كيف يشكل أردوغان خطرا مستمرا على أوروبا؟
20:06 - 17 سبتمبر 2020على نحو مؤقت، تراجع مستوى التوتر بين تركيا واليونان ومن ورائها أوروبا، لكن هذا التراجع سرعان ما تلاشى بسبب سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان، وفق تقرير لصحيفة ألمانية، قالت إن الرئيس التركي يمثل خطرا مستمرا على القارة الأوروبية.
وذكرت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، الخميس، أن المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بذلت جهدا ضخما للتوسط دبلوماسيا من أجل نزع فتيل الأزمة في شرقي المتوسط بين تركيا واليونان.
وأشارت الصحيفة إلى مؤشرات على "تبريد التوتر" في هذه المنطقة الغنية بالغاز، لكن الخبر السيء هو أن سياسة تركيا العدوانية لم تنته بعد.
وقبل أيام، سحبت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان السفينة من المنطقة المتنازع عليها وأعادتها إلى مرفأ تركي، في خطوة اعتبرتها أثينا خطوة في الاتجاه الصحيح.
لكن لم يطل الوقت حتى خرج وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، قائلا إن السفينة وصلت المرفأ للصيانة، متعهدا بعودتها لاحقا، الأمر الذي فُهم على أنه تصعيد من جانب أنقرة.
وتنقب تركيا في مياه تؤكد أثينا أنها تعود لها ولا يحق لأنقرة التنقيب فيها.
سياسة عدائية
وبعيدا عن المتوسط، تقول الصحيفة الألمانية، إن أردوغان انتهج سياسة عدائية للغاية منذ عام 2016، ولم تعد الشراكات القديمة مثل حلف شمال الأطلسي عقبة أمام الرئيس التركي.
وبالنسبة إلى أردوغان، فإن السياسة الخارجية تقوم على معادلة صفرية، فلا يمكنه الفوز إلا عندما يخسر الآخرون.
واللاجئون من بين الأوراق التي يضغط فيها أردوغان على أوروبا، ويتحدث ساسة أوروبيون عن تهديدات الرجل التي لا تتوقف بهذا الشأن، ويقولون إن لديه قدرة كبيرة على تحريك الملف.
وهدد أردوغان مرارا بإغراق أوروبا باللاجئين، وفعل ذلك عام 2015، عندما استقبلت أوروبا مئات آلاف اللاجئين بعدما فتح الرئيس التركي أبواب القارة لهم.
وفي ليبيا، يسعى أردوغان إلى تعظيم نفوذه هناك عسكريا واقتصاديا، ويمكن أن يزيد من حجم النفوذ في حال رأى أنه مفيدا له.
والنفوذ التركي في ليبيا، البلد الواقع في شمالي أفريقيا وعلى شاطئ المتوسط، يعني أنه بوسعه ممارسة الابتزاز لدول جنوب القارة الأوروبية، وخاصة فرنسا.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، إن أنقرة لم تعد شريكة لأوروبا في منطقة الشرق الأوسط.
وتصاعد التدخلات التركية في ليبيا سيؤدي إلى تعميق حالة الفوضى هناك، وهذا آخر شيء تريده أوروبا، بحسب الصحيفة.
"وإذا كان الدور التركي واضحا في هذا الأماكن، فإنه غير معلن في أوكرانيا والبلقان".
ويعمل أردوغان على تعزيز نفوذه على الحكومة الأوكرانية التي تدير بلد يقع على بوابة أوروبا الشرقية، وفي البلقان يعزز من الشراكات السياسية والتعاون الاقتصادي في دول هذه المنطقة ويموّل المساجد، التي يستخدمها كأداة نفوذ هناك.
ويخلص التقرير إلى أن سياسة أردوغان تجاه أوروبا سيئة في المحصلة النهائية، مشيرا إلى أن العقوبات الأوروبية التي فرضت على تركيا لم تجلب التأثير المطلوب حتى الآن.