في أميركا.. لقاح كورونا متوفر ومواطنون يرفضون
12:12 - 15 ديسمبر 2020انطلقت حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد في ولاية فلوريدا الأميركية، من مقاطعة ميامي جنوبي الولاية، حيث ذهبت الجرعة الأولى إلى ذراع طبيب مركز الرعاية الحرجة أهارون ساريلي في مستشفى "ميموريال".
أهارون ساريلي الذي بدا سعيدا بوصول جرعة الأمل الأولى إلى الولاية، قال: "لي الشرف أن أكون أول من يتلقى اللقاح. لقد كانت الأقنعة والتباعد الاجتماعي السلاح الوحيد لدينا حتى هذا الوقت، لكن من الآن فصاعدا، لدينا فرصة لتغيير مسار هذا الفيروس باللقاح".
وصول اللقاح أتى في الوقت الذي تدخل فيه الولايات المتحدة أحلك شهور الوباء حتى الآن، حيث تجاوز عدد الوفيات 300 ألف حالة.
أما في ولاية فلوريدا، التي تسجل ما يزيد عن 10 آلاف إصابة يوميا، فقد شهدت أكثر من 20 ألف حالة وفاة جراء الفيروس حتى الساعة.
وسبق تلقي الدكتور ساريلي الجرعة، اجتماعا لكبار المسؤولين في شبكة المستشفيات في جنوب الولاية، للحديث عن الإنجاز المتمثل بهذا اللقاح الضروري في هذه المرحلة الخطرة من عمر الفيروس، وكيفية توزيعه، في حين سلمت شاحنات "فيدكس" (Fedex) جرعات من لقاح شركتي فايزر وبيونتيك، الذي يأمل الكثيرون أن يوقف انتشار الوباء بحلول فصل الصيف من العام المقبل.
المديرة التنفيذية لقسم التمريض في مستشفيات "ميموريال"، ماغي هينسون، قالت: "يوجد اليوم بصيص أمل جديد بالنسبة لنا، وتحديدا للعاملين في الصفوف الأمامية من مقدمي الرعاية السريرية، الذين يكافحون الجائحة كل يوم".
وأضافت: "لقد كان الأمر مرهقًا للغاية، مهنيا وشخصيا بالنسبة لهم، خلال الأشهر التسعة الماضية".
حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، تحدث، الاثنين، في مستشفى "تامبا" العام، معتبرا أن اللقاح "إنجاز تاريخي وقد يكون قادرا على تغيير قواعد اللعبة، لذا يجب أن نكون متفائلين بما يمكن أن يحدث بعد اللقاح".
استطلاع جديد حول اللقاح
ووفقا لاستطلاع جديد أجرته شركة "إبسوس" بالشراكة مع "إيه بي سي نيوز"، فإن 8 من كل 10 أميركيين قالوا إنهم سيتلقون اللقاح، لكن 40 بالمئة منهم فقط أكدوا أنهم سيأخذونه بمجرد توفره لهم.
فيما قال 44 بالمئة منهم، إنهم "سينتظرون قليلا" قبل تلقيه. وفي الاستطلاع قال 15 بالمئة فقط إنهم سيرفضون اللقاح تماما.
نسبة الأميركيين الراغبين في أخذ اللقاح تنخفض بشكل حاد وفقًا للخطوط الديموغرافية، لا سيما حسب الفئة العمرية ومستوى التعليم.
7 بالمئة فقط من الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما يرفضون تلقي اللقاح، فيما ترتفع النسبة إلى 20 بالمئة بين الشباب من عمر 18 إلى 29 عاما.
وبين أولئك الذين أصيبوا بالوباء، فإن 45 بالمئة قالوا إنهم على استعداد لتلقي اللقاح "الآن"، أما بين الأميركيين الذين لم يصابوا بالفيروس من قبل أو لا يعرفون شخصا مصابا، فإن 30 بالمئة منهم قالوا إنهم على استعداد لتلقيه.
وبدا أن الأميركيين الحاصلين على مستويات تعليمية عالية، هم الأكثر استعدادا للقاح، من أولئك الذين لديهم مستوى تعليمي أقل.
9 من كل 10 أميركيين حاصلين على درجة البكالوريوس على الأقل يرغبون في الحصول على لقاح، بينما يقول 80 بالمئة من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو أقل الشيء نفسه.
وبدا أن الأحزاب تلعب دورا مهما في التأثير على نظرة الأميركيين للقاح، إذ أن 26 بالمئة من المنتمين للحزب الجمهوري يرفضون تلقي لقاح الفيروس تماما، فيما رفضه فقط 6 بالمئة من الديمقراطيين، و14 بالمئة من المستقلين.
وقام موقع "سكاي نيوز عربية"، بطرح السؤال على مجموعة من المواطنين الأميركيين، للتعرف على مدى استعدادهم لتلقي اللقاح، الذي من الممكن أن يصبح متوفرا للجميع في وقت قصير.
وقالت الطبيبة باتريشيا ألفاريز، وهي أميركية من أصول كولومبية: "هذا اللقاح آمن وفعال ويساعد على منع انتشار الفيروس، والأطباء عليهم واجب أخلاقي في الحصول على التطعيم".
وتابعت: "يمكن للأطباء وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يرفضون التحصين باللقاح، دون سبب طبي مقنع، أن يشكلوا خطرا طبيا على المرضى أو على زملائهم. وهذا اللقاح أثبت فعاليته، لذا لا أجد أي مانع في تلقيه".
أما زميلتها الطبيبة الأميركية من أصول فلسطينية، أريج محمد، فترفض تلقي اللقاح بمرحلته الأولى، وتؤكد أنها ستنتظر حتى خروج إحصائيات جديدة تثبت مدى فعاليته، خصوصا وأنه حتى الآن لم يتم إعطاء معلومات دقيقة حول ما إذا كان الأشخاص الذين سيتم تطعيمهم، من الممكن أن يصابوا بالعدوى دون ظهور أعراض، وبالتالي نقل الوباء لأشخاص لم يتم تطعيمهم.
وتساءلت محمد أيضا عما إذا سيتم تطوير اللقاح في حال طور الفيروس نفسه، وبالتالي يفقد اللقاح الحالي فعاليته، وتابعت: "السؤال الأهم هو ما مدى استمرارية المناعة"؟!
وسيكون اللقاح متوفرا بالمجان لكل المواطنين الأميركيين فوق سن الـ16 عاما، لكن على الأرجح فإنه لن يكون بمتناول الجميع قبل فصل الربيع، هذا ما قالته ساندرا ألبريشت، وهي أستاذة في علم الأوبئة في جامعة كولومبيا.
وأكدت أبريشت أيضا أنه من المرجح أن تتم الموافقة على لقاح آخر من شركة "موديرنا"، أظهر فعالية بنسبة 94.5 بالمئة في الحماية من "كوفيد-19"، بعد الحصول على إذن عقب اجتماع اللجنة الاستشارية، المقرر الخميس المقبل.
حجر كورونا الصحي.. أنت أسعد حظاً من أسلافك