كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المنتخب مع أردوغان؟
15:04 - 11 نوفمبر 2020يرى خبراء في الشأن التركي أن العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليست على ما يرام.
فأثناء حملته الانتخابية في منتصف شهر أغسطس، ظهر جو بايدن في برنامج "ذا ويكلي" على قناة "إف إكس" الأميركية، وتطرق للحديث عن العلاقات الأميركية التركية إذا وصل للبيت الأبيض، قائلا: "يمكننا دعم تلك العناصر التي لا تزال موجودة في تركيا، وتشجيعهم على مواجهة أردوغان وهزيمته. ليس عن طريق الانقلاب، ولكن من خلال العملية الانتخابية".
وتابع حديثه: "لقد قضيت الكثير من الوقت مع أردوغان. إنه مستبد. إنه رئيس تركيا وأكثر من ذلك بكثير. عليه أن يدفع الثمن".
وأشار إلى أن الأتراك عليهم أن يفهموا أن أميركا "لن تستمر في اللعب معهم بالطريقة التي كانت تلعب معهم بها، وأن الولايات المتحدة في حاجة إلى العمل بجدية أكبر مع الحلفاء لعزل أفعال أردوغان في المنطقة"، لا سيما في شرق المتوسط.
إذا تلك هي الرؤية التي يشكلها حاكم البيت الأبيض المنتظر، عن الرئيس التركي، أنه حاكم مستبد يعمل على نشر الفتن في دول الجوار وعليه أن يدفع الثمن نظير ذلك.
سياسة الضغط
الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد عبيد الله، يرى في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن لا يمكن أن تستمر كما كانت في عهد ترامب، بل سيواجه أردوغان عددا من العقبات ستمنعه من إقامة علاقات سليمة مع الإدارة الأميركية الجديدة تحت قيادة بايدن.
وأضاف أن بايدن نفسه وصف تركيا أردوغان في تصريحاته بأنها أكبر مشكلة في المنطقة والعالم، وأنه حان الوقت لأن يدفع أردوغان ثمن ما فعله في المنطقة.
ويتفق مع هذا الرأي، مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد حامد، قائلا إن بايدن سيعمل على زيادة التقارب مع المعارضة السياسية، والأكراد وحركة الخدمة بزعامة فتح الله غولن التي تحظى بنفوذ قوي في الداخل الأميركي.
وبحسب حامد، فقد ظهر الأمر جليا في مسارعة كمال كليجدار أوغلو، زعيم المعارضة، بتهنئة بايدن على الفوز، بينما حكومة أردوغان تأخرت قليلا قبل أن ترسل التهنئة.
تقليم النفوذ
وأضاف مدير منتدي شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، أن بايدن سيعمل على تقليم النفوذ التركي المتمادي خلال السنوات الأربع الماضية، حيث استغل أردوغان وجود ترامب في السلطة وعدل الدستور وأسس لنظام رئاسي وألغى النظام البرلماني، كما تمدد في سوريا وليبيا وتمادى في قضية التنقيب عن النفط في شرق المتوسط.
ورغم ذلك يرى عبيد الله، أن "أردوغان سيحاول تجاوز هذه العقبات من خلال إبراز فريق يتكون من أسماء ووجوه لم تتشوه سمعتهم ولم تتورط في أعمال غير قانونية في الداخل والخارج بمثل رجاله الآخرين، ولهم سجل جيد نسبيا في ملفات حقوق الإنسان وحرية الصحافة وما إلى ذلك، من أمثال مستشاره بولند أرينتش وغيره".
أدوات الضغط
"هناك عدد من الأوراق التي يمكن لبايدن أن يستخدمها كورقة ضغط على أردوغان"، هكذا يرى عبيد الله، من أهمها، القضية المستمرة في نيويورك بحق كل من رضا زراب، رجل الأعمال التركي من أصول إيرانية، وبنك خلق التركي الحكومي، حيث تتهمهما السلطات القضائية الأميركية بالاحتيال على البنوك الأميركية، واختراق العقوبات الأميركية والدولية المفروضة على إيران من خلال شبكة فساد وغسل أموال دولية يشرف عليها زراب وأردوغان ورجاله.
والقضية الأولى التي ستعكف عليها إدارة بايدن هي العقوبات التي من الممكن أن تفرض على تركيا لاستخدام بنك خلق في خرق العقوبات على إيران.
إضافة إلى وجود تقارير تفيد بأن السلطات الأميركية تحتفظ بما يكفي من الأدلة لاتهام أردوغان ورجاله بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية ويمكن أن تتوجه إلى فتح تحقيق دولي بحقهم.
وهناك مزاعم بأن قضية بنك خلق هي التي تقف وراء استقالة صهر أردوغان.
كما يرى حامد أن بايدن سيحاول الضغط على أردوغان من خلال زيادة التقارب مع الاتحاد الأوروبي وحثه على المواجهة مع تركيا، كما سيقوي العلاقات مع قبرص واليونان لمواجهة الأطماع التركية في شرق المتوسط.
وضع داخلي مضطرب
وربما ستساعد الأرض المهتزة تحت أقدام أردوغان في الداخل في زيادة المشكلات له في عهد بايدن، بحسب عبيد الله، "حيث تزداد التوقعات بإجراء انتخابات مبكرة كما تظهر استطلاعات الرأي في هذا الصدد، بسبب إلغاء أردوغان العمل بالقانون والدستور والاعتقالات الجماعية المستمرة منذ سنوات، وتفاقم الأزمة الاقتصادية".
ويضيف عبيد الله: "لكنني لست متأكدًا من أن المعارضة مستعدة لتسلم السلطة من أردوغان، فمع أن هناك مئات الملفات يمكن للمعارضة أن تستخدمها وتمارس معارضة حقيقية، لكن أيا من الأحزاب المعارضة لا تقدم على ذلك".
ويرجع عبيد الله هذا الأمر، إلى مناخ الخوف والقمع الذي أسسه أردوغان منذ سنوات، حيث يخاف الجميع من تهمة الإرهاب والتخوين.
ويتوقع حامد من جانبه أن تنجح المعارضة من الوصول إلى السلطة لو وجدت سندا قويا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وربما تتمكن الأحزاب المعارضة العلمانية أو أحد الأحزاب المنشقة عن العدالة والتنمية، سواء المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، أو حزب التقدم والديمقراطية بزعامة نائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان، من إحداث التغيير.