راكولتا: معاهدة السلام الإسرائيلية الإماراتية ستوفر الأمن
22:35 - 24 أغسطس 2020أكد سفير الولايات المتحدة لدى دولة الإمارات، جون راكولتا، أن معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات "تكتسي طابعا تاريخيا"، معتبرا أن من شأنها أن "توفر السلام والطمأنينة والازدهار، وتمهد لإرساء سلام دائم في المنطقة".
وقال جون راكولتا في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية": "أولا، تكتسي هذه المعاهدة طابعا تاريخيا، وهي الثالثة من نوعها التي توقع في السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية. ثانيا، إنها تمهد لإرساء سلام دائم في المنطقة، وبالتالي فهي نقطة انطلاق بارزة تجاه هذه المساعي".
كما اعتبر أن المعاهدة "تقدم الكثير من الإشارات للمضي قدما ومعرفة ما يريده الناس فعلا من معاهدة السلام. الجميع يريدون شيئا واحدا، ألا وهو الازدهار ومستقبل أكثر إشراقا، ورعاية صحية وتعليم أفضل، وتسلط المعاهدة الضوء على المسار لتحقيق ذلك".
وأشار السفير الأميركي لدى دولة الإمارات، إلى أن المعاهدة "أظهرت أيضا أنه يمكن أن تكون للدول مصالح مشتركة وقيم مشتركة، فضلا عن طرق مماثلة للتعبير عنها، والاستخدام المشترك للموارد الطبيعية، سواء أكانت معدنية أو نفطية أو من المواهب، وبالتالي، تساهم هذه القواسم المشتركة في وضع أسس المستقبل".
وتابع: "الإماراتيون رأوا أملا في آخر النفق وقالوا للجميع: انضموا إلينا، هذا هو الحل الأنسب للشرق الأوسط. ولا يسعنا إلا احترام الشجاعة والانضباط والشغف الذي يتحلى به الشعب الإماراتي للمنطقة، وكيف يرغب باتخاذ هذه المجازفة والمضي قدما بها لأنها الطريق الأصح لسلوكها. وأنا متأكد من أن الكثيرين سيحذون حذوها".
وتطرق راكولتا إلى أهمية التوقيت الذي أبرمت فيه المعاهدة، وتحديدا بعد فترة مليئة بالضغوطات التي فرضها فيروس كورونا المستجد على الاقتصادات حول العالم.
وأضاف: "واجهنا بعض الصعوبات على مستوى المجتمعات خلال العام المنصرم، أبرزها انتشار فيروس كورونا، ووضع هذا الفيروس الكثير من الضغوط على الاقتصادات في العالم، لا سيما بمنطقة الشرق الأوسط التي تعتمد كثيرا على النفط".
وتابع: "كما نعلم جميعا انخفضت أسعار النفط بشكل ملحوظ، لذا علينا إيجاد طريق واتجاه جديد.. وإذا أردتم بداية جديدة لهذا الازدهار والسلام، فهذا هو أملنا من هذه المعاهدة، لمعرفة كيفية تحقيقه".
تعزيز السلام
وشدد راكولتا على الدور الذي تلعبه المعاهدة في تحقيق السلام بالمنطقة، قائلا: "تستخدم هذه المعاهدة لتخفيض التهديدات في المنطقة وهي مسألة جد مهمة، فالحرب باهظة التكلفة ومدمرة للمستقبل، بينما السلام والازدهار ليسا كذلك. علينا التطلع إلى المستقبل كمجتمع وتعلم بناء الجسور معا، وليس تدميرها".
وفيما يتعلق بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال السفير الأميركي لدى دولة الإمارات: "أعتقد أن علينا لقاء الفلسطينيين حول طاولة الحوار، لكن لا يمكن للولايات المتحدة حل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فعلى الإسرائيليين والفلسطينيين الجلوس معا وعرض قضاياهم وإيجاد بعض الأرضيات المشتركة والتفاوض".
