بايدن.. قصة المحاولات الثلاث لفتح الباب العنيد للبيت الأبيض
01:18 - 08 نوفمبر 2020وأخيرا.. ابتسم الحظ للديمقراطي جو بايدن، فمنذ أكثر من 32 عاما وهو ويحاول الوصول إلى البيت الأبيض، ولم يجد مبتغاه إلا بشق الأنفس في معركة انتخابية استثنائية.
وجاء انتصار جو بايدن متأخرا جدا، لكنه أفضل من لا شيء، إذ سيتولى بايدن حكم الولايات المتحدة وعمره (78 عاما)، ليكون الرئيس الأميركي الأكبر عمرا.
وربما قد لا يسعفه العمر المتقدم في خوض غمار ولاية ثانية، إذ سيكون عمره حينها (82 عاما).
والعمر في حياة بايدن يحمل مفارقة كبيرة، فقد أصبح في عام 1972، واحدا من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عمرا عن ولاية ديلاوير وكان عمره حينها 29 عاما فقط. وأصبح بعد 5 عقود أكبر رئيس أميركي من ناحية العمر.
ولقد كان بايدن معروفا في الساحة السياسية الأميركية قبل أسلافه: دونالد ترامب، وباراك أوباما، وجورج بوش الابن وبيل كلينتون، لكن هؤلاء تولوا السلطة قبله.
وإذا فتشت في أرشيفه ستجد له صورا مع الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، عندما كان الأخير في البيت الأبيض بين عامي 1977-1981.
وستجد له أيضا صورا كثيرة في مجلس الشيوخ ولجانه، عندما كان شعره أسود ولم يغزوه الشيب، وكان عضوا نشيطا في لجنة العلاقة الخارجية في المجلس، حتى أصبح رئيسا لها.
لكن الطموح كان أكبر من ذلك: البيت الأبيض.
ففي عام 1988، أطلق الديمقراطي جو بايدن حملته من أجل خوض السباق نحو رئاسة الولايات المتحدة، غير أن حملته فشلت في المرحلة التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي الذي رشح مايكل دوكاكيس لخوض الانتخابات أمام الجمهوري جورج بوش الأب حينها.
وكانت الخيبة كبيرة على بايدن، لأنه كان ينظر إليه كمرشح صاحب فرصة قوية بسبب أدائه في الكونغرس وقدرته الخطابية، واضطر المرشح الشاب حينها إلى الانسحاب بعد اتهامه باقتباس خطاب لزعيم سياسي بريطاني.
لكن الانسحاب الذي جاء بطعم الهزيمة لم يكسر همته. وتجنب خوض السباق الرئاسي على بين عامي 1992 و2004، بسبب مواقف سياسية وتقديره بأن فرصه في الفوز محدودة.
وفي عام 2008، أعاد الكرة مرة أخرى، لكنه فشل أمام مواجهة النجم الصاعد في السياسة الأميركية حينها، باراك أوباما، الذي هيمن على التنافس الداخلي في الحزب الديمقراطي.
وبعدما وجد أن حظوظه في نيل ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الداخلية شبه معندمة، آثار الانسحاب.
وجاء النصر متأخرا جدا لبايدن في 2020، بعد انتخابات استثنائية استغرقت عملية فرز الأصوات فيها وقت أكثر من اللازم، وكان التنافس فيها محتدما مع الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب.
وبدأ السباق الثالث نحو البيت الأبيض في أبريل 2019، وفي تغريدة على تويتر مرفقة بتسجيل فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف، قال بايدن إنه لن يقف مكتوف اليدين بينما الرئيس دونالد ترامب "يغير شخصية هذه الأمة بشكل جذري".
وفي أغسطس 2020، نال بايدن ترشيح الحزب الديمقراطي ليكون ممثله في الانتخابات الرئاسية، وخاض حملة انتخابية فريدة من نوعها بسبب أزمة فيروس كورونا، التي قللت من التجمعات الجماهيرية اللازمة، كما كان في مرمى هجمات ترامب اللاذعة، فلم يكف الأخير عن وصفه بـ"جو النعسان".