علاقات المغرب والجزائر.. رسالة "ترحيب" لتجاوز الخلافات
21:24 - 05 يوليو 2020أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، مؤخرا، أن بلاده ستتجاوب بالترحيب إذا اتخذ الجانب المغربي مبادرة لأجل الأزمة القائمة بين البلدين، وسط استمرار لإغلاق الحدود البرية منذ ما يزيد عن ربع قرن.
وقال تبون، في مقابلة صحفية، إن الجزائر ليس لديها مشكلة مع المغرب ولا مع الملك محمد السادس، مضيفا أنه في حال اتخذت المملكة مبادرة فسيكون مرحبا بها لأجل إنهاء المشكلة بشكل نهائي.
وحين سئل الرئيس الجزائري، عن أزمة الحدود البرية المغلقة، أشار إلى سياق إقدام الجزائر على الإغلاق، قائلا إنه جاء بعدما فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين عقب أحداث مراكش الإرهابية.
وجرى إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر، سنة 1994، عقب هجوم إرهابي استهدف فندقا في مدينة مراكش السياحية، وظل معبر "زوج بغال" موصدا بين البلدين منذ ذلك الحين.
واستبعد تبون أن يكون ثمة تصعيد في المستقبل بين المغرب والجزائر، مضيفا أن الحكمة ظلت سائدة على الدوام بين البلدين الجارين في شمال إفريقيا.
وفي ديسمبر 2019، دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى "فتح صفحة جديدة" في العلاقات بين بلاده والجزائر، وذلك في برقية تهنئة وجهها إلى الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، وفق وكالة الأنباء المغربية.
وجاءت رسالة تبون، وسط دعوات مغاربية متوالية إلى تجاوز الخلافات بين البلدين الجارين، نظرا لضياع الكثير من فرص التعاون الاقتصادي والمغاربي، في ظل الأزمة القائمة بين البلدين.
وفي سنة 1989، جرى الإعلان عن "اتحاد المغرب العربي"؛ وضم خمس دول هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، لكن هذا التكتل الإقليمي لم يبرح مكانه بسبب الخلافات القائمة بين الدول الأعضاء.
وتعد قضية الصحراء من أبرز نقاط الخلاف بين المغرب والجزائر، إذ تعترف الجزائر بجبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال أقاليم الجنوب في المغرب.
رسالة طمأنة
ويرى أستاذ العلاقات الدولية، بوحنية قوي، أن تصريحات الرئيس الجزائري الأخيرة، جاءت في السياق الذي تبناه منذ الحملة الانتخابية.
وأوضح الأكاديمي الجزائري، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أن الرئيس الجزائري يتحدث دائما عن أسباب إغلاق الحدود مع المغرب و"تبادل الاتهامات" بين البلدين عقب هجمات مراكش.
وأشار إلى أن تبون كان قد طالب باعتذار رسمي من المغرب، خلال الحملة الانتخابية، لكن هذا الأمر لم يتكرر منذ الحملة الانتخابية.
وأردف الباحث أن عدم العودة إلى المطالبة باعتذار فيه نوع من الطمأنة ورسالة أخوية، لاسيما أن العلاقات متينة وراسخة على المستوى الشعبي.
وأوردف أن تبون وضع الكرة في الجانب المغربي، حين قال إنه يرحب باتخاذ المملكة الجارة لمبادرة من شأنها حل المشكل بشكل نهائي.
وأكد بوحنية قوي، أن هذا الخطاب من الرئيس الجزائري يتجاوز مع ما كان مطروحا خلال الحملة الانتخابية "يبدو لي أن الخطاب منسجم مع الرؤية الشعبية التي ترى أن العلاقات الجزائرية المغربية عميقة على المستوى الشعبي ولا يمكن أن تتأثر باختلاف الأمزجة".
وأعرب الباحث عن أمله في أن تتجه العلاقات بين المغرب والجزائر نحو العمق على المستوى الرسمي والمؤسسات والشعبي، بغض النظر عن الخلافات القائمة في الرؤى السياسية.
وشدد على ضرورة الدفع قدما بعلاقات المغرب والجزائر، مضيفا أن قاطرة الاتحاد المغاربي المعطلة تعتمد كثيرا على هذين البلدين، بسبب الخلافات السياسية الممتدة لعقود.
ورغم هذه الخلافات السياسية القائمة، تحافظ الرباط والجزائر على علاقات دبلوماسية توصف بـ"المستقرة"، فيما تتوالى الدعوات خلال السنوات الأخيرة إلى زيادة التنسيق والتعاون، لاسيما في ظل التحديات التي تحدق بالمنطقة على كافة الأصعدة.