كيف يقرأ الناخبون النمو القياسي للاقتصاد الأميركي؟
00:44 - 30 أكتوبر 2020سجل اقتصاد الولايات المتحدة نموا بوتيرة قياسية بلغت أكثر من 33 في المئة خلال الربع الثالث من العام الجاري، متجاوزا تقديرات المحللين، بعد أسوأ انكماش فصلي في التاريخ، ما يطرح أسئلة عن تأثير هذه المعطيات على أصوات المقترعين في الانتخابات الأميركية المقررة يوم الثلاثاء المقبل.
وأظهرت تقديرات وزارة التجارة الأميركية للنمو في الربع الثالث، الخميس، أن الولايات المتحدة استعادت فقط حوالي ثلثي الإنتاج، الذي فقدته في وقت مبكر من هذا العام، عندما أدى تفشي فيروس كورونا إلى إغلاق الشركات، وإخراج عشرات الملايين من العمل وتسبب في أعمق ركود منذ الكساد الكبير.
وهذه المعطيات للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، هي آخر تقرير اقتصادي كبير قبل يوم الانتخابات، بعد حملة سعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى بنائها حول سجله الاقتصادي قبل انتشار الوباء، وقد حظي بالفعل على دعم عام قوي بسبب طريقة تعامله مع الاقتصاد.
وقبل خمسة أيام من الانتخابات، تباينت تفسيرات الحملتين الرئاسيتين لتقرير الناتج المحلي، وقال نائب الرئيس السابق، جو بايدن، إن التقرير يدل على أن اقتصاد البلاد متراجع جدا "وأن فشل الرئيس ترامب في التعامل يعني أن نمو الربع الثالث لم يكن كافيا"، وأضاف أن التعافي "يتباطأ إن لم يكن متوقفا."
لكن ترامب غرد على تويتر، معلنا أن معطيات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة الخميس، هي "الأكبر والأفضل في تاريخ بلادنا"، وأن "العام المقبل سيكون رائعا".
وأعرب ترامب عن شعوره "بالسعادة البالغة لظهور أرقام الناتج المحلي قبل الثالث من نوفمبر"، موعد الانتخابات.
ويقول كبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في العاصمة واشنطن، ويليام راينش، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هذه الأرقام تبدو جيدة، لكنها لا تخبرنا بالوقائع كاملة، إذ إن الاقتصاد الأميركي كان قد تراجع كثيرا في الربع الثاني، بسبب الجائحة، ثم نما بقوة في الربع الثالث، ومن الأجدى مقارنة أوضاع الاقتصاد اليوم بما كانت عليه قبل عام".
ويضيف راينش أن "الرئيس دونالد ترامب تفاخر بالأرقام، وسيحظى بالمزيد من إعجاب مؤيديه"، لكن راينش يشدد على "ضرورة متابعة المعطيات الاقتصادية على المدى الطويل".
ويلفت راينش إلى أن "الأسواق المالية في وول ستريت تفاعلت مع الخبر اليوم إيجابيا، واستعادت بعض خسائرها التي سجلتها خلال اليومين الماضيين"، وقد تكون لهذا "انعكاساته على ميول الناخبين".
وعن مستقبل الاقتصاد الأميركي بعد الانتخابات، يقول راينش إن الأمر مرتبط بمدى انتشار فيروس كورونا، وأن "استمرار الجائحة هو العامل الأهم، وإذا استمرت خلال الشتاء والربيع القادمين فسينعكس ذلك سلبا على الاقتصاد الأميركي".
لكن راينش يردف أن "الرئيس ترامب لم يعارض في الأصل مقترح حزمة التحفيز الاقتصادي، الذي عرضه الديمقراطيون، وفي حال فوزه سيعمل على تمرير حزم تحفيزية، وكذلك سيفعل بايدن إذا فاز بدوره أيضا"، ما قد يكون كفيلا بإنعاش الاقتصاد.
وقد أعلنت الحكومة الأميركية، الخميس، أن عدد الساعين للحصول على إعانات البطالة انخفض قليلا الأسبوع الماضي إلى 751 ألفا، وهو أقل عدد من الطلبات الأسبوعية منذ مارس، لكنه لا يزال عند مستواه القياسي التاريخي.
وعلى الرغم من أن معدل البطالة، عند 7.9 في المئة، انخفض بشكل كبير من 14.7 في المئة، مع بداية الركود الذي تسببت به الجائحة، إلا أنه لا يزال عند مستوى قياسي أيضا.