الولايات المتأرجحة.. ماذا يمكن أن تفعل في سباق البيت الأبيض؟
03:34 - 28 أكتوبر 2020قبل أسبوع من الانتخابات الأميركية، حقق الرئيس دونالد ترامب مكاسب على منافسه الديمقراطي جو بايدن في معدلات الاقتراع الوطنية، في 9 من 12 ولاية "متأرجحة" متنازع عليها، لكن بايدن لا يزال يحتفظ بأفضلية كبيرة على المستوى الوطني ويتقدم على ترامب في 10 من تلك الولايات التي قد تحسم نتيجة الانتخابات.
فما هي "الولايات المتأرجحة"؟ وما حظوظ المرشحين فيها؟
تنقسم الولايات الأميركية الخمسون وفق ميولها السياسية، فمنها من يصوت عادة لصالح الحزب الجمهوري، فيما تصوت أخرى للحزب الديمقراطي، لكن عددا من الولايات لا يمكن التنبؤ بميولها الانتخابية، لذلك تسمى "الولايات المتأرجحة"، ويحتدم الصراع بين المرشحين على الفوز بأصواتها.
وتعتمد الانتخابات الأميركية نظاما يقوم على الاقتراع العام غير المباشر، إذ لا يصوت الناخبون لمرشحهم لكن لأعضاء المجمع الانتخابي أو الهيئة الانتخابية، الذين يختارون بدورهم أحد المرشحين.
ويضم المجمع الانتخابي 538 عضوا متوزعين على الولايات وعلى العاصمة واشنطن وفقا لعدد السكان، واستنادا إلى تمثيل كل ولاية في الكونغرس بمجلسيه، فبعض الولايات الصغرى يمثلها 3 أعضاء فقط، وأخرى كبيرة مثل كاليفورنيا يمثلها 55 عضوا.
ويحتاج الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية إلى الحصول على 270 صوتا في المجمع الانتخابي، أي أكثر من نصف عدد الأصوات بواحد.
وفي 48 ولاية، تذهب كل أصوات ممثليها في المجمع الانتخابي للفائز بأغلبية أصوات الولاية، بينما تقسم أصوات المجمع حسب نسبة الفوز في التصويت في ولايتين فقط، هما مين ونبراسكا.
وهذا ما يفسر تسابق المرشحين في الانتخابات الأميركية على أصوات الولايات غير المحسومة أو "المتأرجحة"، وعددها يختلف بحسب السنة الانتخابية، ويتراوح بين 6 و12، وهي قادرة على ترجيح كفة أحد المرشحين على حساب الآخر.
وتشير استطلاعات الرأي الوطنية، الثلاثاء، إلى تقدم بايدن بمعدل نحو 3 نقاط مئوية في 5 من الولايات المتأرجحة، بما يشمل ولايات حاسمة مثل ميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن التي فاز فيها الجمهوري ترامب عام 2016.
وتراجعت حظوظ ترامب في تكساس وآيوا، في حين وسع هامش تقدمه البسيط في أوهايو، وقلص تقدم بايدن في أريزونا وفلوريدا وجورجيا.
استطلاعات الرأي
وفق متوسط مؤشري "ريل كلير بوليتيكس RCP"، و"فايف ثيرتي إيت 538"، لاستطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، فإن بايدن يتقدم على ترامب بـ8.5 نقطة مئوية على المستوى الوطني، بواقع 51.4 في المئة لبايدن، مقابل 42.9 في المئة لترامب.
وتتباين حظوظ المرشحين في الولايات المتأرجحة مع تقدم بايدن، وفق متوسط الاستطلاعين، بالترتيب التالي:
أريزونا: يتقدم بايدن بنسبة 48.8 بالمئة من الأصوات، مقابل 46.1 بالمئة لترامب.
فلوريدا: يحظى بايدن بتأييد 48.9 بالمئة من المستطلعة آراؤهم، مقابل 47 بالمئة لترامب.
جورجيا: بايدن 47.6 بالمئة، مقابل 47.1 بالمئة لترامب، الذي قلص الفارق عن استطلاعات الأسبوع الماضي بواقع 0.8 نقطة مئوية.
آيوا: 47.4 بالمئة لصالح بايدن مقابل 46.3 بالمئة لترامب.
ميشيغن: يتفوق فيها بايدن بنحو 8 نقاط مئوية ويحظى بتأييد 50.5 بالمئة من المستطلعة آراؤهم، مقابل 42.7 بالمئة لترامب.
منيسوتا: 49.4 بالمئة لبايدن، مقابل 42.3 بالمئة لترامب.
نيفادا: 49.6 بالمئة لبايدن، مقابل 43.8 بالمئة لترامب.
نورث كارولينا: 49.1 بالمئة لبايدن، مقابل 47.2 بالمئة لترامب.
أوهايو: يحظى ترامب بنسبة 47.4 بالمئة، مقابل 46.4 بالمئة لبايدن.
بنسلفانيا: بايدن يحظى بنسبة 50 بالمئة، مقابل 44.6 بالمئة لترامب.
تكساس: يحظى ترامب بـ48.1 بالمئة، مقابل 46.8 بالمئة لبايدن.
ويسكونسن: 50.1 بالمئة لبايدن، مقابل 44.4 بالمئة لترامب.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، يتوقع الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي في الحزب الجمهوري مات ووترز، أن "تحسم ولايات مينيسوتا وويسكونسن وميشيغن وبنسلفانيا نتيجة الانتخابات"، ويرى أن حملة ترامب "لديها ما يكفي من الحماس لحسم أصوات مهمة لصالح الرئيس الحالي"، رغم الظروف التي تفرضها جائحة كورونا.
ويضيف ووترز: "ترامب لديه حظوظ كبيرة في ولايات مثل فلوريدا وتكساس وجورجيا، لكن عليه أن يضيف بعض الولايات الحاسمة"، ولم يستبعد "خيبة ظن متتبعي استطلاعات الرأي، مثلما حصل في عام 2016".
أما الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي في الحزب الديمقراطي ريتشارد غودستين، فيرى أنه "من المتوقع أن يفوز بايدن بأصوات ولاية فلوريدا لأنه متقدم في الاستطلاعات، لكنه قد يخسر بنسلفانيا مع المحافظة على تقدمه في ولايتي ميشيغن وويسكونسن، ليصبح الرئيس المقبل للولايات المتحدة".
ويلفت غودستين إلى أن الناخبين من كبار السن في ولايات متأرجحة "ينتقدون التجمعات الانتخابية الحاشدة التي يقيمها ترامب، وكثير من جمهورها بلا كمامات، ويقولون: نحن نرفض أن يبقى ترامب مسؤولا عن الرعاية الصحية في ظل جائحة كورونا".
وفي عام 2016، كانت استطلاعات الرأي تمنح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، تقدما واضحا على ترامب طوال حملتها الانتخابية تقريبا، لكن الأمر انتهى بها إلى الخسارة بأصوات المجمع الانتخابي.