العراق يدرب قياديا في "حزب الله" لتولي منصب رفيع في الجيش
05:03 - 27 نوفمبر 2020قال مسؤولون حكوميون وأمنيون ومن فصائل مسلحة إن الجيش العراقي يدرب قائدا سابقا في الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، يخضع لعقوبات أميركية على خلفية اتهامات بقتل متظاهرين، ليصبح ضابطا كبيرا في الجيش.
وقالوا إن حسين فالح عزيز، المعروف باسم أبو زينب اللامي، أُرسل إلى الخارج مع ضباط عراقيين لتلقي تدريب لمدة عام، مخصص لأفراد الجيش.
وأظهرت وثيقة لوزارة الدفاع اطلعت عليها رويترز اسمه، وبرتبة لواء، على قائمة الضباط الذين يحضرون التدريب حتى الصيف المقبل.
وقال المسؤولون إن جعل اللامي ضابطا كبيرا في الجيش يمثل حتى الآن أحد أكثر التحركات جرأة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وهو حليف للولايات المتحدة، للحد من نفوذ الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في العراق، ويتماشى مع رغبة واشنطن المعلنة للحد من نفوذ طهران في الشرق الأوسط.
ويرى المؤيدون للخطة أنها وسيلة لإضعاف الفصائل المسلحة التي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين ولها نفوذ كبير على أمن العراق واقتصاده.
ويقولون أيضا إن ذلك سيعجل بتمزق بعض الجماعات التابعة لقوات الحشد الشعبي، وهي منظمة شبه عسكرية تابعة للدولة، أدار اللامي فرعها الأمني لسنوات.
ورفض مسؤول عراقي، يتحدث نيابة عن الحكومة، التعليق على أمر اللامي، لكنه قال إن ثمة خطة لإعادة هيكلة قوات الحشد الشعبي، بما في ذلك توفير تدريب عسكري لقادتها.
لكن بعض المنتقدين يرونها مناورة محفوفة بالمخاطر، تضع شخصا سجله في مجال حقوق الإنسان محل تساؤلات وكان قريبا من إيران في قلب الجيش العراقي.
كما يرون في ذلك علامة أخرى على أن رئيس الوزراء يقدم تنازلات حتى لبعض المسؤولين الأكثر تشددا المتحالفين مع إيران لضمان التأييد لحكومته.
وقال مسؤول أمني "الخطة ترتكز على استقطاب قادة في مؤسسة الحشد والذين ينظر إليهم على أنهم غير موالين بصورة كلية لإيران لتهيئتهم من خلال دخول هذه الدورة العسكرية لاستلام مناصب داخل الأجهزة العسكرية والأمنية".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر "اللامي سوف يُمنح منصبا مرموقا بعد انتهاء دورته العسكرية". لكنه لم يحدد المنصب الذي سيتولاه اللامي.
عقوبات أميركية
ويتولى اللامي مسؤولية الأمن بالحشد الشعبي، وكان عضوا في جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران. ونفى المصدر المقرب منه أن تكون له أي علاقة رسمية بإيران أو بالفصائل المسلحة التي تدعمها.
وفُرضت عليه عقوبات أميركية في 2019 لدوره المزعوم في إصدار أمر باستخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة. ونفى اللامي بعد ذلك أي دور له في قتل المتظاهرين السلميين.
واتسمت ولاية الكاظمي، الذي تولى السلطة في مايو، بمواجهة بين حكومته وقطاعات من القوات المسلحة من جهة، والفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران من جهة أخرى.
وأثار قتل الولايات المتحدة للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني والقائد العسكري بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في ضربة بطائرة مسيرة في بغداد في يناير حالة من الفوضى في صفوف الفصائل المسلحة في وقت سابق هذا العام.
لكن مسؤولين أميركيين وعراقيين يقولون إن الفصائل المسلحة تواصل مضايقة نحو 3000 جندي أميركي ما زالوا يتمركزون في العراق. وقالت بعض الفصائل المسلحة الأقل شهرة إنها تقف وراء هجمات صاروخية على السفارة الأميركية في بغداد.
وقال مسؤول أمني عراقي إن تجنيد اللامي في الجيش يأتي في إطار محاولة رئيس الوزراء العراقي لتقريب قوات الحشد الشعبي من حكومته.
وتتبع قوات الحشد الشعبي رئيس الوزراء اسميا، لكن فصائلها الأقوى قريبة من إيران، الأمر الذي يحاول الكاظمي تغييره.
وقال علي الأسدي، المسؤول في حركة النجباء المتحالفة مع إيران، إن إعطاء اللامي تدريبا كاملا يتلقاه الضباط مؤشر على قوة الحشد الشعبي، وليس شيئا من شأنه إضعاف الحشد.
وأضاف لرويترز "هذا دليل على نجاح مؤسسة الحشد لأنه إذا كان المنقول من الحشد ليعمل في الجيش فسوف تنقل القدرات من الحشد إلى الجيش، إذا تم هذا شيء فهناك مصدر قوة".