لماذا تزايدت الهجمات الإلكترونية؟ وكيف نتجنبها؟
04:08 - 22 ديسمبر 2020يستمر ظهور التحديات في ظل التغييرات الجذرية التي طرأت على حياتنا في عام 2020، والتحول إلى العمل من المنازل بسبب جائحة كورونا، ومن بينها تفاقم عمليات القرصنة الإلكترونية، من خلال استغلال مخترقين ثغرات ناجمة عن دخول الموظفين عن بعد، إلى الأنظمة الإلكترونية لمؤسساتهم.
ويتيح العمل من المنازل للمهاجمين "فرصة أكبر للدخول عبر أجهزة الأفراد بهدف الوصول إلى أنظمة الشركات والمؤسسات الكبرى العاملة على الشبكات نفسها"، بحسب ما تقول كبيرة محرري التكنولوجيا في موقع بيزنس إنسايدر الأميركي، ليزا إديتشيكو، لموقع سكاي نيوز عربية.
نصائح لتجنب القرصنة
وتنصح إديتشيكو المستخدمين الذين يعملون من منازلهم، بـ"التنبه إلى أخطار القرصنة، من خلال تجنب استخدام كلمة السر ذاتها لوقت طويل، وتغييرها باستمرار واستخدام رموز معقدة يصعب تخمينها، إضافة إلى تحديث برامج الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية عندما تطلب مصادر موثوقة منك ذلك".
وتزداد التهديدات الناجمة عن "أخطاء غير مقصودة"، خلال عمل الموظفين عن بعد، إذ تكون الحدود غير واضحة بين معدات العمل والأجهزة الشخصية، بحسب إديتشيكو، و"يمكن لفعل بريء، مثل تصفح البريد الإلكتروني الشخصي على جهاز الشركة، أن تكون له عواقب وخيمة".
وتشدد الصحفية المختصة بالتكنولوجيا، على ضرورة "عدم فتح أي مرفقات في الرسائل الإلكترونية التي لا تعرف مصدرها، لأن ذلك قد يعرض بياناتك وبيانات الجهة التي تعمل لديها، للخطر".
وأصبحت برامج القرصنة التي تطالب الضحايا بدفع فدية، هي الأداة المفضلة لمجرمي الإنترنت، ومن المرجح تزايد هذه الهجمات، مع تحول التهديد من الاكتفاء بسرقة البيانات، إلى نشرها للعلن، وتنصح إديتشيكو بـ"الاستعداد الدائم للهجمات الإلكترونية، واعتماد خطط بديلة لتقليل آثار القرصنة في حال وقوعها".
18 ألف شركة
ويمثل الأمر مصدر قلق خاص للعاملين في القطاع العام، إذ تستفيد برامج الفدية، مما يسمى "الابتزاز المزدوج"، حيث تتم سرقة البيانات الشخصية لعدد هائل من الأفراد قبل تشفيرها، وحتى إذا تم دفع فدية، فليس هناك ما يضمن أن القراصنة لن يقوموا لاحقا باستغلال البيانات المسروقة لتحقيق أرباح.
وقد بدأ الهجوم في مارس الماضي، عندما استغل قراصنة تحديثا لبرنامج طورته شركة "سولار ويندز" الواقعة في ولاية تكساس، وتقول إديتشيكو إن نحو "18 ألف شركة استعملت تحديث البرنامج، الذي يحتوي البرمجيات الخبيثة، مما يعني أن عددا هائلا من المؤسسات تأثر بحملة القرصنة".
موقف واشنطن
ويبحث فريق الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، في عدة خيارات لمعاقبة روسيا على دورها في عملية القرصنة غير المسبوقة لوكالات ومؤسسات حكومية أميركية بمجرد توليه منصبه، وفق ما نقلت رويترز عن مصدر مطلع.
وعندما سئل عن كيفية تعامله مع الاختراق الذي تقوده روسيا، أجاب بايدن في مقابلة أذيعت على شبكة "سي بي إس"، الخميس، بكلمة واحدة "سيحاسبون"، متعهدا بفرض عقوبات مالية على الأفراد والكيانات.
واعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقرصنة، السبت، بعد عدة أيام من اكتشافها، لكنه قلل من أهميتها، وقال عبر تويتر، إن قضية القرصنة الإلكترونية ليست ضخمة كما تدّعي ما وصفها "وسائل الإعلام المزيف"، وتساءل عما إذا كانت الصين وراء الهجوم الإلكتروني.