إجراءات شاملة.. كيف تلاحق النمسا تنظيم الإخوان؟
15:39 - 12 نوفمبر 2020بعد الهجوم الإرهابي في فيينا، الأسبوع الماضي، رفعت السلطات النمساوية تدابير لتشمل قوى الإسلام السياسي، وأبرزها تنظيم الإخوان، الذي يشكل المظلة الكبرى لكل التنظيمات الإرهابية في البلاد.
ويتوقع مراقبون تحدثوا إلى "سكاي نيوز عربية" أن تحذوا دول أوروبية حذو النمسا في الإجراءات الحازمة التي أعلنت عنها واتخذتها ضد الإخوان والتنظيمات القريبة منهم.
وكان هجوم إرهابي وقع في فيينا، مطلع نوفمبر الجاري، أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين، قبل أن تتمكن السلطات من قتل المنفذ، الذي تبين أنه كان معروفا لأجهزة الأمن وأراد السفر إلى سوريا للالتحاق بداعش.
وبعد الهجوم، كثفت السلطات النمساوية مداهمات مؤسسات المتشددين في البلاد، وأعلنت استحداث جريمة "الإسلام السياسي"، ضمن إجراءات عديدة لسد الثغرة التي ينفذ منها الإرهابيون.
وقال الكاتب في صحيفة "كرونين" النمساوية، عمرو البياتي، لـ"سكاي نيوز عربية" إن هناك قانونا في النمسا يرعى شؤون الإسلام والمسلمين منذ عهد القيصر، وفي السنوات الأخيرة، سن قانون جديد أطلق عليه "قانون الإسلام"، مشددا على أن السلطات لا تريد إيذاء المسلمين.
وأضاف البياتي أن قوى التنظيمات المتشددة وخاصة الإخوان استغلوا مساحة الحرية التي منحت لهم في النمسا وسائر الدول الأوروبية لبناء مؤسسات ومساجد خاصة بهم.
وأوضح أن الإخوان لا يعملون في مؤسساتهم بصورة دينية بحتة، بل يستغلونها أيديولوجيا.
وقال البياتي إن بعضا من الإجراءات التي أعلنت أخيرا، كانت قد دخلت حيز التنفيذ منذ زمن، لكن تم الإعلان عنها بعدما طفح الكيل، خاصة بعد الهجوم الإرهابي في فيينا.
وتوقع أن تتبع الدول الأوروبية النمسا في خطواتها، فثمة تنسيق بين هذه الدول سيبنى عليه، كما أن الدعم الذي منحته هذه الدول لمنظمات الإسلام السياسي قوبل بالتشدد وأصبحت وكأنها "دولة داخل الدولة"، وهو ما سيدفع البلدان الأوروبية للعمل ضد الإخوان وغيرهم.
يقظة أوروبية
ومن ناحيته، يرى الخبير في الجماعات المتطرفة، أحمد بان، أن هناك يقظة متأخرة في الداخل الأوروبي، لكنها بدأت قبل ذلك في النمسا.
وأضاف بان في حديث إلى "سكاي نيوز عربية" أن الحضور الإخواني في أوروبا موجود منذ أكثر من 6 عقود، تغلغل فيه عناصر التنظيم في المجتمعات الأوروبية، وعملوا على تأسيس منظمات لم تكن سوى واجهات لهم.
وكان تقرير أوروبي يحاول التثبت من نشاط الإخوان في عام 2014، خلص إلى أن" تنظيم الإخوان يشكل جسما محتملا للتطرف".
واعتبر بان أن العبارة في التقرير البريطاني "مراوغة، وأكدت على حالة الارتباك تجاه نشاط التنظيم".
ولفت إلى أن الهجمات الإرهابية نبهت السلطات إلى حقيقة الأخطار المحدقة ببلادها، ومنها تنظيم الإخوان.
ورأى الخبير في الجماعات المتطرفة بأن مقترحات النمسا تعد نقلة نوعية، "خاصة أنها تأتي في مواجهة تنظيم خطير".
خطر الإخوان على أوروبا
وبعد عقود طويلة من القدرة على إخفاء حقيقة هذا التنظيم، اتضح للأوروبيين أن تنظيم الإخوان بات يشكل خطرا على وجود الدول الأوروبية، فعناصر الإخوان يؤمنون بالرابط الأممية على حساب الدولة الوطنية ويؤسسون لفكرة الانفصالية، التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وقال بان إن القمة الأوروبية الأخيرة شهدت تعبير زعماء الدول عن رغبتهم في التعاون لسد الثغرات أمام التنظيمات الإرهابية،
متوقعا أن تشهد القمة الأوروبية المقبلة درجة أكبر من التعاون أمنيا وفكريا في مواجهة هذا التنظيم، مثل سن تشريعات تقطع الطريق عليه.