الغنوشي يفتش في دفاتره القديمة.. والخناق يضيق حوله
08:21 - 01 ديسمبر 2020"البحث في الدفاتر القديمة"، قد يكون النهج الذي يتبعه هذه الأيام رئيس حركة النهضة، رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي للنجاة من عثراته السياسية.
الغنوشي الذي طالما هاجم النظام السابق في تونس، يطوي اليوم هذه الصفحة، في وقت يضيق حوله الخناق السياسي، ليس من معارضيه فحسب، بل ومن داخل حركة النهضة أيضا.
لذلك ربما رأى الغنوشي أن في استقطاب النظام القديم المخرج لأزمته، وجاء اختياره محمد الغرياني الأمين العام السابق لحزب التجمع الدستوري، المنحل قضائياً، الذي حكم تونس خلال حقبة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ليعينه في منصب مستشار مكلف بملف المصالحة في ديوان رئاسة البرلمان.
ويرى الغنوشي أن الخطوة لا تعد انتكاسا للثورة، كما يتهمه المعارضون.
لكن الخطوة، المثيرة للجدل، ووجهت بمعارضة شديدة خارج البرلمان وداخله، فقد كشفت زعيمة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، الاثنين، أنها تعتزم رفع دعوى قضائية على الغنوشي، بعدما اتهمته بتسييس التعيينات في ديوانه.
وخاطبت موسي الغنوشي بالقول: "أنت كرئيس مجلس نواب لا يحق لك أصلا النظر في المصالحة، أنت موجود هنا لتسيير البرلمان والإدارة ولترأس الجلسات العامة ومكتب المجلس، وليست لنا مصالحة مع تنظيم الإخوان (الذي يمثله الغنوشي)".
وكشفت أن الغنوشي قام بشراء سيارة فاخرة لرئيس ديوانه بآلاف الدولارات، في وقت ترزح البلاد تحت وطأة أزمة سياسية. وقالت إن الغنوشي يرمي من وراء هذه التعيينات إلى تحقيق مصالحه السياسية.
وأضافت أن أوضاع المساعدين البرلمانيّين في تونس "وصمة عار أخرى تُضاف إلى كيفيّة تسيّير المجلس"، موضحة أنه لا يوجد نظام قانوني واضح يكفل حقوقهم.
ويسود الخلاف حتى داخل حركة النهضة بعد إصرار الغنوشي بشأن تمديد ولايته، فيما يبدو مسعى منه للسيطرة على زعامة الحركة لسنوات مقبلة.
لكن عريضة موقعة من 100 قيادي في النهضة طالبته بعدم الترشح لعهدة جديدة.