مليونية 30 يونيو.. الخرطوم تتحسب وسلمية الثوار تفضح الإخوان
00:00 - 28 يونيو 2020مع اقتراب موعد مسيرة "مليونية" الثلاثين من يونيو التي أعلنت لجان المقاومة ومجموعة من الأحزاب السودانية تنظيمها دعما للحكومة الانتقالية، وللمطالبة باستكمال مهام الثورة، وتحقيق العدالة والإسراع في محاكمة عناصر النظام السابق، بدأت الخرطوم تتحسب للأسوأ في ظل بروز مؤشرات على مخطط تعده مجموعات إخوانية بهدف تسلق المسيرة وتغيير مسارها السلمي واستخدام العنف لخلق فوضى أمنية تتيح لهم العودة إلى السلطة مجددا.
وفيما أظهرت بيانات ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات مباشرة من مجموعات إخوانية للحكومة والثوار، أكد عدد من الناشطين قدرتهم على التحكم في المسار السلمي للمسيرة، وتفويت الفرصة على عناصر الإخوان.
وفي الجانب الآخر، أكد يوسف آدم الضي والى ولاية الخرطوم رئيس لجنة تنسيق أمن الولاية، اتخاذ كافة الترتيبات لتأمين المسيرة حتى تخرج بسلمية تامة.
وقال إن اللجنة وضعت خطة أمنية محكمة إشتملت على عدة محاور أكدت من خلالها على التنسيق التام بين كافة الأجهزة الأمنية والنظامية. وشدد على جاهزية القوات الأمنية من حيث توفر المعلومات عن مخططات "المتربصين والمندسين" الذين يخططون لجر المسيرة الى هاوية التخريب والفوضى.
وشملت الخطة قفل الأسواق التجارية، وكافة الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم الثلاث لمدة 48 ساعة.
تسلق القطار
وسخر ناشطون سياسيون من محاولات المجموعات الإخوانية الرامية لتسلق قطار الثورة. وقال الناشط السياسي محمد ابراهيم قرض ردا على مطالبة الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي باستقالة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك قبل المسيرة.
وقال قرض إن المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني هما وجهان لمنظومة الإخوان التي ثار ضدها الشعب السوداني، لذلك لا يحق لأيا منهما الحديث عن الثورة السودانية ومسيراتها السلمية.
وأبدى قرض استغرابه من حديث رحمة، مستهجنا عدم فهمه لمقاصد مسيرة الشباب التي تهدف لدعم حكومة حمدوك وليس إقالتها.
وطالب قرض المؤتمر الشعبي وجميع مكونات تنظيم الإخوان بالاعتراف بفشلهم وفسادهم طوال الأعوام الثلاثين الماضية وترك الشعب السوداني ليقرر مستقبله.
وعي الشباب
من جانبه، أكد محمد عصمت القيادي في قوى الحرية والتغيير أن 30 يونيو تهدف إلى دعم الحكومة الانتقالية والمطالبة باستكمال مهام الثورة، مشيرا إلى أن شباب لجان المقاومة قادرون على إخراجها بالشكل السلمي القوي الذي يحقق طموحات السودانيين.
وحذر عصمت فلول الإخوان من محاولة تسلق المسيرة وتجييرها لصالح أجندتهم المبنية على العنف، وقال إن على الأجهزة الأمنية الارتقاء لمستوى الحدث والعمل بمهنية عالية من أجل منع أي محاولة تفلت قد تقدم عليها فلول النظام السابق بكافة اشكالها، مؤكدا أن عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء.
رهان فاشل
تقطع الناشطة السياسية سارة سعد بأن أي محاولة من قبل فلول الإخوان لإخراج المسيرة من محتواها ومسارها المقصود ستكون فاشلة لأن شباب الثورة ظلوا يقدمون نموذجا مختلفا أذهل العالم وغير صورة السودان الدموية التي رسمها الإخوان إلى الأبد، مشيرة إلى أن الإخوان لم يستطيعوا حتى الآن فهم قوة الشعب السوداني وثورته.
وأضافت أن شعار السلمية كان وما زال هو السلاح الفتاك الذي أطاح بأجندة فلول الإخوان.
وتشير سعد إلى أن مليونية ٣٠ يونيو تعتبر امتداد لثورة ديسمبر المجيدة وتهدف لتصحيح مسار الحكومة الانتقالية وتحقيق أهداف الثورة من حرية وسلام وعدالة.
رؤية مختلفة
ومن جانبه، بدا الكاتب الصحفي طه النعمان أكثر حذرا ودعا لوقف المسيرة وتفويت الفرصة على عناصر النظام السابق.
وقال النعمان إن الوقت ليس مناسبا لتسيير المسيرات، لأن فلول الإخوان يريدون تنفيذ مخططات "جهنمية" ظلوا ينسجون خيوطها من الإطاحة بهم.
وطالب النعمان شباب الثورة بالتسلح بالوعي والذكاء السياسي والتدابير الحكيمة، مشيرا إلى أن بإمكان الشباب الجلوس مع الحكومة ووضع مطالبهم على الطاولة.