تركيا.. غضب واتهامات بالخيانة بعد "الصفقات القطرية"
15:39 - 08 ديسمبر 2020أثارت الصفقات المتتالية التي أبرمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع قطر، وحصلت بموجبه الأخيرة على عدد من الأصول المهمة في البلاد، غضب الأحزاب السياسية، لدرجة أن بعضها اتهم أردوغان بـ"خيانة تركيا" والعمل لمصلحة الدوحة.
وكانت أحدث الصفقات بين الطرفين، انتقال حق إدارة ميناء أنطاليا إلى شركة "كيو تيرمنال" القطرية، الخميس، بعد تصديق مجلس المنافسة التركي على الصفقة.
ودفعت الشركة القطرية 140 مليون دولار لشركة "غلوبال بورتس هولدنغ" التي كانت تتمتع بحق إدارة ميناء أنطاليا حتى 2028.
وأتت الصفقة بعد يومين فقط على إقرار الحكومة بيع 10 بالمئة من أسهم بورصة إسطنبول إلى قطر، في صفقة أبرمت مؤخرا بين صندوق الثروة السيادي التركي وجهاز قطر للاستثمار.
كما تحدثت تقارير صحفية عن بيع أنقرة مصنعا لقطع غيار الدبابات، لصالح شركة تمتلك قطر نصيب الأسد منها.
خيانة الأمانة
وعلق زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو على صفقة المصنع، قائلا: "من يقف وراء ذلك مهما كانت سلطته وبغض النظر عمن يدعمه سياسيا، ومن أعطى قطر مصنع دبابات، هو خائن للجمهورية التركية وللجيش التركي".
كما اتهم رئيس حزب المستقبل المعارض أحمد داود أوغلو، رفيقه السابق أردوغان بـ"خيانة الأمانة"، على خلفية بيع 10 بالمئة من بورصة إسطنبول لقطر، في محاولة لـ"إنعاش" الاقتصاد الذي دخل "مرحلة حرجة".
وقال داود أوغلو إن "تركيا ليست متجرا أو سوقا خاصة يملكها أردوغان"، مطالِبا إياه بـ"العودة إلى رشده".
وأضاف رئيس الوزراء السابق، أنه "لا يمكن مسامحة أردوغان على الدمار الذي ألحقه بالبلاد"، داعيا إلى محاسبته، ووصف حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنه "مهندس آلية الفساد في تركيا".
واتهم داوود أوغلو أردوغان بـ"خيانة تركيا لصالح قطر"، كما شدد على أنه "لا يمكن مسامحة الرئيس التركي على ما فعل"، ملوحا بضرورة محاسبة كل من يضر البلاد.
اتفاقات غامضة
كما قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم المعارض علي باباجان، إنه "لا توجد شفافية لدى حكومة أردوغان، فقد قامت بتوقيع مذكرة بيع لقطر من خلال صندوق الثروة المتعلقة ببعض الأسهم. ها هي الفرصة، اشرح لي أين الشفافية. لا توجد معلومات متاحة. هذه ليست أسهمك أو عقد ممتلكاتك".
وتابع خلال مؤتمر صحفي في مدينة قونيا: "إذا كان هناك بيع وشراء، فأنت تأخذ شيئا يحق لكل مواطن في هذا البلد وتبيعه هناك، لماذا لا تشرح؟".
وأضاف: "هناك شعار نعرفه أيها الأصدقاء وهو لا يهرب من الحساب الصحيح، اشرح أيضا ما قام به صندوق الثروة وما هي عملياته حتى الآن، غرق صندوق الثروة في ديون بمقدار 64 مليار ليرة حتى الآن".
وفي السياق ذاته، وصفت رئيسة حزب الخير المعارض ميرال أكشنار، الصفقات بين أنقرة والدوحة بـ"جنون التسوق"، محذرة من أن عددا من الاتفاقيات الموقعة بين أردوغان وأمير قطر لا تزال غامضة ولم يتم الكشف عن محتواها حتى الآن.
وقالت: "أردوغان أبرم عدة اتفاقات مع أمير قطر لم يتم الكشف عن محتواها، لكن الواضح أنها تشمل الموارد المائية والموانئ والأسرة والمرأة".
صلاحيات واسعة
ويقول المحلل السياسي التركي إسلام أوزجان، إن "تعديل نظام الحكم في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي أعطى صلاحيات واسعة للرئيس في أن يوافق بمفرده على اتفاقات مثل هذه، بحكم كونه رئيس مجلس صندوق الثروة السيادية للدولة".
وتابع أوزجان في حديثة لموقع "سكاي نيوز عربية": "الأزمة التي نشهدها التي تثار للنقاش في الشارع، هي غياب المعايير والشفافية حول كيفية إتمام هذه الصفقات. هناك جهاز يسمى الجهاز الأعلى لمحاسبة الدولة الذي ينشر تقارير سنوية حول الخروقات أو شبهات الفساد التي جرت في صفقات مماثلة، وسبق له إصدار تقارير عن حدوث عمليات فساد كبيرة في الماضي، لكن حزب العدالة والتنمية لا يعير هذا الأمر أهمية".
وأضاف: "الأغلبية البرلمانية للحزب الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية، تعيق مناقشة هذه الاتفاقات في البرلمان، ويتم رفض الاقتراحات التي تطرحها المعارضة بشكل مباشر".
رفض وإغلاق
ورفض البرلمان التركي مقترح حزب الشعب الجمهوري المعارض التحقيق في بيع 10بالمئة من أسهم بورصة إسطنبول إلى قطر، بعد أن عارضه ممثلو حزب أردوغان والحركة القومية المتحالفة معه.
وقرر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في تركيا، الأربعاء، إيقاف أحد برامج قناة "خبر ترك" على خلفية التصريحات التي أدلى بها البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري علي ماهر بشارير، وعبر خلالها عن اعتراضه على الاتفاقات التي وقعت بين أردوغان وأمير قطر.