الإمارات.. إطلاق "عين الصقر" إلى الفضاء بنجاح
18:35 - 02 ديسمبر 2020أعلنت الإمارات، الأربعاء، إطلاق القمر الاصطناعي "عين الصقر" بنجاح إلى الفضاء، من المحطة الفرنسية "غيانا" الواقعة على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية، بواسطة الصاروخ "سويوز" الروسي.
واستغرقت أول 3 مراحل من الإطلاق مدة 8 دقائق و48 ثانية، وتم تنفيذها بواسطة المحركات المشتعلة بالوقود، أما المرحلة الرابعة فتمت عن طريق وحدة الارتفاع والتوجيه العلوي "FREGAT" لتوجيه القمر إلى مداره المنخفض المتزامن مع الشمس، وانفصل القمر عن الصاروخ بعد 58 دقيقة من الإطلاق.
ومرّ "عين الصقر" بعدة مراحل حتى الوصول إلى مرحلة الإطلاق، حيث استغرق تصنيعه 5 سنوات، علما أن المشروع نفذه فريق إماراتي يضم خبرات وكفاءات وطنية من القوات المسلحة في مجال إدارة المشاريع الضخمة وهندسة الأنظمة العسكرية والفضائية.
وتم دمج خبراء وفنيين مواطنين وأجانب في مجال التصنيع الفضائي، مع نخبة من المهندسين الإماراتيين الشباب، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وباشر فريق المشروع العمل مع المصنعين في تصميم وتطوير وصناعة النظام ومتابعة جدول أعمال المشروع خلال تواجدهم في المنشآت الفرنسية في مدينتي تولوز وكان. وبدأ بمرحلة تصميم القمر عن طريق تطوير التكنولوجيا المتوفرة وتحليل الأداء الشامل للمنظومة المصممة.
ومن ثم تم تصنيع أجهزة وأجزاء القمر بالمواصفات المطلوبة، والتأكد من جاهزيتها لتركيبها ودمجها لبناء القمر الاصطناعي النهائي، وصولا إلى إخضاع القمر المتكامل لاختبارات شاملة لتأهيله للبيئة الفضائية القاسية، والتأكد من تحمله عملية الإطلاق، وضمان عمل وصحة جميع أنظمة القمر الاصطناعي.
وتم بعد ذلك، نقله من مدينة تولوز الفرنسية إلى غويانا الفرنسية في الأول من فبراير الماضي، حيث باشر الفريق الفني لدولة الإمارات منذ وصول القمر الاصطناعي، بتجهيزه للإطلاق عبر إجراء سلسلة من الاختبارات في موقع الإطلاق.
وشملت مرحلة اختبارات ملاءمة القمر على حامل القمر، واختبارات سلامة القمر وتزويده بوقود الهايدرازين، والأعمال المشتركة بين القمر والصاروخ، وتغليف القمر بغطاء الحمولة، ودمج القمر على الصاروخ، والجاهزية النهائية للإطلاق، بينما توقفت الأعمال من مارس إلى أكتوبر الماضي بسبب جائحة كورونا والأحوال الجوية غير الملائمة للإطلاق.
وصمم القمر الاصطناعي "عين الصقر" لتوفير تغطية عالمية لمدة 10 سنوات، ويتميز بأنه مزود بنظام تصوير عالي الوضوح والدقة. وبمجرد دخوله إلى مداره المنخفض حول الأرض، سيبدأ عملية التقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضي.
كما يتميز مدار القمر بأنه يكمل 15 دورة على الأرض بشكل يومي، وسيتم استلام الصور مباشرة على المحطة الأرضية التابعة لمركز الاستطلاع الفضائي، عن طريق محطات قطبية تسهم في سرعة وصول الصور.
كذلك يمتلك "عين الصقر" محطة متنقلة قادرة على إرسال واستقبال الصور من أي منطقة في العالم.
وسيتم استخدام صور القمر في مجالات المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والتخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.
كما يخدم القمر القوات المسلحة، في توفير صور وخرائط عالية الدقة تساعدها في تحقيق مهامها بكل كفاءة واحترافية.
وبإطلاق "عين الصقر" بالتزامن مع احتفال الإمارات باليوم الوطني الـ49، تسجل الدولة إنجازا جديدا يعزز من مكانتها مركزا للأقمار الاصطناعية المتقدمة، حيث سيصبح هذا القمر هو الرابع لأغراض الرصد الذي تمتلكه الإمارات، ليرتفع عدد الأقمار الاصطناعية للدولة إلى 12 قمرا، إضافة إلى عدد من الأقمار المكعبة الصغيرة للأغراض التعليمية والبحث والتطوير في مجالات تقنيات الفضاء.
وتعليقا على إطلاق "عين الصقر"، قال وكيل وزارة الدفاع، مطر الظاهري، إن "نجاح الإمارات في إطلاق (عين الصقر) إلى مداره من المحطة الفرنسية (غيانا) الواقعة على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية، يعد إنجازا فريدا من نوعه، لأنه يثبت أن دولة الإمارات تمتلك كل الإمكانيات والقدرات التي تجعل منها نموذجا ملهما في صناعة الأمل للآخرين".
وأضاف: "ما يدعو إلى الفخر بهذا الإنجاز الوطني الكبير ليس فقط ما يمثله عين الصقر من أهمية كبيرة في المجالات المدنية والعسكرية، بل لديه خصائص فريدة من نوعها، حيث يمتلك محطة متنقلة قادرة على إرسال واستقبال الصور من أي منطقة في العالم، وسيتم استخدام صوره في مجالات متنوعة كالمسح الخرائطي، والتخطيط المدني، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، وتوفير صور وخرائط عالية الدقة ومن مميزاته أن القائمين على إدارة هذا القمر هم من أبناء الوطن الذين باتوا يمتلكون المعارف والمهارات النوعية في هذا المجال الدقيق".
من جانبه، قال رئيس اللجنة العليا لمشروع "عين الصقر"، الفريق الدكتور خليفة الرميثي، إن مشروع الإمارات للفضاء يؤكد "تميز تجربة التنمية والتطور في دولة الإمارات، التي تنطلق دوما إلى الأمام بطموحات جديدة وأهداف عظيمة، وتنخرط في المجالات النوعية التي تثري تجربتها التنموية".
وأكد أن أهم ما يميز برامج الإمارات للفضاء "أنها تضع من خلاله العرب بقوة على خارطة صناعة الفضاء بمشاريع نوعية تخطت ما أنجزه العالم في هذا المجال، إلى آفاق جديدة تقدم من خلالها إضافات إيجابية مؤثرة تعزز من إسهاماتها في مسيرة التقدم الحضاري والإنساني".
وتابع: "لا شك في أن خبرة الإمارات في مجال الأقمار الاصطناعية يؤهلها لذلك، فالقمر الاصطناعي عين الصقر يمثل إنجازا نوعيا يعزز من مكانة الإمارات كمركز رائد ومعترف به على الصعيد العالمي في مجال الاستشعار عن بعد، والابتكار التقني، والتطبيقات الجغرافية المكانية".