بعد استهداف المعارض الروسي.. تعرف على "غاز الاغتيالات"
20:37 - 02 سبتمبر 2020أعلنت ألمانيا أن المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، تعرض للتسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، وهو نفسه الذي تم استخدامه في محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا عام 2018، فما هي هذه المادة تحديدا ولماذا تم اللجوء إليها في محاولات اغتيال كهذه؟.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، الأربعاء، إن أليكسي نافالني أحد أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، تعرض للتسميم بمادة "نوفيتشوك".
ويرقد نافالني (44 عاما) حاليا في غيبوبة في مستشفى ببرلين، منذ تعرضه لمحاولة الاغتيال هذه. فما هو "نوفيتشوك"، ولماذا تم اللجوء إليه على وجه التحديد في محاولتي الاغتيال؟.
منذ الحقبة السوفيتية
تم تطوير غاز الأعصاب "نوفيتشوك" في الاتحاد السوفيتي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ويعني اسم "Novichok "، "الوافد الجديد".
وينتمي لعائلة من غازات الأعصاب شديدة السمية، مع تركيبة مختلفة قليلا عن الغازات السامة المعروفة مثل السارين.
وتعد عناصر نوفيتشوك أكثر فتكا بخمس إلى عشرة أضعاف تلك المواد، على الرغم من عدم وجود استخدامات معروفة قبل عام 2018، عندما تم استخدام نوفيتشوك في بريطانيا على سكريبال وابنته.
ومن المعتقد أن موسكو لم تكشف على الإطلاق عن نوفيتشوك لـمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، والتي تشرف على معاهدة تحظر استخدامه.
يشار إلى أن استخدام أي مادة كيماوية كسلاح، محظور بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لعام 1997، التي وقعت عليها موسكو.
وفي نوفمبر 2019، وافق أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على توسيع قائمة المواد الكيمياوية المحظورة ضمن "الجدول 1" لتشمل غازات نوفيتشوك. وقد دخل هذا الحظر حيز التنفيذ في 7 يونيو 2020.
وصُنع نوفيتشوك بمواد كيماوية زراعية، بحيث يمكن إخفاء عمليات إنتاجه بسهولة أكبر ضمن صناعات تجارية مشروعة، وفقا لخبير الأسلحة الكيماوية الأميركي آمي سميثسون، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
ماذا يفعل في الجسم؟
تسبب هذه المادة الكيماوية "تباطؤ في ضربات القلب وتضييق المجاري الهوائية، مما يؤدي إلى الوفاة بالاختناق"، بحسب البروفيسور غاري ستيفنز، خبير العقاقير في جامعة ريدينغ.
وأضاف: "أحد الأسباب الرئيسية لتطوير هذه المواد، هو أن الأجزاء المكونة لها ليست مدرجة في القائمة المحظورة".
وكانت روسيا والولايات المتحدة قد أدارتا ذات مرة اثنين من أكبر برامج الأسلحة الكيماوية في العالم. وقد أكملت روسيا تدمير مخزونها الذي أعلنته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية العام الماضي، فيما لا تزال الولايات المتحدة في المراحل الأخيرة من تدمير مخزونها.
ومع ذلك، أثارت المنشورات حول تطوير واختبار نوفيتشوك في التسعينيات، شكوك الولايات المتحدة بأن الاتحاد السوفيتي لديه برنامج أسلحة سري، ولم يعلن عن مخزونه الكامل عندما انضم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية.
وأعادت هذه الواقعة تسليط الضوء على اتهام بريطانيا لروسيا باستخدام نوفيتشوك في تسميم الجاسوس المتقاعد سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية قبل عامين.
من جانبها، نفت موسكو ضلوعها في الهجوم الذي نجت منه عائلة سكريبال، لكنه أسفر عن مقتل شخص يدعى دون ستورجس. وكلفت إجراءات التطهير في المدينة البريطانية، ملايين الدولارات.