فيديو وصور.. مصري يقترب من دخول التاريخ "تحت الماء"
21:34 - 10 نوفمبر 2020يؤمن الغواص المصري صدام الكيلاني بقدرته على البقاء في أعماق المياه لنحو 150 ساعة، لتخطي الرقم القياسي لأطول فترة غوص في العالم، الأمر الذي دفعه إلى خوض مغامرة داخل البحر الأحمر بجنوب سيناء لتحقيق الحلم الصعب.
ويقول زكريا السيد، مُدرب "الكيلاني" في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "صدام داخل المياه منذ 5 أيام، تتبقى له 30 ساعة فقط للوصول إلى الرقم القياسي المنشود، سعداء بأنه بصحة جيدة وروح معنوية عالية، ونثق في نجاحه".
وكانت موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية سجلت في عام 2018 أطول فترة غوص في المياة المفتوحة لمدة قاربت 142 ساعة و42 دقيقة، ولم يتمكن الغواصون في العالم من كسر الرقم حتى الأن.
بخطوات ثابتة وبروح حماسية غاص الكيلاني، البالغ من العمر 32 عاما، في مياه مدينة "دهب" يوم الخميس الفائت ومن حوله عشرات الغواصين من فريقه، كما يسرد مدربه لموقع "سكاي نيوز عربية".
وانطلق الشاب المصري إلى عُمق يصل إلى 10 أمتار قبل أن يستقر في المنطقة المحددة سلفا لإتمام مهمته.
وكشف السيد الاستعدادات المطلوبة لتنفيذ التجربة التي جرت منذ أشهر عديدة قائلا: "تدريبات عديدة لكيفية العيش داخل المياه لأيام عديدة، طريقة تناول الطعام والشراب في الأعماق، إعداد سرير بالأسفل للنوم وتجهيز بدلة غوص خاصة وجهاز تدفئة وإضاءة كافية في محيطه".
ويُضيف مدرب الكيلاني: "كان علينا جمع فريق كبير من الغواصين عددهم 22 شخصا لمراقبة حالته الصحية ومناولة الطعام وتهيئة الأجواء المناسبة له خلال مكوثه في أعماق المياه".
وتابع: "الفريق مكون من غواصين مصريين فضلا عن سيدة عراقية وآخرى بولندية وغواص إنجليزي، وجميعهم تحمسوا للعمل بشكل تطوعي بدون الحصول على مقابل".
وأردف قائلا: "منذ اللحظة الأولى للتجربة يتابع معنا 5 أطباء متخصصين في التغذية وأمراض الغطس والطب الرياضي والإسعاف الفوري وإجراء التحليلات على مدار 24 ساعة يوميًا وحتى الأن تسير الأمور بخير".
رقم سابق
الغوص لأطول فترة ممكنة في أعماق المياه خطوة لا يخوضها سوى المحترفين، وفق خطة دقيقة وإجراءات صارمة، وفقا لمحمد الغنام، أحد المسؤولين عن تجربة الكيلاني، الذي لم يكن ليتحمس للأمر دون معرفته بالتجارب السابقة التي نجح فيها الغواص الثلاثيني.
ويؤكد الغنام المسؤول عن مركز للغوص في دهب لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الكيلاني كسر الرقم القياسي لأطول فترة غوص في الشرق الأوسط منذ 3 أعوام، لكن طموحه لم يتوقف عند تلك الخطوة.
وأضاف: "التجارب العديدة للكيلاني في أعماق البحر الأحمر منحته الكثير من الخبرة فضلا عن اجتهاده وتحليه بالصبر حتى يحصل على فرصته في كسر الرقم العالمي المُسجل في موسوعة "غينيس" العالمية.
في سبتمبر عام 2017، شهدت مدينة دهب نجاح الشاب الأسمر في البقاء لـ100 ساعة و20 دقيقة تحديدا وسعادته البالغة فور خروجه من المياه بتسجيل الرقم الأفضل على مستوى الشرق الأوسط.
وذكر بكر مدني، المُشرف على التجربة حينذاك: "إيمان الكيلاني بنفسه لا يُصدق، يتدرب ويحاول منذ 5 سنوات وفي 2017 كان الأداء مبهرًا، لم يكن يريد الخروج من المياه، أراد الغوص لساعات أطول لكننا حققنا المراد ورغبنا في الحفاظ على سلامته".
يستطرد مدني: "العملية معقدة للغاية، حسابات مُحددة لكافة التفاصيل، ماذا يأكل؟ ومتى تحديدًا؟ يراقب الغواصون المتواجدون مقدار فقدانه للسوائل وحجم الإجهاد الذي ينتابه، وتصل إلينا تقارير دورية لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنه".
وينوه المسؤول عن تجربة الغوص في 2017 إلى أن الكيلاني تدرب جيدا على طريقة تناول طعامه في الأعماق قائلا: "نمده بأغذية على هيئة سوائل، ويمكنه أحيانًا تناول تفاحة أو شيكولاتة لمنحه سعرات حرارية جيدة".
ولدى الشاب الرياضي هوس بالغوص، لا يتوقف الأمر على كسر الأرقام القياسية فقط، إذ احتفل بخطبته منذ شهرين من فتاة إسبانية داخل المياه، وفقا للغنام الذي يعمل رفقته منذ سنوات، إذ ارتدى الكيلاني بدلة غوص على هيئة بدلة احتفال وتمت مراسم الخطبة لنحو ساعة في أعماق البحر الأحمر.
وأوضح مدربه قائلا: "يرسم أكبر لوحة تحت المياه، مساحتها 2 متر ونصف في 6 أمتار، ينشغل بها عندما يستيقظ، يُجري التمارين الرياضية أولًا ثم يبدأ في الرسم حتى الفجر".
وقبل تنفيذ عملية الغوص تواصل الكيلاني وفريقه مع موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية، كما يؤكد السيد لموقع "سكاي نيوز عربية". وكان الشرط الأبرز هو تصوير التجربة كاملة بكاميرتين بدون انقطاع، فقاموا بتوفير 10 كاميرات لتسجيل وتوثيق الحدث لحظة بلحظة، غير أنهم تعرضوا لأزمة طارئة.
يذكر السيد: "اشتدت حركة الأمواج نتيجة لوقوع (نوة) قوية في المياه، عرضت التجربة للخطر، وتسببت في عطُل بـ5 كاميرات، نتمنى مرور ما تبقى من عملية الغوص بسلام".
يوم وساعات قليلة تفصل الكيلاني عن تحقيق رقمه القياسي على مستوى العالم، وفقا لمدربه، حيث يرغب الغواص الثلاثيني في الانتظار لنحو 10 أيام، لكن فريقه يعتبرها "مخاطرة غير محسوبة العواقب" ويكفي الإنجاز الكبير في حالة استمراره حتى غروب شمس غدا الأربعاء.
ويعتقد الغنام أن الجميع عمل بإخلاص وتفاني لنجاح التجربة، لأنها سُتنسب في نهاية المطاف إلى مصر، بعد اقتناص أحد أبنائها الرقم القياسي بموسوعة "غينيس" وبالتأكيد سُيلقي بظلاله على الترويج السياحي لجنوب سيناء ومتعة الغوص في مدينة "دهب".