واستطرد بالقول: "كما عليهم تغيير مواقفهم ولو بشكل بسيط، وأنا متأكد من أنه في حال التقى الناس حول طاولة المفاوضات بنية جيدة وتركيز على الازدهار والسلام للمواطنين، يمكن التوصل إلى اتفاق. عليهم فقط الاتفاق على الجلوس معا، وهذه تظل أصعب خطوة حتى الآن".
وأضاف: "قال الإماراتيون: كفى، حان الوقت لتكون لنا علاقات مع الإسرائيليين لعدة أسباب.. وحان الوقت للتفاوض على سلام دائم بين جميع الدول وإسرائيل. يمكن للشرق الأوسط المضي قدما وتحقيق النجاح لمواطنيه كما كان يجب عليه فعله منذ أمد بعيد".
وتابع: "أعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات معا تقدم مستقبلا مشرقا من ناحية. ما أشير إليه باستمرار بالسلام والازدهار أي بناء الاقتصاد والسياحة والتبادل الثقافي والمزيد من التجارة والاستثمارات ووظائف وفرص أفضل للجميع في كل دولة. ومن خلال معاهدة السلام هذه، سنظهر للدول الأخرى التي قد تكون مترددة بعض الشيء، أنه بإمكانها الاستفادة، وبأن فرص التقدم والمكافآت أعظم بكثير من أي مخاطر قد تواجهها".
ونوه راكولتا إلى أنه "على الرغم من كل المشكلات والتاريخ، فإن إسرائيل والإمارات، عوضا من النظر وراءهما قررتا المضي قدما واغتنمتا الفرصة لتقديم مستقبل أفضل لنا، وعلمتانا أنه مهما كانت المشكلات يمكن تخطيها".
كما شدد على أن "الفرص غير متناهية" بسبب هذه المعاهدة، لافتا إلى أن "الإمارات وإسرائيل هي مراكز للتكنولوجيا والتعليم والتجارة والاستثمارات والثقافة".
واستطرد السفير الأميركي لدى دولة الإمارات حديثه إلى "سكاي نيوز عربية"، بالقول: "أنظروا إلى ما فعلته الإمارات خلال السنوات الخمس الماضية، إذ كانت النتيجة رائعة. كما أعتقد أن معرض إكسبو يوفر فرصة إضافية لمد الجسور بين مجتمعات مثل المجتمعين الإسرائيلي والإماراتي، كما أنه مسار ومنارة ويظهر للدول الأخرى في المنطقة ما هي الفرص التي بإمكانها الحصول عليها".
التعاون الاقتصادي
وتطرق راكولتا إلى أهمية التعاون بين الدول، قائلا: "لا يملك أحد حصرا فكرة أو ابتكارا، وكلما حصلت دولة على شركاء، تحسنت التحالفات الاستراتيجية وكلما زادت نسبة المشاريع المشتركة والشراكات والتجارة العابرة، زاد تنقل السكان بين الدولتين، وازدهرت السياحة".
وأضاف: "كما ستحصل على الأمر الذي جعل من الولايات المتحدة دولة رائعة وبإمكانه أن يسمح لباقي العالم أن يصبح رائعا أيضا، وهو التنوع، إذ يولد التنوع الرائع الأفكار الرائعة والابتكار والتعاون وفيما بعد التوافق".
واختتم السفير الأميركي لدى دولة الإمارات حديثه بالقول: "يريد الناس اليوم فرصة للعمل بجهد والتنعم بالسعادة واتخاذ القرارات وتكوين عائلة والتقاعد بسلام وعدم تمضية الوقت بكامله بالقلق من حدوث تهديد أمني، وهذا ما تحققه هذه المعاهدة، إذ توفر للمنطقة برمتها هذه الأسس للمضي قدما".
وأضاف: "العالم يتقدم بسرعة، وليس بإمكاننا تجاهل ما حصل بسبب فيروس كورونا، وكيف تضامنت الدول وعقدت شراكات وتشاركت الموارد والأبحاث والتكنولوجيا لمحاولة القضاء على هذا الفيروس المستجد. تخيل لو العالم أجمع تضامن حين يتعلق الأمر بهذه القضايا؟ هذا ما يحتاجه الشرق الأوسط، الاتحاد هذا سيقدم فرص ازدهار لا حصر لها".