الانقلاب الشتوي.. الشمس تشرق على معبد قصر قارون والكرنك
07:14 - 20 ديسمبر 2020تشهد محافظتا الأقصر والفيوم جنوبي مصر، الاثنين ظاهرة فلكية، تؤكد ريادة القدماء المصريين في العلوم الفلكية، حيث تشرق أشعة الشمس على المحور الرئيسي لمعابد الكرنك بالأقصر، وقدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، تزامنا مع يوم الانقلاب الشتوي "21 ديسمبر"، الذي يعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أش أ، إن زوار معابد الكرنك سيتمكنون في حوالي الساعة السادسة و31 دقيقة بالتوقيت المحلي صباح الاثنين، مع بداية شروق الشمس، من رؤية قرص الشمس بلونه الذهبي، وهو يتوسط البوابة الشرقية، والتي تقع على المحور الرئيسي له، وعقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالكرنك (الفناء المفتوح، صالة الأعمدة، وقدس أقداس الإله آمون)، وتنتشر بداخلها عند منتصف النهار، ويمكن مشاهدة قرص الشمس بألوانه المختلفة من خارج وداخل المعبد.
المسلات.. كتلة من الأسرار المنتصبة
وبحسب، أ ش أ، فستشرق الشمس في حوالي الساعة السادسة و46 دقيقة صباحا، على قدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم، ، الذي كرس لعبادة الإله سوبك "الإله ذو رأس التمساح".
لعنة الفراعنة.. هل مازالت تلاحقنا؟
وستتعامد الشمس أولا على قرص الشمس المجنح على مدخل المعبد، ثم تتعامد على المقصورة الوسطى والمقصورة اليمنى، ولكنها لا تتعامد على المقصورة اليسرى وربما يكون التعامد على تمثال الإله في المقصورة اليمنى وعلى المركب في المقصورة الوسطى، ولا تقترب الشمس من مومياء التمساح التي تمثل إله التمساح سوبك، لأن المومياء المفترض أنها في العالم الآخر المظلم.
ويقع معبد قصر قارون جنوب غرب بحيرة قارون، ويبعد عن مدينة الفيوم بحوالي 50 كيلومترا، ويرجع تاريخه إلى العصر البطلمي، ويقع ضمن مدينة "ديونيسوس"، والتي تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد.
ويتكون المعبد من صالتين تؤديان إلى قدس الأقداس، وهو عبارة عن 3 مقاصير، وكان يوضع القارب المقدس في المقصورة الوسطى وعلى المقصورتين الجانبيتين كانا يوضع بها تماثيل للآلهة.
وظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية تؤكد دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما في معبد أبوسمبل الكبير بأسوان، والذي يسجل فيه التعامد بدء فصلي الزراعة والحصاد.
ومن المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللاحركة، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، ولذلك كان من الضروري توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة، خاصة في فصل الشتاء، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.