طمس مقابر إيرانيات لتغطية وجوههن.. غضب عارم واعتذار حكومي
05:20 - 28 أكتوبر 2020فوجئ عدد من سكان رويان شمالي إيران بـ"طمس" صور قريباتهم المتوفيات المثبتة على شواهد قبورهن، بالطلاء الأبيض، مما أثار حالة من الغضب العارم في المدينة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت سيدة تدعى فاطمة حاج أحمد في تصريح لوكالة "إيرنا": "ذهبنا إلى المقبرة للصلاة على أمي ووجدنا ذلك. رؤية شاهد القبر من دون صورتها كانت مروعة. كانت قد أوصت بأن تكون لها صورة على شاهد قبرها".
وحسب راديو "فاردا" الإيراني الذي يبث من التشيك، فإن السكان اكتشفوا بعد تحقيق أن إدارة المقابر هي المسؤولة عن قرار تغطية الصور، حيث "إن وضع صور النساء على شواهد القبور ليس صحيحا ولا مألوفا" حسب رأيها.
وكشفت وسائل إعلام محلية إيرانية أن الأقارب تواصلوا مع سلطات المدينة لتقديم شكاوى بعدما رأوه، فيما اعتذر المسؤولون المحليون ومسؤولو إدارة المقابر عن "الخطأ" وأزالوا الطلاء من فوق الصور.
والاثنين أعلن كامباخش سالاري رئيس مجلس مدينة رويان، أنه تم تنظيف صور النساء في المقبرة من الطلاء، وقال إن إدارة المقبرة اعتذرت للأسر المتضررة.
كما قال علي شادمان محافظ رويان: "لقد كان خطأ فرد واحد"، مضيفا أنه تم إصلاح شواهد القبور "في أقصر وقت ممكن".
وتابع شادمان: "المقابر تخص نساء كبيرات في السن، لكن حتى لو كن صغيرات فلا مشكلة".
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صور الشواهد بعدما تمت إزالة الطلاء من على وجوه النساء المتوفيات.
وتساءلت فاطمة حاج أحمد: "إذا كان هذا صحيحا (ما تزعمه إدارة المقابر)، فلماذا يسمح به في جميع المقابر الأخرى في إيران ويمنع فقط في رويان؟".
وتقدم ساكن آخر يدعى روح الله مازنداراني بشكوى إلى الشرطة، بعدما وجد صورة والدته المتوفاة على شاهد قبرها مغطاة بالطلاء.
وقال: "هذا السلوك مشكوك فيه أخلاقيا وقانونيا. يظهر بوضوح قلة احترام للمتوفين وعائلاتهم".
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد كثيرون قرار إدارة المقابر باعتباره رمزا لتجاهل حقوق المرأة في إيران، مشيرين إلى القوانين التمييزية والقيود التي تفرضها الدولة عليها.
وكان من بينهم الصحفية المعروفة فائزة عباسي، التي كتبت: "لا حدود لكراهية النساء هنا في إيران".
وتواجه إيران انتقادات بسبب أوضاع النساء في البلاد، حيث تحرم المرأة من الحقوق المتساوية في مجالات عدة مثل الطلاق وحضانة الأطفال.
ودأبت النساء في إيران على حث الحكومة على التراجع عن مثل هذه الممارسات والقوانين التمييزية، وطالبن بالحصول على المزيد من الحقوق.