مراقبون يجيبون.. ما حقيقة انحسار مياه السودان؟
23:44 - 21 يوليو 2020أثارت التقارير التي تحدثت عن انحسار المياه في نهري النيل الأزرق والأبيض في السودان وتأثيرها على ضخ مياه الشرب، جدلا كبيرا خلال الأيام الأخيرة، خاصة أنها تزامنت مع إعلان إثيوبيا اكتمال المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة.
وأعلن السودان، الأحد، عن خروج عدد من محطات ضخ مياه الشرب، بسبب انحسار المياه في أنهره الرئيسية الثلاثة، وهي نهر النيل الذي يبدأ من منطقة المقرن في وسط الخرطوم، ونهري النيل الأزرق والأبيض اللذان ينتهيان عند ذات المنطقة ويكونان نهر النيل الذي يعبر الأراضي السودانية شمالا إلى مصر، ليصب في البحر الأبيض المتوسط.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن موسم الأمطار ساهم في انتهاء المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا فوق نهر النيل.
وجاء إعلان رئيس وزراء إثيوبيا خلال القمة المصغرة التي نظمها الاتحاد الأفريقي، وجمعته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، بحضور ممثلين عن الاتحاد، الذي تترأسه جنوب إفريقيا.
وقال خبير السدود، أبو بكر مصطفى لموقع "سكاي نيوز عربية": "إن الأمر المحسوم والمؤكد هو أن الأمطار الغزيرة جدا التي هطلت على الهضبة الإثيوبية خلال الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، مكنت إثيوبيا من استكمال المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، المقدرة بنحو 4.9 مليار متر مكعب".
وأشار إلى أن ذلك أدى إلى "تقليص كميات المياه التي تتدفق عادة إلى السودان، وانخفاض منسوب النيل الأزرق بمقدار متر واحد في بعض القراءات".
لكن مصطفى أكد أن سد النهضة "لن يكون قادرا في هذه المرحلة على حجز أكثر من الـ4.9 مليار متر مكعب التي أكمل حجزها بالفعل"، معربا عن توقعه بأن تشهد الساعات المقبلة عودة التدفق الطبيعي للمياه وارتفاع المناسيب في النيل الأزرق.
وأوضح أن الفترة الممتدة من أغسطس وحتى منتصف سبتمبر، هي عادة التي تشهد الارتفاع الأكبر في مناسيب النيل.
ولمعرفة مدى تأثر المزارعين بانخفاض منسوب مياه النيل، أجرى موقع "سكاي نيوز عربية" جولة على بعض المناطق القريبة من الخرطوم، والتي تعتمد على زراعة الأراضي التي تغمر بالمياه لمدة 40 إلى 60 يوما، والتي تعرف بـ"الجروف".
ويمارس المزارعون في تلك المناطق أعمالهم بشكل روتيني، وقال معظمهم إنه بالرغم من المخاوف المثارة، فإنهم يتوقعون أن يبدأ الارتفاع في مناسيب النيل والغمر الطبيعي لأراضيهم "الأسبوع المقبل".
وعلل هؤلاء ذلك بتغير لون المياه إلى البني، مما يعد مؤشرا إلى بدء تدفق المياه من الهضبة الإثيوبية.
وفي ذات السياق، يقول رئيس اتحاد مزارعي ولاية الخرطوم، الوسيلة حبشي، إن الانخفاض الذي حدث الأسبوع الماضي "لا يعتبر مؤشرا حقيقيا لانخفاض دائم في منسوب النيل، أو في كميات المياه الواردة من الهضبة الإثيوبية".
ونوه إلى أن مواسم الغمر عادة ما تتقدم أو تتأخر، بحسب حجم تدفقات الأمطار في إثيوبيا.
من جانبها، رأت أستاذة القانون الدولي في جامعات سودانية، والمهتمة بنزاعات المياه الدولية، الكرام محمد صالح، أن الضجة الدائرة حول خروج بعض "طلمبات" ضخ مياه الشرب على النيل، ترجع إلى "أسباب تتعلق بالصيانة والأعطال".
ودللت على ذلك بالقول، إن "بعض الطلمبات الخارجة عن الخدمة تقع على النيل الأبيض، الذي لا ينبع أصلا من الهضبة الإثيوبية".