصر شريف، شاب في السابعة عشرة من عمره، يعاني قصر القامة أو "التقزم"، عاش حياة مأساوية فيما مضى، تلاحقه نظرات، أكثرها رحمة، تتعاطف معه، إن لم تنل منه سهام التنمر، قبل أن تتغير حياته منذ عام واحد فقط، ويصبح بطلًا للجمهورية، ويفوز بميداليتين ذهبيتين قبل أيام.
وبحسب موقع "ميديكال نيوز توداي" فإن معظم حالات التقزم غير الناتجة عن مشكلات مرضية تعد أمرا طبيعيا، حيث يتمتع فيها الطفل بصحة جيدة، وينمو بمعدل طبيعي، كما أن مستوى الذكاء لا يتأثر، وقد لا يكون هناك أسباب معروف للتقزم، لكن قد يكون له علاقة بأسباب جينية.
بداية المشوار
ويروي أحمد شريف لموقع سكاي نيوز عربية معاناته مع "التقزم"، وبداية رحلته نحو البطولات، فيقول: "دائمًا ما كنت أعاني من التنمر في كل مكان أذهب إليه، حتى أنني قررت ألا أخرج من البيت أبدًا، إلا أن والدتي كان لديها إصرار كبير لإثبات نفسي وسط الناس، وهو ما دفعني لتغيير مسار حياتي".
محمد رشوان.. بطل أولمبي ألهم العالم بأخلاقه
ويتابع: "جاءت الفرصة أمامي عندما علمت أمي بشأن منتخب قصار القامة، وذهبت بصحبة والدي إلى الكابتن محمد القاضي أحد أبناء قريتي شباس الشهداء (بمحافظة كفر الشيخ شمالي مصر)، وكان له الفضل بأن تواصل مع أحد مسؤولي منتخب قصار القامة ومن هنا بدأت رحلتي مع أحلامي في عام 2019".
ويحكي شريف عن تعلقه برياضة كرة القدم منذ طفولته، فكانت ممارسته الأولى لهذه اللعبة منذ كان عمره سبع سنوات، إذ كان معتادا على ممارسة اللعبة مع أشخاص عاديين، لذا كانت صدمته عندما انضم لمنتخب قصار القامة، لكن سرعان ما تقبل الأمر وشعر بسعادة وارتياح كبير، على حد وصفه.
بطولة الجمهورية
لم يكتف شريف بممارسة لعبة جماعية مثل كرة القدم، لكنه قرر خوض غمار الألعاب الفردية، ومارس ألعاب القوى بعد أن لاحظ تناسق جسده العضلي، ليبدأ التدريبات التي أهلته قادته لفوزه الثمين الذي استطاع اقتناصه منذ أيام.
هذه المسيرة القصيرة -أقل من العام- تُوجت بفوز شريف ببطولة الجمهورية والحصول على ميداليتين ذهبيتين، واحدة في سباق 100م رجال، والثانية في سباق رمي الرمح، ضمن بطولة ألعاب القوى للإعاقات الحركية للناشئين، التي تنظمها اللجنة البارالمبية المصرية التابعة لوزارة الشباب والرياضة.
ويقول شريف: "بعد الفوز ببطولة الجمهورية، وبمجرد مشاركة صورة لي على حسابي بموقع فيسبوك، فوجئت بحديث صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ونظرات التنمر تحولت إلى إعجاب وفخر، حتى أن أبناء بلدتي بدأوا يلتقطون الصور معي".
ويستطرد: "نجحت في تغيير نظرة الناس لي بنسبة كبيرة جدا، والفضل يعود لأمي التي دعمتني حتى أصل لهذه المرحلة.
أحلام الدراسة والعالمية
ويدرس أحمد شريف في الصف الثالث الثانوي، ويحلم بالالتحاق بكلية التربية الرياضية، لكن الشروط لا تنطبق عليه، حيث تشترط الكلية اللياقة البدنية، التي من بينها شرط الطول.
ووجه شريف النداء للمسؤولين لإلحاق قسم خاص بقصار القامة في كليات التربية الرياضية، لكنه أيضًا لم يستسلم لاستبعاده، فلديه تخصص بديل، حيث يرغب بدراسة التاريخ.
ويختم الرياضي المصري حديثه لموقع سكاي نيوز عربية بالقول: "أسعى للحفاظ على مداومة اللعب لمنتخب قصار القامة إلى جانب ممارسة ألعاب القوى، وأحلم بالوصول للعالمية، لكن أكثر حلم يراودني أن أصل يومًا ما لأن أكون مدرب لأحد الأندية الكبرى لكرة القدم".