مصر.. عقوبات منتظرة بعد واقعة "رمي الأموال من الشرفة"
19:08 - 09 ديسمبر 2020"أراد أن يكون مشهورا"، هذا ما توصلت إليه السلطات المصرية عن مهندس متقاعد ألقى أوراقا نقدية على المارة، وفق شريط فيديو جرى تداوله على نطاق واسع بشبكات التواصل الاجتماعي.
ووقعت الحادثة قبل يومين في مدينة أوسيم، إحدى مدن محافظة الجيزة القريبة من القاهرة.
وألقت السلطات القبض على المهندس، الأربعاء، وباشرت التحقيق معه في الواقعة التي يرجح يواجه بسببها عقوبات عدة، فما قصته؟
بدأت القصة قبل يومين، بتداول فيديو عبر موقع "فيسبوك"، يظهر رجلا في الستينيات من عمره يقف في شرفة منزله ويلقي بأوراق نقدية على المارة الذين اصطفوا لجمعها.
وبرزت ردود أفعال متباينة على الواقعة عبر مواقع التواصل، بين مؤيد لما وصفوه بـ"عمل الخير"، ومعارضين للطريقة التي وصفوها بـ"المذلة للفقراء وكأنهم يتسولون"، منتقدين "الاستعراض" في عمل الخير على ذلك النحو.
وفي وقت لاحق، ظهر صاحب الواقعة في عدة لقاءات إعلامية روى خلالها كواليس ما حدث.
كواليس الواقعة
طبقا للمعلومات التي أوردها الرجل الذي يدعى صبري صدومة (62 عاما)، فإنه مهندس بترول متقاعد يستثمر أمواله في البورصة، وقبيل الواقعة جنى مكاسب من سوق الأوراق المالية بقيمة 20 ألف جنيه (الدولار بـ 15.6 جنيه تقريبا)، فقرر التبرع بجزء من المبلغ كصدقة.
وعندما تجمع الناس حوله، صعد إلى منزله وألقى أوراقا مالية على المارة أمام منزله وكأنها هبطت من السماء.
وقال إنه يرفض التبرع بأمواله لجمعيات خيرية، ويفضل أن يخرج زكاته وصدقاته مباشرة للناس.
ودافع صدومة، الذي تزوج أكثر من مرة ولديه 7 أبناء، في أكثر من ظهور إعلامي خلال اليومين الماضيين، عن طريقته في التبرع بأمواله، بعد أن تعرض لانتقادات عديدة.
تحريات المباحث
تطورت الأمور سريعا بإلقاء الأجهزة الأمنية القبض على المهندس والكشف عن معلومات إضافية بشأنه، من بينها أنه "له معلومات جنائية"، وأنه فعل ذلك بغرض تحقيق الشهرة، وفقما أورده في التحقيقات.
وكشفت التحريات أيضا عن هناك وقائع مماثلة للمهندس المتقاعد، ولدى القبض عليه كان بحوزته مبلغ مالي آخر في طريقه لتوزيعه بنفس الطريقة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيث أحيل إلى نيابة أوسيم التي باشرت التحقيق معه، الأربعاء.
الموقف القانوني
المحامي المصري أيمن محفوظ علق على الواقعة، مؤكدا على أن "القاعدة أن الإنسان حر فيما يملك وينفق أمواله كيفما شاء، لكن هناك قيدا على الحرية الشخصية مفاده عدم الإضرار بالمصلحة العامة".
وأردف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "إلقاء مهندس أوسيم الأموال على الناس من شرفة منزله حيث تجمع المواطنون بأعداد غفيرة أدى إلى تدخل الشرطة لتفريقهم حتى لا تحدث كارثة".
وتابع محفوظ: "النص المعاقب عليه هو نص المادة 377 من قانون العقوبات، وجاء به أنه يعاقب بغرامة لا تتجاوز 100 جنيه كل من ارتكب أفعال بعينها، منها: من ألقى في الطريق بغير احتياط أشياء من شأنها جرح المارين أو تلويثهم إذا سقطت عليهم"، في إشارة إلى ما قد تشكله تلك التجمعات التي أشار إليها من أضرار بالناس من جراء التدافع.
وذكر المحامي المصري أن مهندس أوسيم (مرتكب الواقعة) "قد تكون له أهداف أخرى من القيام بذلك الفعل، فقد تكون أسباب شخصية أو أن يكون مدفوعا لذلك العمل للترويج لاستخدامه من قنوات الشر ضد مصر، وكذلك قد يكون الدافع مرض عقلي".
وأكمل: "هنا يجوز للسلطات التحقيق ووضعه في إحدى المصحات العلاجية لمدة معينة للكشف عن قواه العقلية وأهدافه من تلك التصرفات الغريبة، وهذا ما ستوضحه التحقيقات في الأيام القليلة المقبلة".